يتماشى نقص الشهوة، حين يولّد اضطراباً عاطفياً، مع المعايير العيادية لتحليل اضطراب نقص الرغبة الجنسية في مجال طب النفس. رصد الباحثون نسبة انتشار هذه الحالة عند النساء بين عمر العشرين والستين وتبين أن النسبة تتراوح بين 10 و15%. لكن عند احتساب النساء اللواتي لم يشاركن في التجارب العيادية الشاملة، يرتفع المعدل إلى 30% تقريباً.راقبتُ المرحلة الأولية من التجارب على {ليبريدو} و{ليبريدوس} في مكاتب الطبيب النسائي أندرو غولدشتاين في واشنطن. مثل بقية الأطباء المشاركين في 16 موقع بحث في أنحاء البلد الذي تعاقد معه مخترع الدواء الهولندي أدريان تويتن لإجراء الدراسات، حرص غولدشتاين على اختيار نساء يعشن علاقة مستقرة. لم يعترف تويتن صراحةً بأن الزواج الأحادي جوهر المشكلة، لكنه كان يعلم أنه لا يستطيع الاستعانة بنساء عازبات لأنهن قد يجدن حباً جديداً خلال فترة التجارب. كانت النتائج لتصبح شائبة لأن الحب الجديد يحفز الرغبة الجنسية دوماً، سواء مع مساعِدات كيماوية أو من دونها. طرحت كل امرأة خليطاً من الأسباب المحتملة، شملت متطلبات الدراسات العليا، متطلبات الأولاد والعمل، المشاكل الطبية، وطريقة تعامل الرجال الذين لا يتسمون باللطف دوماً أو لا يبدون التزاماً جدياً بالعلاقة. لكن برز سبب مشترك واحد: سئمت جميع المشاركات من إقامة علاقة جنسية مع الشريك نفسه لفترة طويلة.استقرار جنسيأجمع كثيرون على مبدأ عام حول رغبة المرأة منذ العصر الفيكتوري على الأقل، وهو لا يزال شائعاً حتى الآن: المرأة بطبيعتها لا تعتبر الحب مجرد علاقة جنسية (بل إنه يرتكز بشكل أساسي على الالتزام والثقة، ويتعزز ذلك الشعور بفعل عوامل مثل التقارب المرتبط بالاستقرار) بقدر ما يفعل الرجل. لا شك في أن كل من يهتم بالحفاظ على النظام الاجتماعي سيؤيد الفكرة القائلة إن نصف الناس (عدا بعض الاستثناءات) يتمتعون بقابلية طبيعية نحو الاستقرار الجنسي. في العقود الأخيرة، حصدت الفكرة دعم أطباء النفس التطوري الذين يطرحون النظرية الآتية: بما أن الرجل يملك عدداً لامتناهياً من الحيوانات المنوية بينما تملك المرأة عدداً محدوداً من البويضات، وبما أن الرجل لا يشارك فعلياً في عملية الولادة بينما تستهلك المرأة بويضاتها وجسمها وتتحمل تداعيات ومخاطر الحمل والولادة، يبقى الذكور مستعدين منذ الأزمنة الغابرة لتوسيع إرثهم الجيني عبر نشر حيواناتهم المنوية الوافرة بينما تقضي مهمة المرأة بتفعيل استثمارها عبر اتخاذ قرار صحيح واختيار رجل يكون شريكاً صالحاً لها على المدى الطويل.لكن بدأت أحدث الدراسات تشير إلى أن الحب عند المرأة ليس مبرمجاً للتمسك بميزة الإخلاص دوماً. تتراوح تلك الدراسات بين التركيز الشديد على العادات الجنسية لدى الأسلاف وإجراء أبحاث لاستكشاف مستوى الرغبة الجنسية عند المرأة.