احتفى ملتقى الثلاثاء الثقافي بالأديبة الكبيرة ليلى العثمان، في أمسية تحولت عبر مداخلاتها، وآراء متحدثيها إلى ما يشبه محاكمة للواقع الاجتماعي المحلي الكويتي، عبر قديمه - وهو ما ترتكز عليه العثمان كثيراً - وحديثه الذي هو نتاج وتحوّل طبيعي للماضي، بكل مثالبه وحسناته.الروائي الكبير إسماعيل الفهد قدم مداخلة أشاد خلالها بالعمل الأدبي الأخير للعثمان، وهو في طور الطباعة بعد، وقال الفهد: «قرأت العمل في نسخته المخطوطة، وأبديت ملاحظاتي على الجرعة الزائدة من الوصف السردي في الحكاية»، مبدياً رغبته في التخفيف قليلاً، حتى تمر النسخة المطبوعة بسلام. وأما الكاتبة لطيفة بطي فقدمت سيرة مختصرة لإنجازات العثمان خلال مسيرتها الأدبية الطويلة، فقد غدت هذه الكاتبة عبر تنوعها في الكتابة السردية، وارتيادها آفاقاً أخرى من القصة القصيرة جداً، والسيرة الذاتية، غدت رمزاً يؤرخ للأدب الكويتي المحلي، إضافة إلى شهرتها خارج حدود الوطن، وأعمالها المترجمة إلى لغات عالمية أخرى.ظلم اجتماعيما أشارت إليه بطي بشأن المكانة الكبيرة خارج حدود الوطن للأديبة ليلى العثمان، هو ذاته ما توقف عليه مطوّلاً الدكتور صلاح أرقه دان، وهو أستاذ لمادة الأدب الحديث في جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا. وقال أرقه دان: «استحدثنا في جامعة الخليج مادة لتدريس الأدب الكويتي الحديث»، موضحاً أن نصوص ليلى العثمان تتصدر قائمة ما يقرره على الطلبة، مؤكداً أن طلبته كانوا سعداء من خلال اطلاعهم على نماذج إبداعية تتخذ من البيئة المحلية موضوعاً لها.وقدم أرقه دان قراءة سريعة في نماذج منتقاة من نصوص العثمان، تصبّ مجملها في محور الظلم الاجتماعي الذي كانت تعانيه المرأة، ومازالت، كما تبين هذه النماذج مدى التسلط والقهر الذي يمارسه الرجل على المرأة إلى درجة تدفعها للانتحار، وتكاد تكون وضعية الظلم التي تعيشها المرأة ثيمة رئيسية في جل أعمال العثمان، وهو الأمر الذي استنتجه د. أرقه دان عبر قراءته للنصوص.عباءة المقامالكاتب فهد الهندال قدم قراءة نقدية في المجموعة القصصية «عباءة المقام» للأديبة ليلى العثمان، وقال: «ماتزال المرأة هاجس الأديبة ليلى العثمان الأول منذ بدأت الكتابة القصصية والروائية، وهو حق مشروع لأن تنتصر لبنات جنسها في مختلف الظروف الصعبة التي وضعهن المجتمع بها ضحية أو حتى جلاداً».وأضاف الهندال: «ولعل صورة المرأة في قصص ليلى العثمان تكاد تنطلق جميعها من رغبة الاستقلال من سيطرة الذكورة المجتمعية، دون أن يكون التمرد خلاصها الوحيد إلى ذلك، لكوني أرى التمرد اتهاماً فجاً وصفة سلبية لا تناسب وضع المرأة كشريك إنساني فعّال. ومع ذلك، جاءت قصص المجموعة وانطلقت في سردها من جملة انكسارات للمرأة فيها، اختلفت باختلاف الظرف والشخصيات ، فجاءت المرأة بؤرة السرد القصصي المنكسر في قصص: (الذبيحة، القلب اليباب، بشت العيد، رنين أخير، سيجارة أمي عباءة المقام، كبوشة والبئر، لن أخسر شيئاً، ليتها حمامة ونشوة ميتة) . في حين جاءت القصتان (حكاية مرزوق وسوق الألقاب) كنصين موازيين لانكسار آخر مع بقية القصص المذكورة سابقاً».واستطرد الهندال موضحا أبرز الانكسارات التي تمر بها المرأة وهي تلك التي جاءت نتيجة العلاقة القائمة على استبداد الفوارق الذكورية التي يستخدمها الرجال في الحط من قدر النساء، فهو دليل على كره الجنس الذي أصبح هو السلاح في يد الرجل ضد المـرأة، لا الثقافة والهـوية الجنسية المكتسبة.وتوقف الهندال في قراءته التحليلية عند العديد من القصص من بينها (الذبيحة، ليتها حمامة، ونشوة ميتة).وانتهى الهندال إلى أن القص يستمر في المجموعة، ما بين همس الأنثى للأنثى في كيفية تقبل الحقيقة المرة بغلبة الآخر/ الذكر لكونه لا يفكر إلا بانتشائه دليلاً على انتصاره لهويته الجنسية: (يا عزيزتي... الرجال في أرض المعركة لا يفكرون إلا بانتصاراتهم، ولا يبالون بما سيتركونه من خراب أو دماء). (نشوة ميتة).من ناحيتها، قرأت العثمان مقطعاً من روايتها الجديدة، وهي قيد الطبع راهناً، معبرة عن أملها ألا تمنع الرواية، وقالت: «أشعر بحزن شديد إذا منع أحد كتبي»، وأوضحت العثمان عشقها الشديد للبحر، وهو ما يجعله حاضراً في معظم أعمالها القصصية، مشيرة إلى البيئة المحلية، حياة البحر التي عاشتها قديماً في الكويت.وفي الختام عبرت العثمان عن امتنانها لملتقى الثلاثاء الثقافي الذي نظم هذه الأمسية، وقالت: «أشعر بخجل شديد عندما أرى أحداً يتحدث عني وعن أعمالي، والشكر لكم جميعاً».الثقافة هذا اليوم• الفعالية: افتتاح ورشة الفنان خليفة القطان للفنون التشكيلية.• الوقت: العاشرة صباحاً.• المكان: مركز عبدالعزيز حسين الثقافي - مشرف.• الفعالية: أمسية موسيقية بمشاركة خليجية من الفنانين، محمد هاشمن سالم العريمي، وسلطان مفتاح.• الوقت: الثامنة مساء.• المكان: مسرح متحف الكويت الوطني.
توابل - ثقافات
العثمان: أعشق البحر وهو حاضر في مجمل أعمالي
14-02-2013