تفسير الأحلام... رسائل اللاوعي من الألف حتى الياء

يرسل الحلم رسائل وإشارات بلغته الرمزية وبتحركاته وتراكماته على مدى زمن طويل، ورغباته المكبوتة في العقل الباطني. ويعود حق تفسير الحلم إلى صاحبه لأنه وحده من يملك الأفكار المرتبطة به.

لا يبقى من الأحلام التي تدور في مخيلتنا سوى شعور بالحيرة، أو ذكرى خاطفة، أو انطباع بفرح أم حزن، أو انفعال غامض لا تدرك أسبابه. وكي نفهم هذه الرسائل أو الإشارات، لا بد من تحديد طبيعتها. فكيف يمكننا التأكد من أننا نفهم فعلاً ما تقوله لنا هذه الأحلام عن ذواتنا وعن علاقتنا بالعالم الخارجي وعن مشاعرنا المتضاربة؟

تواصل مع اللاوعي

بكل بساطة ووضوح، وبعيداً عن المصطلحات التقنية تشرح لنا المؤلفة ليفيا كارون في سياق كتابها {موسوعة تفسير الأحلام} كيف يمكننا فهم أحلامنا وتفكيك رموزها، من دون تحويلها إلى افتراضات نظرية تجعلها تحمل معاني مختلفة عما تقوله. أما التفسير فيأتي عبر البحث عن الموضوع بحسب الترتيب الألفبائي في الموسوعة.

تقول كارون {إن الحلم محاولة عقلك الباطن أو لاوعيك للتواصل معك وتمرير رسائل معينة بلغة رمزية. وفي معظم الأحيان يتعذر علينا فك الرموز وجلاء غوامضها. حتى إننا ننسى بعض أحلامنا عندما نستيقظ ولا يبقى منها سوى ذلك الشعور بالفرح أو الانزعاج الذي ينتابنا}، وسنكتشف معها أن الحلم رسالة مباشرة من الروح إن تصفحنا الكتاب وبحثنا عما نرغب، وإليكم بعض نماذج الأحلام التي تعتمدها المؤلفة في موسوعتها:

إطفاء نار: تفضل التغيير والتجديد وتبدو مستعداً لأن تبذل الجهود اللازمة لتعزز علاقتك بالشريك. وهذا خيار لن تندم عليه بل على العكس ويمكنك أن تستمتع بسعادة هادئة، ساكنة، بعيدة عن المفاجآت غير السارة. إذا كنت أعزب لن ترغب أبداً في الاستقرار وتفضل الاستفادة من حريتك. لكن بعد بضعة أشهر يمكن لعلاقة حب عابرة أن تتحول إلى علاقة طويلة الأمد.

الرقص: أن ترقص على الإيقاع يعني أنك تتقدم وتتطور، ومن الطبيعي أن تفقد بعض العلاقات قدرتها على تحفيزك كما في السابق. حاول أن تقصي نفسك تدريجاً، لا سيما إذا شعرت بأنه يتم السيطرة عليك أو التلاعب بعوطفك. تحظى بشعبية كبيرة. ستقابل الكثير من الأشخاص وتقيم صداقات مفيدة أكثر. أما إذا رأيت الآخرين يرقصون على الإيقاع فهذا يعني أنك إنسان طيب القلب، ويبدو أن هذا يجلب كثيراً الأشخاص الذين يعانون من مشاكل وهذا ليس خطأ، اختر بعناية المحيطين بك وركز على أصدقائك القدامى وأولئك الذين تتسلى معهم، فهذا يغيّر الجو من حولك. وأنت بحاجة شديدة لذلك!

باخرة: إذا كنت على متنها يجب أن تلي مرحلة التساؤل مرحلة انتقالية. تقوم بخيارات مهمة إنما تذكّر أن عليك تحمّل مسؤولياتها فلا تتسرّع. اعتمد نظرية الخطوات التدريجية وتأكد من صلابة ما اكتسبته قبل أن تنتقل إلى مرحلة جديدة. الوضع جيد على رغم بعض الهموم المادية.

أما إذا رأيت باخرة فعلى الصعيد المهني، يمكن أن تغيّر المجال كلياً وأن تعود إلى الدراسة بدوام جزئي. تحلم بمشاريع طموحة وقابلة للاستمرار ولكن ينقصك بعض العناصر لتنجزها بنجاح. زميل قديم في العمل لم تره منذ زمن طويل يعود للظهور.

وإذا رأيتها تجنح على الشاطئ ففي ما يتعلق براحتك، تستمد طاقتك كلها من الشريك. لا تجعل نبع قلبه يجف عبر الاستئثار به باستمرار لأنه سيشعر بأنه يختنق. بعد بضعة أشهر، ستتوه عواطفك في الصحراء بحثاً عن واحة حنان لكن الشريك سيلاحظ الأمر وسيروي حبه ظمأك. يجذبك انتقال غير متوقع إلى مكان ساحر مع الشريك. اختر الوجهة وسيوافق الشريك.

بندقية: تتعرض للخيانة بطريقة أو بأخرى. تتضمن معظم مواقفنا شيئاً من التناقض. شعرنا كلنا في لحظة أو أخرى، بالحب والكراهية في أنٍ تجاه شخص ما وذلك بحسب سلوكه. قد يحدث أن نظهر الطاعة والخضوع فيما نحن نتمتع بحرية العصيان والثورة. قد يشعر أناس يُعرفون بطيبتهم وكرمهم بحاجة ماسة إلى الاقتصاص أو إلى التصرّف بطريقة بغيضة للانتقام من إهانة لحقت بهم. لكن عندما يطول التنافس بين المشاعر المتناقضة ويحتد، يأتي رد الفعل بشكل غير متوقّع ووفقاً للمشاعر التي تميل نحوها كفة الميزان وتتمكّن من كسر التوازن القائم. ويدفع هذا غالباً نحو قرارات فجائية وغير منطقية، إلى تغيّرات في المزاج لا يمكن تفسيرها أي باختصار إلى سلوك لا منطقي.

بيت أو بيتك: عليك أن تتخذ قرارات مهمة. لا تتردد في طلب مساعدة الخبراء لترى الأمور بشكل أوضح. مسألة غامضة تزعجك وتخيفك. تبذل قصارى جهدك لتصل إلى مبتغاك لكن بعض الصعوبات يعترض طريقك. يسود الانزغاج في علاقاتك المهنية، لكنك تستطيع تصحيح الوضع.

بيت متهدم: تتوه وتحتار عندما تجد نفسك خارج محيطك الطبيعي أو في حضور غرباء. متعلّق بعاداتك وتحترم الأنظمة والقوانين الخارجية لأنك لا ترغب في سماع أيّ لوم أو في الدخول في خلاف مع المحيطين بك. إلا أنك تتمنى في سرك أن تتخلّص من ضغط القوانين الأخلاقية وأنت تتمتع بحرية أكبر في السلوك والتعبير.

أن تشتري بيتاً: يبدو أنك مغرم وأنت من أولئك الذين يدعون الحب يحتل حياتهم كلها. أنت ودود، حساس، حنون، لطيف مع الآخرين وتسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى أن تجعل الآخر سعيداً لأنك تعرف كيف تتقبّل أفراح الحب وآلامه.

أن تبيع بيتاً: تفتقر إلى الشجاعة لتطالب بما يعود لك، وتدع الآخرين يهزأون منك ويستغلونك. يؤدي هذا النوع من الاستسلام أمام الحياة والعوائق إلى صعوبات في الحياة الجنسية فضلاً عن حساسية مفرطة على الشتائم الحقيقية أو الخيالية وقد يقود إلى اضطربات من النوع الاكتئابي.

أن ترى بيتاً كبيراً: في الحب، تتعرّض للإغراء من النواحي كافة، لكنك لست على قدر المهمة على رغم رغبتك في ذلك. تخضع أفعالك وحركاتك للمراقبة بانتظار أن تقع في الخطأ. تود أن تكون غير مرئي لتعرف ما يقوله الآخرون عنك. ثق أكثر بالمقربين منك! الحب يفاجئك... ويسحرك!

أن ترى بيتاً صغيراً: تستعيد صداقات قديمة بكثير من الانفعالات والمشاعر. تستعيد على مدى بضع سهرات ذكريات سعيدة. تعيش حباً فريداً من نوعه. تقوم هذه العلاقة على المشاركة والتبادل وعلى تواطؤ جميل. لا تلعب أيّ دور ولا تضع أيّ قناع بل كن على طبيعتك تماماً. كل التفاصيل موجودة كي يدوم هذا طويلاً.

نترك لكم متابعة الجولة في أرجاء الموسوعة لتعرفوا ماذا يعني الجدال في الحلم، وماذا تعني الجنازة في مختلف وجوهها إن كان الميت شخصاً مجهولاً أم شخصاً تعرفه أو تكون جنازتك أنت بالذات، وماذا يعني أن يكون لك جناحان تطير بهما أو أن ترغب في الآخر.

ويبقى السؤال مطروحاً: هل نصدّق فعلاً ما يفسّره الاختصاصيون وما يطرحه علينا المنجمون وما يتحفنا به المشعوذون، أم أن ذلك كلّه مجرّد تكهّنات تعتمد على جزء يسير من العلم؟