كان البحث عن دواء لزيادة الرغبة الجنسية عند المرأة هوساً فعلياً بالنسبة إلى قطاع صناعة الأدوية لأكثر من عشر سنوات، وذلك لأن إطلاق الفياغرا في عام 1998 أثبت القدرة على حصد مبالغ ضخمة من الأموال بفضل حل كيماوي سريع للضعف الجنسي. فيما تعالج الفياغرا والمنتجات المنافِسة مشاكل العجز البسيطة (أبرز صعوبة عند الرجال)، يبدو أن التعقيد النفسي الذي يطبع تراجع الشهوة لا يزال يهزم أهم الشركات العملاقة في هذا القطاع. لكن تجدر الإشارة إلى أن الفياغرا قد تؤثر على الحالة النفسية التي تترافق مع الرغبة الجنسية. من المعروف أن آليات الجسم وأسرار العقل متداخلة. عند حصول انتصاب، تقوم أعصاب الرجل الناشطة ومشاعره الفائضة بتحريك رغبته. لكن أثبتت الأبحاث أن المرأة لا تشهد المستوى نفسه من الرغبة الجنسية، ولهذا السبب على الأرجح لم تقدم العناصر التي تشبه الفياغرا نتائج كافية لزيادة رغبة المرأة في التجارب الماضية، مع أن تلك المواد الكيماوية كانت تزيد تدفق الدم. يستعمل جزء من دواء {ليبريدو} الذي ابتكره تويتن مادة كيماوية تشبه الفياغرا على أمل أن تصبح فاعلة عند خلطها مع مادة أخرى تستهدف الدماغ مباشرةً.حين أخبرني تويتن (58 عاماً) كيف توصل إلى ابتكار دواء {ليبريدو} و{ليبريدوس}، اتخذ المشروع طابعاً حزيناً ومضحكاً ومثالياً في الوقت نفسه: كانت قصة ذلك الابتكار العلمي تشتق من قلب مكسور. كان تويتن في منتصف العشرينات حين قررت حبيبته (يحبها منذ عمر الثالثة عشرة) هجره فجأةً: {تلقيتُ صدمة قوية. كانت معاناتي كبيرة}. كان طالباً جامعياً أكبر سناً في ذلك الوقت. قبل تلك المرحلة، كان يعمل في صناعة الأثاث. كان ذلك الانفصال مصدر وحي له كي يطلق رحلة طويلة بهدف فهم عواطف المرأة عبر الكيمياء الحيوية، وكان سبب إطلاق مهنته كخبير صيدلاني ونفسي. قال تويتن: {لست مجنوناً. لكني شعرتُ بالحاجة إلى فهم حياتي الشخصية بهذه الطريقة}.لكن تبقى الشبكات العصبية الخاصة بالعواطف مجهولة في معظمها. تم تحديد المناطق الفرعية والممرات الرئيسة في الدماغ ولكن بشكل مبهم. سُجّل بعض التقدم عبر تحديد المواقع الدماغية التي تُضاء حين يشاهد الناس لقطات إباحية أثناء التمدد في أنابيب التصوير بالرنين المغناطيسي. لكن تبقى الصور غير دقيقة بما يكفي. تُعتبر الشبكات المتداخلة في الدماغ معقدة جداً لدرجة أن التكنولوجيا لا تستطيع رصدها بالشكل المناسب.لذا يتكل الباحثون على الفئران. جيم بفوس أحد أبرز خبراء العالم بمستوى الشهوة عند الفئران، أستاذ في طب النفس وعلم الأعصاب في جامعة كونكورديا في مونتريال، يضع الأقراط وكان يغني في فريق اسمه {مولد}. تعمد شركات الأدوية (بما في ذلك شركة تويتن) إلى استشارته دوماً. تحت بضعة طوابق من مكتبه، تلتقي مئات الفئران وتتزاوج في أقفاص زجاجية. يحقن بفوس وطلابه المتخرجون القوارض بمركّبات معينة لإعاقة جانب من الكيمياء الحيوية الخاصة بالرغبة الجنسية وعزل جانب آخر. أو يمكن أن يقتلوا الفئران بعد لحظات من الرغبة أو العلاقة الجنسية. ثم يتم استخراج الدماغ وتجميده وتقطيعه إلى شرائح رفيعة عبر جهاز يشبه آلة مصغرة لتقطيع اللحم. ينظر بفوس إلى تلك العينات تحت المجهر لتحديد مجموعات الخلايا العصبية التي تخوض عملية أيض مفرطة خلال ذروة النشاط الجنسي عند القوارض.يوضح بفوس أن الرغبة الجنسية عند المرأة والرجل تبدأ في منطقتين دماغيتين منخفضتين: المنطقة الوسطية أمام الشبكة البصرية (تشبه قطعتين مستطيلتين صغيرتين)، والمنطقة الغشائية البطنية التي تشبه الزورق. من هذا المركز البدائي، يشعّ الناقل العصبي، الدوبامين (محور الرغبة الجنسية)، نحو الخارج وينتشر في أنحاء الدماغ. يقول بفوس: {تدفق الدوبامين يعطي شعوراً بالمتعة واللذة ويرفع مستويات كل شيء. فتطلب المرأة المزيد}.