تستضيف جمعية الخريجين، بالتعاون مع إحدى لجانها «كويتيون لأجل القدس» والمنبثقة من الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية، الفرقة الموسيقية الفلسطينية «الثلاثي جبران» لأول مرة في الكويت، وستقام الأمسية في الرابع من أكتوبر المقبل على مسرح الدسمة. وتعد «الثلاثي جبران» من أبرز فرق العزف على آلة العود واشتهرت بارتباطها بالشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش الذي رافقته بالعزف في أمسيات شعرية عديدة، معتبرين أن درويش علّمهم كيف يكونون موسيقيين من فلسطين، ونال الثلاثي جبران أو «الأيدي الست» شهرة كبيرة في مجال العزف.«الجريدة» التقت الثلاثي سمير ووسام وعدنان، للحديث عن تفاصيل هذه الزيارة وأمور أخرى متعلقة بنشاطهم الفني. • من هم «الثلاثي جبران»؟ - نحن الأشقاء، سمير ووسام وعدنان ونعد الجيل الرابع من عائلة اشتهرت بصناعة العود، اشتهرت وكبرت عائلتنا مع هذه الآلة واعتدنا أن تكون بيننا كفرد منا وشاهدنا والدنا حاتم وجدّنا يصنعان هذه الآلة ويعتنيان بها، لذلك ثمة ارتباط كبير بيننا، وقد كانت رفيقتنا بالتجوال في معظم بقاع العالم، لنعرّف الجمهور على أجمل الأنغام وأرقى المقطوعات المعزوفة لنعبر عن بلدنا فلسطين، ونحتفل هذا العام بالعيد العاشر لتأسيس الفرقة.• متى وأين بدأت فرقة الثلاثي جبران؟- سمير هو أكبرنا وهو من بدأ بالعزف في بادئ الأمر منفردا، ثم انضم إليه وسام الذي تأثر به وأصبح في إطار دراسته أول عربي يتخرّج في مؤسسة أنطونيو ستراديفاريو الإيطالية لصناعة الآلات الوترية، ومن ثم انضم الضلع الثالث عدنان الذي كان يميل الى الإيقاع لكنه علّم نفسه بنفسه العزف على العود. وقدّمت فرقة الثلاثي جبران التي جمعتنا نحن الثلاثة معا، حفلتها الأولى في باريس عام 2004. وللعلم فإن وسام هو الذي يصنع أعواد الثلاثي جبران.دعوة «الخريجين»• ما سبب زيارة الثلاثي جبران للكويت؟- هذه هي زيارتنا الأولى للكويت، وهي تلبية لدعوة من جمعية الخريجين ولجنة كويتيون لأجل القدس لإحياء أمسية موسيقية في الكويت في 4 أكتوبر المقبل وعلى مسرح الدسمة، ونعتبرها مناسبة جميلة للفرقة لزيارة دولة عربية عرفت بريادتها في الانفتاح الثقافي، ويهمنا أن نكتسب في الكويت جمهورا يتمتع بالحس الموسيقي لمقطوعاتنا التي تمزج اللحن الموسيقي الفلسطيني والعربي والغربي.• ما الخط الموسيقي الذي تتخذه الفرقة؟ وكيف يتم توزيع العمل الموسيقي بين الثلاثي جبران؟- ليس هناك خط موسيقي للثلاثي جبران، بقدر ما هو ارادة للحفاظ على التراث العربي وإضفاء نمط يتماشى مع الأذن العالمية، ويجعلها تفهم الفنّين وتتفاعل معهما ومع آلة العود التي أصبحت ترتبط عند الكثير من الجمهور العالمي بالثلاثي جبران. أما بالنسبة للتأليف والتوزيع فهما عمل جماعي للثلاثي، يتطوّر بتطوّر ما يقدّمه كل واحد من الأخوة بحسب احساسه وخبرته.محمود درويش• وعن عمل "في ظل الكلام"، كيف بدأت قصة ارتباطكم وتعاونكم مع الشاعر الفلسطيني محمود درويش؟- من الصعب أن نعبُر عن العمل الذي أطلقنا عليه عنوان "في ظل الكلام". فهو في الواقع في ظل رجل رافقناه خلال اثنتي عشرة سنة وأحببناه واحترمناه وطالما انتظرنا أن يتفوه بحرف أو بنبرة أو بجملة نتمسك بها ونطرب لها ونتعلق بحبال آمالها، هو الذي مثل كل الوطنية وكل الثورة وكل الإيمان بالأرض وبقدسية فلسطين من على عرش الكلمة.محمود درويش الذي دغدغت نغمات عودنا آذانه كما دغدغ شعره قلوبنا، رافقناه في أكثر من ثلاثين عرضا في أوروبا والعالم العربي وكان آخرها في مدينة آرل الفرنسية قبل رحيله ببضعة أسابيع، في هذه المدينة الجميلة قررنا أن نقوم بعمل مشترك تواكب موسيقانا فيه تموجات صوته في القوة والضعف، في اليقين والشك، في الحياة والموت، ولما ذهب قررنا أن نحقق العمل وأن تكون المواكبة تكريما، وكان أول عرض في رام الله فأتى صوته مهيمنا ترافقه موسيقانا ودموعنا وآلام فلسطين ومن أفضل من درويش لتكريم درويش الحاضر الغائب، وقد ساهم بلا شك هذا العرض الذي تمت ترجمة أشعار درويش التي يلقيها خلاله الى لغات عديدة في تأصيل اسم درويش وما قدّمه في الذاكرة العالمية وفي اهتمام الجمهور الغربي بنتاجه وما زال هذا العرض مطلوبا لأن ذكرى درويش في عمل كهذا هي جمال وواجب في اطار عرض لم يسبق له مثيل بأن يكرّم شاعر راحل نفسه بصوته والقائه.100 حفلة سنوياً• ما أهم المهرجانات الموسيقية والحفلات العالمية التي شاركتم فيها؟