اعتلال الكلى السكري... خطوات تعالج أضراره

من الشائع أن يواجه المصابون بالسكري مشاكل في الكلى. عند تشخيص الحالة في مرحلة مبكرة، يمكن وقف اعتلال الكلى السكري ومعالجة الأضرار. لكن إذا استمر المرض، فقد يستحيل عكس مسار الضرر.

يظهر اعتلال الكلى السكري حين يضرّ السكري بالأوعية الدموية وخلايا أخرى في الكلى. هذا ما يصعّب عليها العمل بشكل مناسب. في المراحل الأولى، لا يترافق اعتلال الكلى السكري مع أي عوارض، لذا من الضروري أن يخضع المصابون بالسكّري لفحوصات دورية لفحص وظيفة الكلى.

في مراحل متقدمة من المرض، حين تتدهور حالة الكلى، تظهر العوارض والمؤشرات وقد تشمل تورم الكاحلين وارتفاع ضغط الدم، وقد تشير نتائج الفحوصات إلى وجود بروتين في البول. مع مرور الوقت، قد يؤدي اعتلال الكلى السكري إلى المراحل النهائية من مرض الكلى.

تحت السيطرة

في حال كان والدك لا يزال في المراحل الأولى من اعتلال الكلى السكري، تتعدد الخطوات التي يمكن أن يأخذها لحماية الكلى. أولاً، يجب إبقاء سكر الدم تحت السيطرة قدر الإمكان. لا تساعد هذه الخطوة الكلى فحسب، بل تخفّض خطر الإصابة بمشاكل جدية أخرى يمكن أن تنجم عن السكري مثل العمى والنوبات القلبية وتضرر الأوعية الدموية والأعصاب.

إبقاء ضغط الدم تحت السيطرة عامل ضروري أيضاً. قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تسريع عملية اعتلال الكلى السكري وتفاقم الأضرار التي لحقت بالكلى. عموماً، يُعتبر ضغط الدم الذي يبلغ 140/9 في عيادة الطبيب و135/85 في المنزل هدفاً جيداً. لكن يجب أن يناقش والدك أفضل الخطوات التي تناسب حالته مع طبيبه.

يمكن تخفيض ضغط الدم عبر اتباع حمية تقلّ فيها كمية الملح والإقلاع عن التدخين والحد من استهلاك الكحول. بالإضافة إلى هذه التغييرات في أسلوب الحياة، قد تكون الأدوية التي تسيطر على ضغط الدم مفيدة أيضاً. من أشهر أدوية ضغط الدم للمصابين بالسكري، نذكر الأنزيم المحوّل للأنجيوتنسين ومثبطات وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين.

على صعيد آخر، قد تساهم مستويات الكولسترول الصحية في حماية وظيفة الكلى. تشمل التوصيات النموذجية في هذا المجال إبقاء مستوى الكولسترول السيئ أقل من 100 ملغ في كل دسيليتر من الدم. يبلغ المستوى المثالي بالنسبة إلى المصاب بالسكري 80 ملغ/ دسيليتر.

تنعكس الحمية الغذائية مباشرةً على معدل الكولسترول. يمكن أن تساهم الحمية الغنية بالألياف والخضار والفاكهة والأسماك الصحية للقلب والحبوب الكاملة القليلة الدسم والكولسترول الغذائي في تخفيض مستوى الكولسترول السيئ. كذلك، يمكن أن تساهم الحمية الصحية في فقدان الكيلوغرامات الزائدة. إنها خطوة مفيدة للكلى لأن الحفاظ على وزن صحي يضمن انخفاض معدلات سكر الدم وضغط الدم والكولسترول.

كذلك، يجب أن يتوخى والدك الحذر عند تناول الأدوية. يجب ألا يأخذ أي عقاقير من فئة الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب من دون وصفة طبية كونها تشمل الإيبوبروفين والنابروكسين. قد يؤدي بعض الوصفات الطبية إلى تضرر الكلى أيضاً. إذا أوصى الطبيب بدواء جديد، يجب أن يسأله والدك عن الآثار المحتملة على مرض الكلى، وأن يتجنب بعض الأدوية بالكامل، لكن يكفي تعديل جرعات أدوية أخرى بكل بساطة كي تناسب وظيفة الكلى.

إذا كان يحتاج إلى تقنيات التصوير التي تستعمل الصباغ مثل التصوير المقطعي، على  والدك أن يذكر أنه يعاني اعتلال الكلى السكري لأن تلك الصباغ قد تؤذي الكلى عند المصابين بهذا المرض، ومن الأفضل تجنبها عموماً.

أخيراً، يجب أن يتشجع والدك على مراجعة اختصاصي أمراض الكلى بانتظام ليراقب حالته ويساعده على حماية صحة الكلى على المدى الطويل.