عاملان مهمانثمة مواد بيوكيماوية أخرى تُعتبر أساسية لفهم النشاط الجنسي. لكن يبرز عاملان مهمان على وجه التحديد: هرمون التستوستيرون والناقل العصبي السيروتونين. يخرج التستوستيرون من المبايض ومن الغدد الكظرية فوق الكلى ويتنقل في مجرى الدم وصولاً إلى الدماغ ثم يؤدي بطريقة غير معروفة بالكامل إلى إنتاج الدوبامين وإطلاقه. (الأستروجين الذي ينتقل عبر الدم ويشتق من التستوستيرون قد يكون متورطاً في هذه العملية أيضاً). ثم تظهر السيروتونين التي تتفوق على الدوبامين، وتسمح للمناطق المتقدمة في الدماغ، أي المناطق التي تقع في الأعلى وفي الجهة الأمامية، بتطبيق ما يسمى الوظيفة التنفيذية.السيروتونين جزيئة مسؤولة عن التحكم الذاتي، تبث شعوراً بالهدوء والاستقرار والتماسك (وشعوراً بالراحة أيضاً، لذا تستطيع مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الاختيارية مكافحة الاكتئاب عبر إغراق الدماغ بالسيروتونين). يمكن اعتبار الدوبامين محفزاً والسيروتونين مثبطاً ومنظّماً. لكن من الناحية الجنسية، كما في النواحي العاطفية الأخرى، يجب إقامة توازن بين عمل الاثنين. إذا طغى هرمون الدوبامين، قد تتحول الرغبة إلى فوضى عارمة. وإذا طغى هرمون السيروتونين، قد يحل المنطق مكان الرغبة الجنسية.لكن معرفة المكونات البيوكيماوية للرغبة النسائية تختلف عن التلاعب بها. كان دواء LibiGel (هلام تستوستيرون من إنتاج شركة BioSante) الذي يبلغ مجرى دم النساء عبر الجلد أحد الأدوية التي سبقت ظهور {ليبريدو} و{ليبريدوس}. حين انتهت تجارب إدارة الغذاء والدواء في عام 2011، أظهرت النتائج أن المنتج لم يعزز الرغبة الجنسية أكثر من الدواء الوهمي.تم اختبار {بريميلانوتيد} (Bremelanotide)، دواء غير هرموني آخر (يتم أخذه عبر جهاز استنشاق للأنف)، في عامي 2006 و2007. فأنتج، عند نسبة معقولة من الأفراد، موجات كبرى من الشهوة. لكن لسوء الحظ، ظهرت آثار جانبية مثل ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم ونوبات من التقيؤ.تعمل الأقراص التي ابتكرها تويتن بطريقة تختلف عن الأدوية التي ظهرت قبلها. في المقام الأول، يحتوي {ليبريدو} و}ليبريدوس} على مادتين كيماويتين ناشطتين وهما تعملان وفق توقيت معين كي يتداخل مفعولهما. يؤثر كل دواء على التفاعل بين السيروتونين والدوبامين، ما يمنح الدوبامين (هرمون الشهوة) تفوقاً موقتاً.يتمتع الدواءان بغطاء التستوستيرون وهو بنكهة النعناع ويذوب في الفم. حين يختفي الغطاء الخارجي، تبتلع المرأة حبة داخلية يتم إطلاقها في مرحلة لاحقة. في دواء {ليبريدو}، تكون تلك الحبة الداخلية شبيهة بالفياغرا. تقضي الفكرة بأن تعمل الجزيئة التي تشبه الفياغرا بالتعاون مع التستوستيرون، وذلك عبر تعزيز تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية وإنتاج فيض من المشاعر. تحرك المادتان العقل كي يدرك الحوافز المثيرة، ما يساعد على تشغيل شبكات الدوبامين. في المقابل، يستعمل دواء {ليبريدوس} عنصراً اسمه {بوسبيرون} بدل المادة التي تشبه الفياغرا. استُعمل {البوسبيرون} في الأصل كدواء مضاد للقلق. إذا أُخذ يومياً، قد يرفع مستوى السيروتونين في الدماغ. لكن إذا اكتفت المرأة بتناوله كل بضعة أيام، فيعطي مفعولاً لافتاً وقصير الأمد: يتم كبح السيروتونين لبضع ساعات.