تشير د. بربارا هاورد إلى أن أفضل سؤال يطرحه الطبيب أو المساعد الاجتماعي على الولد للتأكد من أنه ينال رعاية مناسبة يتألف من ثلاث كلمات، إلا أنه يقدّم الكثير من المعلومات عن التفاعل بين أفراد العائلة: «كيف هي وجباتكم؟».

لا شك في أن الجميع يدركون جيدًا أهمية تناول أفراد العائلة الوجبات معًا، فتقدّم الأبحاث أدلة تؤكد التأثيرات الجانبية الكثيرة التي تنبع من الوجبات العائلية. ويمكنك الاطلاع على بعض هذه الدراسات بالرجوع إلى موقع «مشروع الترويج للوجبات العائلية» على شبكة الإنترنت: http://www.cfs.purdue.edu/CFP/promotingfamilymeals.

Ad

لا يساهم تناول الطعام معًا كعائلة في تحسين خيارات الطعام والحدّ من السمنة فحسب، إلا أنه يساعد الأولاد، أيضًا، على تطوير مهاراتهم اللغوية ومفرداتهم، مهاراتهم الاجتماعية، وسلوكهم.

بالإضافة إلى ذلك، تبيّن أن الوجبات العائلية تحدّ من ميل المراهقين إلى المخاطرة. كذلك تشير الأدلة إلى تراجع نسبة الاضطرابات الغذائية بين المراهقين الذين يتناولون الوجبات العائلية بانتظام. لذلك عندما أسأل الأولاد عن وجباتهم، أحصل أيضًا على فكرة عن خلفية الأهل.

يشتكي الأهل عادةً من أن ولدهم «صعب الإرضاء»، ويؤكد الكثير من الأولاد والأهل أنهم لا يتناولون الطعام معًا كعائلة لأن كلاً منهم يأكل وجبة مختلفة. لكنني لا أظن، بصراحة، أن من واجب أي أم إعداد وجبات مختلفة لكل فرد من العائلة.

تصف العاملة الاجتماعية آلي سلايتر مسؤوليات الأهل في ما يتعلق بالطعام كما يلي: «ماذا، متى، وأين»، تاركين للأولاد مهمة تحديد «كم وهل». أرى أن هذا التعريف دقيق. يتحكّم الأهل في ما يشترونه من طعام وما يختارونه من وجبات خفيفة، فضلاً عما يقدمونه على طاولة المائدة.

قد يكون من الأفضل دومًا تقديم طبق واحد على الأقل يحبه معظم أفراد العائلة، وعندما يقدّم الأهل هذا الطعام وتتحلق العائلة حول المائدة، على الأهل التراجع. هل يبدو هذا صعبًا؟ في البداية ربما، إلا أنه يهوّن حياة العائلة بمرور الوقت.

أعتقد أن من السهل تبني فكرة الوجبات العائلية ومعرفة أن الأولاد سيقومون بخيارات أفضل وأشمل عندما تُتاح لهم الفرصة. قد يحتاج الولد الصعب الإرضاء إلى نحو مئة محاولة وأشهر طويلة لإقناعه بتذوق صنف مختلف من الطعام، إلا أنكم ستسعدون في النهاية عندما تدركون أن ولدكم يتناول طعامًا صحيًّا ويستمتع بمجموعة متنوعة من المأكولات.

لي ملء الثقة بأن الأولاد الذين يتربون بهذه الطريقة يحسنون اختيار طعامهم عندما يصبحون في سن المراهقة أو الشباب. وأظن أن أولادي أسهل إرضاء مني (مع أنني لا أحب السوشي).

اجعلوا تناول الوجبات معًا أولوية، وهكذا يحترم الأولاد القواعد، يتعلمون آداب المائدة، ويستمتعون بالحوارات التي تدور بين أفراد العائلة، مطوّرين في الوقت عينه ذوقًا صحيًّا عند اختيار الطعام. وكل ما عليكم فعله التحلي بالصبر.