شدد الكاتب محمد السعيد على أهمية الإرث الضخم لحضارة دلمون، معتبراً أن الشبكة التجارية الأولى عالمياً بدأت من هذه الحضارة العريقة.

Ad

جاء ذلك خلال محاضرة نظمتها ورشة السهروردي الفلسفية بعنوان «الشمس كمعبود خليجي» استضافتها مكتبة آفاق، ركزت على بعض الأساطير القديمة ضمن قراءة تحليلية للكاتب محمد السعيد معتبراً أن الأختام القديمة ترمز إلى الكينونة.

واستعرض السعيد أسطورة الإله إنكي والإلهة ننخرساج وظروف استقرارهما في منطقة دلمون.

وعن الديانة السائدة لدى سكان الخليج العربي في هذه العصور القديمة، قال السعيد إن معبد الإلهة أنزاك في جزيرة فيلكا يعد دليلا على أن السكان المحليين للجزيرة كانوا يعبدون هذا الإله كما تشير بعض الدراسات إلى وجود بعض المكتشفات في أكثر من بقعة على امتداد ساحل الخليج العربي التي تؤكد سيادة إنزاك في هذه المناطق». وتابع السعيد: «نعلم أن «دلمون» وخصوصا في فتراتها المبكرة كانت تضم جزءا كبيرا من شرقي الجزيرة العربية ضمن امتدادها وأن حقل التلال الهائل الذي يغطي معظم المناطق الشمالية من البحرين له ما يشبهه من الحقول المماثلة في شرقي الجزيرة العربية التي يبدو أنها تشترك معها في الموروث الديني والثقافي.

وتحدث السعيد عن أهمية دلمون التجارية، مشدداً أن هذه الجزيرة الصغيرة في الخليج العربي تقع في أعماق نفوس كل الشعوب التي ورثت أو تأثرت بروايات وأساطير الديانات التوحيدية الثلاث، لاسيما أن عدن كانت بالنسبة لهذه الحضارة الموطن الأصلي للآلهة والفردوس الدنيوية وهي كذلك مصدر المواد الخام لصناعة الأختام.

وأشار إلى تضاعف حجم المادة المطبوعة المتعلقة بآثار الجزر ودلمون بصورة كبيرة مع انتظام عمل البعثة الدنماركية في البحرين، محدداً ازدهار التجارة في منتصف الألفية الثالثة إلى بداية الألفية الثانية، وتشير النصوص المتعلقة بالتجارة إلى أن دلمون هي الشبكة الأولى من حيث الأهمية على المستوى العالمي، كما اعتبر أن أصل التجارة انطلق من منطقة الخليج العربي لذلك هنا تأسست أخلاقيات هذه المهنة التي اتصفت بالأمانة والصدق والالتزام لذلك حاول البعض تقديم أختام تمثل القسم أو العهد بين التاجر والزبون.

(ل. ش)