للمساعدة على توقع نوع النساء الذي يمكن أن يستفيد من دواء معين، طلب تويتن سحب الدم من كل امرأة شاركت في الدراسة فضلاً عن فحص المؤشرات الجينية المرتبطة بكيمياء الدماغ. كذلك، طرح على المشارِكات أسئلة حول مدى تصالحهنّ مع المشاعر والخيالات الجنسية. بما أن إضعاف أو تقوية شبكات الدوبامين أو السيروتونين يتوقف على ما نتعلّمه ونفكر به ونفعله، يظن أن الأجوبة عن تلك الأسئلة قد توفر أدلة حول أنظمة محددة للناقلات العصبية عند النساء، ويستعمل تلك الأجوبة كجزء من طريقة التشخيص.تحولات متلاحقةالتداخل بين الخبرة والممرات العصبية معروف باسم {المرونة العصبية}. هكذا يخوض الدماغ تحولات متلاحقة أكثر من أي وقت مضى. قد تساهم المرونة العصبية في تفسير سبب شيوع حالة اضطراب نقص الرغبة الجنسية عند النساء وسبب فقدان رغبة المرأة (أكثر من الرجل) في إقامة علاقة جنسية مع شريكها منذ فترة طويلة. إذا كان الشبان والرجال يميلون إلى استيعاب رسائل مفادها أن الرجولة تُختَصر بالجنس والقوة وتشجّعهم تلك الرسائل على التفكير بالجنس في أغلب الأحيان، يعني ذلك أن الشبكات العصبية المرتبطة بالرغبة الجنسية تنشط لديهم بانتظام وتزداد قوة مع مرور الوقت. أما إذا تعلمت المرأة دروساً أخرى تجعلها لا تفكر بالجنس بالقدر نفسه (كأن لا تكون تلك الرغبة الجنسية وطريقة التعبير عنها إيجابيتين بالضرورة)، يتراجع تحفيز تلك الشبكات العصبية نفسها وتصبح ضعيفة مقارنةً بشبكات الرجل. كلما زادت قوة الممرات العصبية الخاصة بالرغبة الجنسية، تميل المرأة إلى الشعور بالشهوة، حتى لو تلاشت الحوافز بسبب العادة والروتين.نشر تويتن بعض النتائج الناجمة عن تجارب صغيرة وأولية في عدد شهر مارس من {مجلة الطب الجنسي}. تُظهر بياناته الكاملة التي أنهى تبويبها للتو وسيرسلها قريباً إلى إدارة الغذاء والدواء أنّ دواء {ليبريدو} يقدم منافع مؤكدة على مستوى زيادة الرغبة الجنسية ومعدلات النشوة. يثق تويتن بأن إدارة الغذاء والدواء ستطلب منه القيام بمجموعة أوسع من التجارب التي ستشمل حوالى 1200 فرد. تفشل أدوية كثيرة في تلك المرحلة من التجارب. لكن إذا سارت الأمور بشكل إيجابي، بحلول عام 2016، قد يُطرَح منتجا {ليبريدو} و{ليبريدوس} في السوق.لكنّ ابتلاع حبة دواء قد يسبب تداعيات أخرى. قد تؤثر زيادة رغبة المرأة عبر عملية كيماوية على العلاقة بشتى الطرق.خلال العقد الماضي، فيما كانت الشركات تسعى إلى إيجاد مادة كيماوية فاعلة، ساد جدل محتدم داخل قطاع تصنيع الأدوية: ماذا لو ثبت خلال التجارب أن الدواء فاعل أكثر من اللزوم؟ أخبرني عدد من المستشارين في ذلك القطاع بأن الشركات شعرت بالقلق من احتمال أن تكون نتائج الدراسات أقوى من اللزوم لدرجة أن ترفض إدارة الغذاء والدواء استعمال المنتج خوفاً من أن تؤدي المادة الكيماوية المستعملة إلى تأجيج الرغبة الجنسية عند النساء وزيادة حالات الخيانة وتفكك المجتمع.