بعد موجة من التهكم وردود الفعل الساخرة، التي اتبعها شباب مصر كوسيلة نجحت في إسقاط الرئيس السابق حسني مبارك، إبان ثورة 25 يناير 2011، لجأ الشباب ذاته، وبعد أقل من تسعة أشهر على تولي الرئيس "المنتخب" محمد مرسي للسلطة في 30 يونيو 2012 إلى وسائل أخرى مبتكرة أيضاً، لمجابهة حكم جماعة "الإخوان المسلمين"، وإسقاط الرئيس الخارج من عباءتها.

Ad

السخرية من النظام الحاكم، التي يشتهر بها المصريون منذ أقدم العصور، اتخذت منحى جديداً، خلال الأيام الماضية، مع ابتعاد الإيقاع السياسي في مصر عن طموحات الشعب، حيث تصاعد إيقاع جديد لرفض النظام، كان البطل الرئيسي فيه هو الرقص، ليصبح الأخير بشقَّيه "الشرقي والغربي" التيمة التي يعول عليها بعض شباب المعارضة في إسقاط النظام، نظراً إلى أنها وسيلة ذكية للفت الأنظار، بعدما فقدت المليونيات المتتالية التي تدعو إليها قوى سياسية مختلفة جزءاً من بريقها وقدرتها على حشد الجماهير.  

أحدث الأفكار وأغربها لمناهضة حكم الجماعة، بدأت قبل أيام بدعوة أطلقتها راقصة تُدعى "جوليا" أكدت أنها تنوي مع عدد من زميلات المهنة، تنظيم مسيرة ببدل الرقص الشرقي تنتهي أمام قصر الاتحادية، رافضة الإفصاح عن تفاصيل المسيرة أو ميعادها، مكتفية بأنها تجهز للمسيرة التي دعت لها بسبب هجوم  التيارات الإسلامية على الملاهي الليلية والراقصات. ولم يقتصر الرقص على النساء، بل امتد ليشمل الشباب الذين أدوا الرقصة الغربية الساخرة "هارلم شيك" قبل نحو أسبوعين أمام مكتب إرشاد جماعة الإخوان في ضاحية المقطم، تعبيراً عن رفضهم لحكم الإخوان.