رحيل شخصيات سياسية وفنية أحمد عبد المحسنعلي نجم«رغم المشاكل التي تعصف بالفنانين، إلا أن الفن لم يبكني يومًا» يقول مقدم البرامج علي نجم ، مشيرًا إلى أن بعض الفنانين يعاني ضغوطًا ويكون البكاء متنفسًا بالنسبة إليه، لذا لا يرى مانعًا في ذلك، «عندما نواجه ظروفًا قاهرة لا بد من أن نبحث عما يريحنا وقد يكون البكاء أحد هذه الوسائل».وعن أكثر لحظاته حزناً، يضيف: «ثمة حالات لا يمكن نسيانها مهما بلغنا من العمر، وأكثر لحظاتي حزنًا كانت عند وفاة والدي رحمه الله، إذ لم أتوقف عن البكاء فترات طويلة».محمد طاحون«لم يكن الفن سبباً في بكائي في يوم من الأيام، فهو جميل ويجب معرفة كيفية التعامل معه، واجهت ضيقًا في حالات معينة في الفن لكن لم أصل إلى درجة البكاء»، يؤكد الفنان والمقدم محمد طاحون، موضحًا أن اللحظة التي استسلم فيها للبكاء كانت لدى رحيل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، كذلك لم يتمالك نفسه فور سماعه خبر وفاة الفنان غانم الصالح، يقول: «كانت لحظةً مرة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فقد ارتجف الوسط الفني مع فقدان أحد أعمدة الفن في الكويت».سوسن الهارون«يستحيل أن تمرّ الحياة من دون أن يتخللها بكاء، فهو راحة للقلب من الهموم ومن الأمور القاهرة التي نمر بها»، تشير الفنانة سوسن الهارون، موضحة أن «الفن بحد ذاته لم يبكني حتى هذه اللحظة، ربما أشعر بالحزن على أمور خارجة عن السيطرة، ولكن لم أبكِ بسبب ظروف العمل، أو الإشاعات وما شابه».عن اللحظات المرّة في حياتها تضيف: «من منا لم يبكِ على رحيل الفنانَين القديرين غانم الصالح وعلي المفيدي؟ هذه المشاعر خارجة عن السيطرة، وفقدان أحد أعمدة الفن يبكي الجمهور عمومًا فما بالك بالفنان الذي عاصر هؤلاء العمالقة؟ أما اللحظة التي أعتبرها الأكثر حزناً فكانت لدى سماعي خبر وفاة العملاق الراحل منصور المنصور، خصوصاً أن لقاء جمعني به قبل رحيله، واشتركت معه في آخر عمل له».مشاهد مؤلمة وخداعبيروت - ربيع عوادمروان خوري«مشاهد القتل والدمار والتشرد والموت وغيرها من المآسي التي تحصل يوميًا في العالم تدفع إلى البكاء»، يوضح الفنان مروان خوري كاشفًا أنه سريع التأثر بأي قضية إنسانية لا سيما عندما يرى الأطفال المشردين في الشوارع والعجزة المرميين على قارعة الطرقات. أما الأذى الذي يسببه الكذب والرياء والخداع فلا يُبكي خوري لأن هذه الأمور طبيعية، بالنسبة إليه، وتقوّي الإنسان وتكسبه خبرة في الحياة وتمنحه قدرة على التمييز، مشددًا على أن القوة والقدرة على مواجهة الصعاب أمران مهمان في الحياة.مي حريري«الخيانة وقلّة الأمانة وعدم الوفاء والظلم... كلها أمور تبكيني» تؤكد مي حريري مشيرة إلى أنها تعاني وضعًا نفسيًا سيئًا في كثير من الأحيان، لا سيما عندما تكون عرضة للخداع.تضيف حريري أنها، كامرأة جميلة، تتعرض لمحاربات من جهات مختلفة، ولطالما تساءلت هل من امرأة جميلة محظوظة؟ فالجمال بالنسبة إليها صورة لا أكثر، وتفتخر بأنها شقّت طريقها في الفن بمجهودها الشخصي وليس من خلال جمالها، لافتة إلى أن كل امرأة جميلة تشن ضدها حروب دامية.وتوضح أنها تتمتع بقدرة على قراءة الناس بسرعة، ما أدخلها في دوامة المشاكل، إلى أن وصلت إلى وقت باتت تتمنى فيه عدم رؤية ما يجري من حولها وأكثر من ذلك تجاهله.