دواء وهميجلست لينيا (معلّمة بدوام جزئي في إحدى المدارس الابتدائية) في مكتب داخل مركز شيبارد برات للطب الجنسي في ضواحي بالتيمور وملأت استمارة. قرأت الأسئلة المكتوبة ووضعت بسرعة علامة إلى جانب الأجوبة التي اختارتها، وحين انتهت سلّمت الصفحات إلى مارتينا ميلر، منسّقة الدراسة، التي منحتها مجموعة من الحبوب.كانت الحبوب عبارة عن دواء وهمي أو دواء جديد اسمه {ليبريدو} (Lybrido) وقد تم ابتكاره لتحفيز الرغبة الجنسية عند النساء. تحققت ميلر من حاسوبها وأشارت بكل هدوء إلى أن لينيا (44 عاماً) لم تطبّق واجبها كمشارِكة في الدراسة. خلال الأسابيع الثمانية الأخيرة، كانت تأخذ الأقراص قبل التخطيط للعلاقة الجنسية. وفي كل مرة كانت تضع فيها حبة على لسانها، كان يُفترض أن تسجل في يومياتها الإلكترونية معلومات عن مستوى رغبتها الجنسية.منذ ثلاث سنوات، شاركت لينيا في تجربة دواء آخر، وهو {فليبانسيرين} (Flibanserin) من إنتاج شركة {بورنغير إنغلهايم}، وكان عبارة عن حبة غير هرمونية تؤثر مباشرةً على أنظمة الناقلات العصبية. كانت لينيا تبتلع جرعة يومياً وتنتظر النتيجة. فعلت جارتها وصديقة أخرى لهما الأمر نفسه نظراً إلى تراجع رغبتهما في إقامة علاقة مع زوجَيهما. كانت الواحدة تواسي الأخرى لأنهن يتقاسمن اللامبالاة نفسها ولكنهنّ دُهشن بجارة أخرى: {كانت متزوجة منذ المدة نفسها وقد أنجبت أربعة أولاد. عملت كرئيسة لمجلس الآباء والمعلمين وكانت مستعدة لمعاشرة زوجها على مدار الساعة. فشعرن جميعاً بالاندهاش}. في فترة تجربة دواء {فليبانسيرين}، أجمعت لينيا وصديقتاها على عدم حصول أي تغيير في وضعهنّ. ثم ظنت لينيا أنها كانت ضمن مجموعة الدواء الوهمي. لكن حين قدمت شركة {بورنغير إنغلهايم} بياناتها، لم ينبهر المجلس الاستشاري في إدارة الغذاء والدواء بالنتائج.لم تؤثر سياسة السيطرة على النسل خلال الستينيات على الحياة الجنسية للنساء فحسب بل على كل شيء آخر، بدءاً من المكانة الاجتماعية وصولاً إلى التمكين الاقتصادي. كيف سينعكس الأمر على البنى التقليدية إذا تمكنت المرأة، بفضل وصفة طبية، من السيطرة على أكثر المشاعر الفطرية؟ لا بد من إعادة التوازن إلى الوضع والتفاوض حول جوانب شخصية وثقافية عدة، سواء بشكل صريح أو ضمني. يمكن أن تصبح الآثار التراكمية لتلك المفاوضات كلها مؤثرة بطريقة مفيدة أو خطيرة، بحسب وجهة نظر كل شخص.قد تكون هذه المخاوف مبررة. لكن لا تعتبر لينيا أنها تقوم بأمر ثوري. كان الأمر يتعلق بزواجها، وقد أكدت أنها كانت لتتسجل في تجارب أخرى لو لم ينجح الدواء. لا تبدو منزعجة كوننا نعيش في عصر يمكن أن نأخذ فيه أدوية لمعالجة كل شيء، ولا تزعجها فكرة أنّ إحدى المشاكل التي يمكن أن يعالجها الدواء تتعلق بالقضاء على الرغبة نهائياً، وهو أثر جانبي لنوع آخر من المواد الكيماوية العقلية (مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الاختيارية). بالنسبة إليها، كان وجود مضادات الاكتئاب التي يتناولها كثيرون إثباتاً على إمكان حل مشكلتها.قالت لينيا قبل المغادرة وهي تحمل مجموعة جديدة من الأقراص: {تتوافر هذه الأدوية كلها لمعالجة جميع تلك المشاكل النفسية الأخرى. بالتالي، لا بد من ظهور دواء لحل هذه المشكلة أيضاً. أليس كذلك؟}.
توابل - EXTRA
دواء يعالج نقص الرغبة الجنسية
30-05-2013