المعابد البوذية تمنع الأطعمة المثيرة للغضب والشهوة

يشهد مطبخ الرهبان البوذيين، الذي يمنع منعاً باتاً استخدام المواد التي تثير الغضب أو الرغبة الجنسية، إقبالاً متجدداً في كوريا الجنوبية التي تضم أحد أكثر المجتمعات عرضة للضغط النفسي في آسيا.

وبدأ فن الطبخ هذا المعروف بـ"مطبخ المعابد" يخرج من حدود الأديرة، ليحل ضيف شرف على قوائم الطعام في المطاعم بفضل بساطته الظاهرة وفوائده الصحية. ويروج جيوكمون، وهو راهب في الرابعة والخمسين من أتباع فن الطبخ هذا، لهذه الحمية الغذائية منذ عقود، لأنها في رأيه غذاء الجسم والروح. ويدّرس هذا الراهب فن الطبخ لنحو 12 شخصاً معظمهم من ربات المنازل، في معبد سودوكسا المتواضع في بيونغتايك على بعد 60 كيلومتراً جنوب سيول.

ويستخدم جيوكمون ذو الرأس الحليق والوجه الأسمر المستدير السكين بمهارة ليقطع بسرعة الخيار والفلفل ويعد شرائح التوفو الرقيقة. وتتضمن قائمة الطعام التوفو المقلي بصلصة الخوخ، ويخنة الفطر، والفجل المخمر، وشرائط المعكرونة بصلصلة الفلفل الحار والخضراوات.

ويؤكد الراهب وهو يضلع شرائح التوفو ليسمح لها بامتصاص صلصة الخوخ أن "مطبخ المعابد يتألف من أطباق فقيرة بالسعرات الحرارية مفيدة للجسم ومطهرة للروح".

ويخلو هذا المطبخ من أي منتج حيواني عدا كميات قليلة من مشتقات الحليب، ومكوناته الأساسية هي الخضراوات والأعشاب والجذور، لكن لا يُسمح بكل الخضراوات، ويحظر على سبيل المثال استخدام الثوم المعمر والكراث والثوم والبصل والقفلوط التي تجمع في إطار التقليد البوذي في فئة "الخضراوات الخمس الحريفة".

ويعلل الراهب ذلك بأن "أكل هذه الخضراوات نيئة يثير الرغبة الجنسية، أما إذا أكلت مطهوة فهي تدفع إلى الغضب والجشع".

يذكر أن كوريا الجنوبية هي المنتج الثالث للثوم في العالم ومستهلك كبير له. فعدم استخدام الثوم في طبق "كيمشي" الكوري التقليدي أمر لا يعقل بالنسبة لكثيرين، إلا أن الراهب لا يتزحزح عن موقفه.

وقبل سنوات عندما كان جيوكمون طالباً في الصحافة في معهد بوذي صدم عندما عرف أن الكراث والثوم وبعض المنكهات الاصطناعية تضاف إلى الأطباق التي تعد في مقاصف المعابد.

وعزم على إعادة مطبخ المعابد إلى سابق عهده، فاعتمد حياة البدو الرحل زائراً كل المعابد التي فيها أشهر الطهاة ليتعلم فنونهم.

وقبل عشرين عاماً، افتتح معهداً مكرساً لمطبخ المعابد الكورية محاطاً برهبان وراهبات يشاطرونه أفكاره. ولكي ينشر معرفته يشارك في الكثير من برامج الطبخ عبر التلفزيون، وأصدر كتباً عدة كان أشهرها عام 2000 ويتم تداول طبعته السادسة الآن.

(أ ف ب)