- يقيم الثلاثي جبران مئة حفلة موسيقية في السنة في مختلف أنحاء العالم وفي اطار مهرجانات وحفلات متعددة الأسباب والأهداف، وقد منحنا هذا خبرة متزايدة للتعرّف على جماهير من جنسيات مختلفة وبقاع مختلفة بعضها يأتي لفضول الاكتشاف وبعضها لأنه واكبنا، والبعض الآخر تشجيعا لفلسطين، وغير ذلك من الأسباب، لكن ما يُفهم من خلال هذه التعددية والعولمة اذا صح التعبير، هو أن الموسيقى كونية وليست جغرافية، فالتفاعل عالمي والأذن الصاغية تفهم وتتناغم أينما كانت.لقد عزفنا حتى الآن على أهم خشبات المسارح في العالم: مسرح الشنزيليزيه، وقاعة بلاييل في باريس، وكارنيغي هول، ونيويورك راديو سيتي هول في الولايات المتحدة، ومسرح برلين هيبيل في المانيا، وباليو فستيفال في سويسرا، ومسرح جرش في الاردن، وتياترو انفانتا في مدريد، وملبورن سيتي هول في أستراليا، وغيرها من المسارح العالمية.وفي شهر فبراير الفائت، عزفنا على مسرح الأولمبيا العالمي، وهو حدث ثقافي مهم شهدته العاصمة الفرنسية، وجمع جمهورنا العربي والفرنسي معا، وقلدنا الرئيس محمود عباس وسام الاستحقاق عن الدور الذي نلعبه في الإشهار للثقافة الفلسطينية، كما حصلنا على جائزة المهر الذهبي لأفضل موسيقى تصويرية في مهرجان دبي السينمائي لسنتي 2009 و2011.• هل تكررون تجربة درويش مع شعراء آخرين؟- كلا فقصتنا مع درويش ليست قصة تعامل مع شاعر، انه موضوع تكريم لصديق ولأهم من حمل بالكلمة قضية فلسطين، ومن نقل معاناة شعبنا، ليست لدينا أي نية في إقامة عمل مشترك مع شاعر آخر.ألبوم جديد• ما الجديد بالتأليف الموسيقي والحفلات؟- نحن بصدد تأليف ألبوم جديد وقد بدأنا العمل عليه ونتوقع أن يصدر في النصف الثاني من العام المقبل، أما أحدث حفلاتنا في الكويت، فستحتوي على أهمّ مؤلفاتنا الموسيقية منذ بداياتنا، وارتجالات يحبذها الجمهور بشكل خاص اضافة الى مقطع من تكريم الشاعر محمود درويش. وسنكون في سلطنة عمان على مسرح الأوبرا الملكي، وهو من أروع مسارح الأوبرا في العالم في 21 نوفمبر 2013. • هل من رسالة معينة تودون إيصالها لجمهوركم من خلال حفلاتكم العربية والعالم؟نحن فخورون بأننا ساهمنا في جعل الجمهور العربي يجلس وينصت للموسيقى بينما ثقافتنا ثقافة غنائية غالبا ما تكون فيها الموسيقى مقدمة للأغاني، كما هو الحال لدى كبار المطربين الذين يأتي صوتهم مكلّلا للموسيقى، وهذا انجاز مهم يعود الفضل للجهود التي نقوم بها وغيرنا من الموسيقيين في العمل والتمرين المتواصل لنصل الى أرقى المسارح العربية والغربية ونحوز آذان وقلوب السامعين.• ما طموحاتكم؟- طموحاتنا هي أن نكمل مسيرتنا بالشكل السليم الذي سلكناه والذي كان تواجدنا في باريس هو الحد الفاصل الذي دعمنا وقدمنا الى العالم لنحمل فلسطين في أعوادنا والى قلوبنا. ولا ننسى أن نذكر الذين تعاملوا معنا حتى الآن وعلى رأسهم الصديق الفنان المبدع يوسف حبيش الذي يرافقنا على الإيقاع منذ سبع سنوات بشكل مميز وفريد، يدعم أنغامنا ويعطيها بعدا جميلا رفيع المستوى.• هل من كلمة أخيرة تودون توجيهها لجمهور الكويت؟- نعد جمهور الكويت بأن يمضي معنا سهرة من العمر لعدة أسباب، أولها أننا ننتظر لقاءنا الأول معه وفي أعوادنا كمّ من أجمل ما عندنا لنسمعه إياه ونعوّض عن الوقت الذي طال قبل قدومنا الى الدولة العزيزة، كما أننا فخورون بالوقوف الى جانب جمعية الكويتيين ولجنة كويتيون لأجل القدس في نضالهما الاجتماعي، متمنين للجميع النجاح والتوفيق، ونحن بانتظار الرابع من أكتوبر لنعتلي مسرح الدسمة ونعزف لجمهور الكويت أجمل ما عندنا.
توابل - مزاج
الثلاثي جبران لـ الجريدة•: نتوق إلى لقاء الجمهور الكويتي للمرة الأولى
26-09-2013