نادين الراسي«أي مشهد مؤثر أراه أمامي يجعلني أبكي» تقول الممثلة نادين الراسي التي تصف نفسها بأنها امرأة حساسة وأي موقف محزن أو مشهد كئيب قادر على جعلها تذرف الدموع، تضيف: «لا أتمالك نفسي أحيانًا، وأتفاعل مع مآسي الناس، وإذا أخبرني شخص معاناته أتأثر وأبكي معه، لذا يصعب علي السيطرة على أعصابي في هذه المواقف».تشير الراسي إلى أن النشرات الإخبارية الزاخرة بصور ومشاهد حول ما يحدث من قتل ودمار وموت في دول عربية، وانقسامات طائفية ومذهبية، وكراهية بين أبناء الشعب الواحد... كلها أمور تدفع إلى البكاء.راغدة شلهوب«كل ما يجري من حولي يبكيني: الأحداث المأساوية، تردّي الأحوال الاقتصادية، التشرد، الفقر، الجوع، العوز، المشاهد التي أراها يوميًا وتقشعرّ لها الأبدان»... تؤكد الإعلامية راغدة شلهوب مشيرة إلى أن ما من شخص لديه مشاعر وأحاسيس لا يبكي في ظل ما يحصل، «خصوصًا أننا نعيش في بلدان مصيرها مجهول، وخوفنا على أنفسنا وأولادنا وأوطاننا يكبر يومًا بعد يوم». تضيف راغدة أن الأمور الحياتية التي تواجهها من خداع وكذب ورياء لم تعد تعبأ بها، فالحياة مدرسة، حسب رأيها، وكلما تقدمنا في العمر نصبح أقوى على المواجهة بصلابة وحكمة، لافتة إلى أن «أحزان الحياة أكثر من أفراحها وبالتالي علينا أن نتعلم كيفية التعامل معها».مديرو أعمال المطربين... جسور تواصل أم مصدر فشل؟القاهرة - جمال عبد القادرمع ازدياد المنافسة بين المطربين وصعوبة ممارسة الفنان لأعماله بنفسه، ازدادت الحاجة إلى مدير أعمال يتمتع بكفاءة تؤهله السهر على مصالح الفنان ودفعه قدمًا إلى الأمام، لكن للأسف يبدو أن هذه المهمة تخضع في أحيان كثيرة لمنطق: «الأقربون أولى بالمعروف» حتى لو لم يكن لهؤلاء خبرة في كيفية إدارة أعمال المطرب.تتحدد مهام مدير الأعمال في تسيير أعمال المطرب وتسويقه، الاتفاق مع المنتجين والمعلنين والممولين، الإشراف على حفلاته، تنظيم تواصله مع وسائل الإعلام، توفير مناخ ملائم ليتفرغ النجم لفنه... اللافت في هذا المجال أن مطربًا ما لا يمتلك موهبة كافية إلا أنه يحقق نجاحًا بسبب مدير أعماله الماهر، وآخر يملك موهبة مع ذلك لا يحقق انتشارًا لأن مدير أعمله فاشل. ثقة وحرفيةيرى طارق محمد مدير أعمال محمد فؤاد أن ثمة نجومًا لا يدركون أهمية مدير الأعمال، فمنهم من يتعامل معه على أنه سكرتير خاص ينفذ أوامر النجم، لذا يعتمد كثر على أقاربهم من دون أن تكون لديهم خبرة كافية في هذا المجال، ما يفقدهم التواصل مع الصحافة والجمهور أو التعاقد على حفلات جيدة، فيسير النجم من فشل إلى آخر.يضيف طارق أنه يتولى إدارة أعمال فؤاد كافة أي التعاقد على الحفلات داخل مصر وخارجها، التواصل مع الصحافة والإعداد للمؤتمرات الصحافية، نقل آراء الجمهور في ما يقدمه، مشاركته الرأي في اختيار الإطلالة المناسبة، «هذه مهام المدير الناجح ، لذا ثمة من يتميز وآخر يفشل، وقد يكون سببًا في نجاح الفنان أو فشله.بدوره يورد عادل جاد، مدير أعمال مصطفى قمر، مجموعة من الشروط يجب توافرها في مدير أعمال الفنان أهمها: الاحتراف، ثقة بالنفس، قدرة على إقامة علاقات اجتماعيَّة متشعبة وعلى التفاوض. يضيف: «تربطني علاقة وطيدة بمصطفى قمر منذ سنوات، إذ كنا زميلين في المرحلة الجامعية، فضلاً عن أن العمل مع قمر يتم بشكل مؤسسي، إذ يضم المكتب الخاص به سبعة أشخاص إضافة إلي أنا وزوجته، ولكل منا دور محدد، ويتم التصويت على الأعمال الجديدة التي تعرض عليه، لكن الرأي الأخير يعود إليه». يوضح جاد أن الأهم في مهنة مدير الأعمال الحرفية، «في حال تولي أحد أقارب الفنان هذه المهمة ينبغي أن يكون على دراية بمهامه، وليس من منطلق أنه شقيق الفنان أو قريبه، ولو تعامل بالمنطق الأخير سيوقع الفنان في الهاوية. الأمثلة كثيرة لفنانين أضر بهم أقاربهم أكثر مما أفادوهم».