عندما تعشق مادونا مثلا

Ad

لا تنبت الأزهار تحت أقدامك

سترى أفقا مليئا بالأشياء الملوّنة

في طفولتك، كنتَ تعشق صور الفنانات المثيرات

نادية الجندي مثلا أو إلهام شاهين.

كنتَ تتخيل كثيرا،

ولأن شقيقك الأكبر عاقبك ذات مرّة بسبب خيالك الجانح

أصبحتَ لا تؤمن بأسماء القبيلة،

ولا تبحث عن مكامن النرد،

وتخريجات طاولة الشطرنج.

...

كنتَ بريئا،

 عاشقا،

 وشفيفا كما زجاجة ماء فارغة.

***

كنتَ بارعا تجيد تملّك أشيائك،

 وترسم، في الوقت ذاته،

خارطة صغيرة لنزوات ليلةِ الميلاد،

 لم يكن أصابك بعد طموح الساسة، أو مكرُ آبائهم،

أولئك الذين صنعوا الأوطان كما تشتهي أهواؤهم،

 أولئك الذين سلبوا ضوء عينيك،

 وألقوا بأبيك في بركة ماء صغيرة.

أولئك الذين حوّطوا الأفق،

وأغلقوا مدارج السماء،

أولئك الذين سقطوا من علوّك الشاهق،

 قبل تجشّمك العناء،

...

هكذا بلمح البصر

 جثموا فوق أنفاسك

... وأصبحت بلا مأوى.

***

كنتَ يافعا تراوغ رغبة أبيك،

وتُغلق على نفسك الباب كثيرا،

كنتَ مغرَما بمادة الحساب، ورسم القلوب الفارغة،

كنتَ تعبّئها كما تشتهي،

 بالحب والشجن المورّد،

وأحاديث العشاق،

 والعتاب المبلّل بالضحكات.

كنتَ ترهب لحظة العناق، وتهاب اللّقيا،

وكان قلبك مليئاً كذلك بالتّرحال، والشجن الأبدي.