1  السماح لكل طفل بالتألق: يمكن تطبيق القاعدة الأولى بطرق متنوعة. في المقام الأول، يجب تحديد أكثر ما يجيده الطفل وتشجيعه على ذلك النشاط. دعه يعلم أنك تشعر بالفخر به بغض النظر عن النشاط الذي يهتم به. لا تنسَ أن كل طفل يبرع في مجال مختلف، وهو أمر إيجابي لتخفيف حس المنافسة بين الأشقاء. يجب أن يعلم الأطفال أنهم ناجحون وأنهم يبرعون في مجالهم الخاص. ثانياً، يجب تخصيص وقت مميز لتمضيته مع كل طفل على انفراد. على سبيل المثال، قد يكون أحد الأولاد حيوياً ويحب التكلم كثيراً بينما يكون الطفل الآخر هادئاً ويفضّل تحليل الأمور. يجب ألا يتنافس هذان الطفلان دوماً لجذب انتباه الأهل. احرص على تخصيص أوقات مميزة لتقاسمها مع كل طفل. بفضل هذا الوقت المميز، سيشعر الولد بأنه يلفت انتباهك، ما يلغي الحاجة إلى التنافس بين الأشقاء.

Ad

2   التعامل بمساواة وعدل وإنصاف: إنها مهمة صعبة دوماً بالنسبة إلى الأهل. يعلم معظمنا أن الحياة عموماً ليست منصفة. لكنّي أتكلم هنا عن تطبيق مبدأ الإنصاف والمساواة في التعامل مع الأولاد. إذا تواجدوا جميعاً في الملعب نفسه، لن يتقاتلوا في ما بينهم لأنهم سيلعبون ضمن الفريق عينه. في بعض الأحيان، من الأسهل تعديل القواعد، لكن يؤدي تغيير تلك القواعد مع أحد الأشقاء إلى نشوء منافسة بين الإخوة لأن أحد الأولاد سيشعر بأنه أقل شأناً. عند التشكيك بالسلوك المناسب، يكفي التصرف بإنصاف ومعاملة جميع الأولاد بحب واحترام.

3   عدم إقامة أي مقارنة: المقارنات تؤدي إلى تعزيز المنافسة، ما يحتم نشوء خصومة معينة بين الأشقاء. يجب ألا تسأل مطلقاً: {لماذا لا تكون مثل شقيقك؟}. تذكر أن كل طفل هو فرد له أفكاره ومهاراته وعواطفه الخاصة. وكل طفل مدهش بطريقته الخاصة. بدل إقامة المقارنات، حاول استعمال العبارات الإيجابية وذكر الأمور التي يجيدها كل طفل فردياً. ستسمح هذه الاستراتيجية بتخفيف وطأة المنافسة بين الأشقاء.

4   استكشاف المشاعر وتقاسم اللحظات بكل انفتاح: كل من يقرأ مدوّنتي ومقالاتي يعلم أنني مقتنع بفاعلية التحدث مع الأطفال بكل صدق. الأمر ليس سهلاً دوماً، لكنّ منح الأطفال فرصة تقاسم العواطف من دون مشكلة أمر بالغ الأهمية على مستويات عدة. ستندهش على الأرجح بالأمور التي يخبرونها. من خلال تقاسم المشاعر والعواطف معاً، كعائلة موحدة، سيتمكن الأطفال من الاعتناء ببعضهم البعض والتعاطف مع الآخرين أيضاً. إذا تمكنتَ من حث أولادك على توسيع آفاق تفكيرهم عبر تقاسم المشاعر والعواطف، ستتراجع حاجتهم إلى التنافس المتمثّل بظاهرة الخصومة بين الأشقاء.

5   تقديم مثال يُحتذى به: مسؤولية الأب كبيرة بلا شك. لا يكف الأولاد عن مراقبتك والتعلم منك. لذا من الضروري أن تكون قدوة صالحة لهم. يجب ألا تغار من الآخرين وأن تفخر بالأمور التي تملكها وتركز على النواحي الإيجابية. قد تكون المنافسة الخفيفة مفيدة طبعاً لأنها تدفعك إلى بذل جهود إضافية وتحسين أدائك. لكن لا حاجة إلى تعليم الأطفال أن يبالغوا في التنافس. بل من الضروري أن يقتنعوا بأنهم لا يستطيعون الفوز بكل شيء وأن الخسارة تترافق مع مكسب معين. يجب أن تكون أفضل أب ممكن وأن تبين لأولادك الطرق التي يمكن أن تحلّ مشاكلهم قبل أن تؤدي الحالة إلى تنامي الخصومة بين الأشقاء.