يعزو جاد الخلافات بين الفنانين ومديري أعمالهم إلى فقدان الثقة، فيتربص كل طرف بالآخر ويتحيَّن الفرص للانقضاض عليه، لافتًا إلى أن اختلافًا في وجهات النظر موجود على الدوام، لكن لا بد من أن يظل في إطار الحرص على إخراج العمل بأفضل صورة. يؤكد جاد ضرورة أن تكون العلاقة بين مدير الأعمال والصحافة جيدة لأنها أساس نجاح الفنان، ويبرهن فشلها عدم احترافه، «حتى لو كان المطرب غير مهتم بالصحافة أو لا يجيد التعامل معها على مدير اعماله تحسين هذه العلاقة».فشل الأقاربارتبط ياسر خليل بالفنان محمد حماقي قبل أن يحترف الأخير الغناء وقبل أن يصبح خليل مدير أعماله، لذا يصف علاقتهما بأنها قوية ولا حواجز فيها على الإطلاق.يضيف خليل: «تتمثل وظيفتي كمدير أعمال في مهمات عدة منها تنسيق مواعيد الحوارات الصحافية واللقاءات التلفزيونية، تسويق أعمال حماقي الفنية، متابعة الدعاية التي تقوم بها الشركة المنتجة لألبوماته، تلقي العروض الفنية ودرسها من جوانبها كافة لاتخاذ قرار مناسب بشأنها.وعن اتهام مدير الأعمال بعزل الفنان عن الصحافة وإفساد العلاقة بينهما، يوضح خليل أن ما من مدير أعمال ناجح يفسد هذه العلاقة، إنما يكون الفنان أحيانًا مرتبطًا بأكثر من حفلة أو مواعيد عمل، ما يجعل من الصعب تحديد موعد للصحافة لإجراء مقابلات معه، إلا أنه لا ينكر أن ثمة نجومًا يتعاملون بتعال مع الصحافة، نافيًا أن يكون حماقي من هؤلاء.بدوره يرى الناقد طارق الشناوي أن مهنة مدير أعمال الفنان موجودة منذ بدايات السينما والفن، لكن الأمر يختلف من نجم إلى آخر، يختار البعض أقاربه لأنهم الأولى، ما ينعكس سلبًا على أدائهم لعدم كفاءتهم في التعامل مع الصحافة وتنظيم الحفلات والتعاقدات.يضيف: «أصالة مثلا يتولى مقربون منها إدارة أعمالها. في البداية زوجها أيمن الذهبي، ثم تحولت إدارة أعمالها تلقائيّا إلى زوجها الجديد طارق العريان وشقيقها الأصغر. لكن تظل مشكلة عدم التواصل مع الصحافة والإعلام قائمة، إذ لا يملك طارق العريان وقتًا كافيًا ليتواصل مع الصحافيين من أجل زوجته، بينما لا يملك شقيقها الأصغر خبرة تخوّله إدارة أعمالها أو التواصل مع الإعلاميين لتنظيم حملة إعلامية لها أو الإجابة حتى عن أسئلة الصحافيين، وباتت أخبار أصالة تقتصر على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يدل على عدم الاهتمام أو احترام الصحافة والصحافيين». كذلك يذكر الشناوي هشام عباس الذي ترك إدارة أعماله لزوجته ما تسبب بفشله وسقوطه فنيًا أكثر من مرة واختفائه، لأنها لا تملك خبرة كافية في إدارة أعماله أو الإدلاء بتصريحات للصحافيين، لافتًا إلى أن الخطأ يقع على عاتق الصحافيين الذين ارتضوا أن يكون مصدر أخبارهم أي شخص غير النجم نفسه أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، «هذا التهاون جعل النجم يتعالى على الصحافة ويبتعد عنها ويختار شخصًا غير مؤهل ليتعامل معها».
توابل - مزاج
دموع النجوم تذرف على المآسي الإنسانية لا على مشاكل الفن
09-02-2013