• النظام يتحدث عن إحباط هجوم كبير كان يعد له المقاتلون   • موسكو توجه أول انتقاد من نوعه للإبراهيمي

Ad

بدأت مبادرة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب تفقد زخمها، إذ هدد الخطيب نفسه بسحبها من التداول إذا لم يفرج النظام السوري عن كل المعتقلات، في حين قال المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي إن المبادرة ليست كافية لعملية تنفيذ مشروع حل سياسي.

تواصلت المعارك أمس بين القوات الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ومسلحي المعارضة في ريف دمشق وأطراف العاصمة أمس غداة يوم دام شهدته المنطقة، في وقت بدت مبادرة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب بشأن الحوار كأنها تخسر من زخمها بعد المهلة التي حددها للنظام لإطلاق النساء المعتقلات لديه بحلول بعد غد الأحد.

وأفاد سكان في دمشق أنهم عاشوا امس الأول يوما لم يشهدوا مثله منذ اشهر طويلة بسبب حدة عمليات القصف والمعارك التي شهدتها بعض الأحياء في جنوب وشرق العاصمة والمناطق المتاخمة لها في الريف.

في المقابل، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات أمس، أن الجيش شن أمس الأول «عملية استباقية» في منطقة دمشق بعد أن تلقى معلومات عن هجوم وشيك للمجموعات المعارضة.

وكتبت: «في حين كانت المعلومات تتدفق لأجهزة الامن السورية عن تسريع عملية الهجوم على دمشق (...)، قامت وحدات من الجيش العربي السوري مساء أمس الأول (الثلاثاء) بشن عمليات نوعية استباقية لما عرف بعملية ملحمة دمشق، وأصابت ودمرت عددا كبيرا من اوكار الارهابيين وأردتهم بين قتيل وجريح».

واستمرت المعارك وعمليات القصف أمس على مناطق واسعة في الريف بينها دوما والزبداني وداريا وعربين وحران العواميد ويلدا، بينما تتركز المعارك في مدينة زملكا. ووقعت اشتباكات صباحا في أطراف حي القابون في شرق دمشق من جهة طريق دمشق حمص الدولي رافقها سقوط قذائف على الحي، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

الى ذلك، دعا المجلس الوطني السوري أحد ابرز مكونات الائتلاف الوطني مساء أمس الأول «جميع مؤسسات المجلس والائتلاف الوطني وجميع أبناء الشعب السوري الى التحرك لدعم ثوار دمشق وكتائب جيشها الحر بكل ما يملكون من طاقات وعلى كل الصعد». وقال في بيان ان «التطورات الميدانية تؤكد أن الثورة (...) ما تزال الطريق الأقصر لتحقيق النصر الكامل واسقاط النظام المجرم»، الأمر الذي بدا أنه رد ضمني على مبادرة الخطيب. وطلب المجلس من «جميع السوريين الوقوف صفا واحدا خلف جيشنا الحر، وتجنب الجدل السياسي المفرق للصفوف».

الخطيب والإبراهيمي

وفي ظل عدم صدور أي موقف رسمي من دمشق، عاد الخطيب وحدد امس الأول مهلة للنظام السوري تنتهي الأحد للإفراج عن النساء المعتقلات في سجونه. وقال في مقابلة مع الـ»بي بي سي»: «هذه الأمور ليست الى يوم الدين. اطلاق سراح النساء (يجب ان يتم) حتى يوم الاحد المقبل»، مضيفا «يعني اذا (...) تأكدت أن ثمة امرأة واحدة لا تزال في السجن يوم الاحد، فسأعتبر ان هذه المبادرة قد رفضها النظام»، وأضاف: «للأسف الشديد، السلطة في سورية تمكن الإيرانيين من القرارات. هم رفضوا اقتراحي بإدراج اسم الاستاذ فاروق الشرع كطرف محاور».

من ناحيته، رحب الموفد الدولي الى سورية الاخضر الابراهيمي باقتراح الخطيب، وقال في مقابلة مع صحيفة «لاكروا» الفرنسية في عددها الصادر أمس «انها مبادرة شخصية مواتية للشيخ احمد معاذ الخطيب على رغم ردود فعل مختلفة لاعضاء آخرين في الائتلاف. انها عنصر ايجابي كما اعتبرتها المجموعة الدولية، والدول الغربية، وكذلك روسيا وايران. الا ان هذا ليس كافيا لعملية تنفيذ مشروع حل سياسي».

وفي أول انتقاد من نوعه، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، إن موسكو لا تدعم كل أفكار الإبراهيمي حول التسوية.

الأمم المتحدة

وتطمح المعارضة السورية الى الحصول على مقعد سورية في الامم المتحدة وستفتح ممثليتين في واشنطن ونيويورك، بحسب ما اعلن ممثلها الجديد في الولايات المتحدة.

وقال نجيب غضبيان ممثل الائتلاف الوطني السوري في الولايات المتحدة إن «نظام الاسد فقد شرعيته، ولذلك فان هدفنا هو تولي مقعده في الامم المتحدة»، مقرا مع ذلك بأن الأمر يتعلق بـ»معركة سياسية وقانونية طويلة». واضاف هذا الاميركي السوري استاذ العلوم السياسية في جامعة اركنساس جنوب الولايات المتحدة «نحن نفهم ان الامر يتعلق بعملية طويلة ومعقدة، لكننا نريد أن نبدأ من الآن».

(دمشق - أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي)