مدن تاريخية غير متوافرة أحمد عبد المحسنأحمد السلمان«الأعمال التاريخية قليلة في الكويت وثمة فرق بينها وبين الأعمال المعاصرة، خصوصاً في ما يتعلق بالنص وطريقة كتابته»، يوضح الفنان أحمد السلمان مشيراً إلى أن ثمة فنانين يشاركون في الأعمال الدرامية كافة من دون استثناء، وآخرين يفضلون مجالاً فنياً واحداً فحسب.يضيف: «لا تتوافر في الكويت أجواء للدراما التاريخية، لافتقارنا إلى مدن تاريخية متاحة لتصوير مثل هذه الأعمال، ونصوص تاريخية تكتب بطريقة جيدة، لذلك نلاحظ أن أغلب الأعمال التاريخية تكون خارج الكويت والخليج عموماً وتصوّر في سورية والأردن خصوصاً، لوجود أجواء تلائم هذه الأعمال، لا سيما مدن تاريخية أنشئت خصيصاً لتصوير الدراما التاريخية». وعن الأعمال التي يفضلها يقول: «حالياً أشارك في الدراما المعاصرة للأسباب التي ذكرتها آنفاً، ولا أمانع من المشاركة في دراما تاريخية إذا عُرض عليّ نص متميز ودور رائع، عندها يكون العمل ممتعاً ويستفيد الفنان بشكل رائع من الأجواء الجميلة ومن الانتشار الذي يحققه على مستوى الوطن العربي بأكمله».كونه متخرجاً في المعهد العالي للفنون المسرحية، يتقن السلمان العربية الفصحى المعتمدة في هذه الأعمال، وسبق أن شارك مع فنانين كبار في أعمال تاريخية خصوصاً في سنة 1995، «لكن إلى هذه اللحظة لا تتوافر أعمال تاريخية خليجية لها مصداقية كاملة»، حسب تعبيره. علي جمعة «أرى نفسي في الأعمال كافة سواء تاريخية أو معاصرة، فهي جميعها قريبة من المجتمع الخليجي عموماً والكويتي خصوصاً»، يقول الفنان علي جمعة الذي سبق أن شارك في أعمال فنية مختلفة، لافتاً إلى أن المسلسلات جميعها جميلة ويتحمّس لها المشاهد الخليجي، أما على مستوى الأعمال التراثية فشارك في مسلسلات عدة من بينها «عبد الله البري وعبد الله البحري» الذي وصفه بأنه غاية في الروعة والجمال. يتمنى جمعة إعادة عرض الأعمال التراثية لافتقادنا إلى هذه الأجواء الرائعة، إلا أنه لا يلوم المنتجين لقلة إنتاجهم للدراما التاريخية، كونها تتطلب مبالغ ضخمة قد تتخطى في بعض الأحيان المليون دينار، وأزياء وأجواء تاريخية ومدناً تاريخية غير موجودة في دولة الكويت، بالإضافة إلى نصوص تاريخية ولغوية متقنة بالعربية الفصحى...يضيف: «إلى جانب العناصر التي سبق ذكرها من الضروري أن يتوافر ممثلون بارعون ومخرج متميز لتكتمل عناصر المسلسل التاريخي الناجح، ولكن نادراً ما تجتمع العناصر كافة في عمل واحد، كما شاهدنا في مسلسل «عمر بن الخطاب» الذي عرض على قناة «أم بي سي» وحقق انتشاراً في أرجاء الوطن العربي». خالد العجيرب«تستهويني الأعمال التراثية والتاريخية وشاركت في أعمال كثيرة منها، إلا أن مسلسل «الهدامة» ترك بصمة فنية في مشواري الفني»، يؤكد الفنان خالد العجيرب، وموضحاً أن الأعمال التاريخية متميزة ورائعة وتخاطب أفراد المجتمع كافة سواء الأطفال أو الكبار، بالإضافة إلى أنها تحمل هدفاً سامياً للمجتمعات العربية والإسلامية.في المقابل، لا تستهويه الأعمال الدرامية المعاصرة رغم مشاركته في الكثير منها، ويفضل الأعمال التاريخية والتراثية التي تحمل في طياتها هدفاً راقياً وجميلاً. يضيف: «حققت الأعمال التاريخية والتراثية في الكويت نجاحاً رغم بعض المعوقات، والدليل نجاح مسلسلي «الداية» و{الهدامة»، بالإضافة إلى أعمال أخرى، ولكن تفتقر الأعمال التاريخية في الكويت إلى أمور عدة من بينها المدن التاريخية والكتّاب والأجواء التاريخية».لا إنتاج للدراما التاريخيةبيروت - ربيع عوادباميلا الكك«أنا أقرب إلى الأعمال الدرامية الواقعية في ظل غياب الأعمال التاريخية كونها تتطلب موازنة ضخمة لتكون على قدر التوقعات»، توضح باميلا الكك التي تحقق إطلالات ناجحة عبر الأدوار التي تؤديها وهي ليست بقليلة نسبة إلى مشوارها الفني القصير، إذ شاركت في مسلسلات عدة من بينها: «الحب الممنوع»، «سارة»، «مدام كارمن»، و{أجيال»....الممثل الناجح، برأي الكك، هو القادر على أداء الأدوار كافة سواء تاريخية أو معاصرة أو كوميدية أو تراجيدية... إلا أنها من منطلق رغبتها في ملامسة الواقع ووضع إصبعها على الجرح تتحمّس للأعمال التي تعالج قضايا اجتماعية يعانيها المجتمع اليوم.تشير، في حديث لها، إلى أنها محظوظة لأن أغلب الأعمال التي شاركت فيها لاقت ردود فعل إيجابية، ونالت أعلى نسبة مشاهدة، وتضيف: «أؤيد فكرة أن يعمل الإنسان على التميّز في مجاله، وأنا فعلا ممثلة ناجحة، ولا أرضى بأقل من النجاح، وردود الفعل التي أتلقاها تثبت ذلك».تعتبر الكك أن مهنة التمثيل تتطلب جرأة، وهي صفة يتمتع بها الممثلون، مؤكدة أن «الجرأة ليست في الدور إنما في قدراتي كممثلة، وربما أقبل بأداء أدوار يعتذر عنها ممثلون آخرون، لكني أقدمها بطريقة حرفية».نادين الراسي«الأعمال التاريخية غائبة في لبنان لأنها تتطلب إنتاجاً ضخماً وهو ما نفتقر إليه في لبنان للأسف»، تقول نادين الراسي التي لا تخفي رغبتها في المشاركة في دراما تاريخية ضخمة تروي حقبة زمنية معينة، شرط أن تكون مكتوبة بطريقة حرفية ترضي ذوق الجمهور، الأمر الذي يفرض كلفة عالية.وعن الأدوار التي تبحث عنها تضيف: «أهتم بالأدوار التي تعلق في ذهن المشاهد ويتفاعل معها، إلا أنني لا أبحث عن شخصية معقدة بقدر بحثي عن شخصية نناقش من خلالها قضية اجتماعية تمس المشاهدين». وعن الجرأة تقول: «أنا جريئة في طرح الأفكار والقضايا، لكن لديّ خطوط حمراء واضحة».بيتر سمعان«أعشق المسلسلات التاريخية وليت يتوافر الإنتاج لهذه النوعية من الأعمال التي تتمتع برقي وبقيمة فنية»، يقول بيتر سمعان معتبراً أن تراجع نسبة الأعمال التاريخية عربياً سببه عدم وجود إنتاج كافٍ، خصوصاً أن هذه النوعية تتطلب ضخامة في عناصر الدراما كافة.سبق أن شارك سمعان في مسلسل «باب ادريس» الذي يلقي الضوء على حقبة الانتداب الفرنسي للبنان بين عشرينيات القرن الماضي وأربعينياته، وقد عرض على شاشات عربية وحصد أصداء إيجابية، لذا يعتبر أن هذه النوعية أعادت الدراما اللبنانية إلى المنافسة، «إنما المهم أن نعرف كيف نعالج الموضوعات القديمة»، لافتاً إلى أن الكاتبة كلوديا مرشيليان برعت في المعالجة من خلال النص وأدى الممثلون أدوارهم بإتقان، ونجح المخرج في رسم المشاهد واستفاد من الخلطة الدراميّة».عن الأدوار التي يفضلها يوضح: «أنا معروف كممثل يؤدي الأدوار كافة خصوصاً المركّبة، ولا مشكلة لديّ في كسر صورة الشاب الوسيم، فالجمهور تأكّد من قدراتي التمثيليّة، ورصيدي صار كبيراً».حبكة مميزة وقيمة جديدةالقاهرة – هند موسىتؤكد سميحة أيوب أنها تجد نفسها كممثلة في أنواع الدراما من دون تمييز في ما بينها، وتقبلها وفقاً لمقاييس العمل الدرامي الجيد التي، إذا توافرت، تقبله على الفور، حتى إذا كان «لايت كوميدي» لأنها تعشق الفن بصوره وأشكاله المختلفة.بدوره يوضح محمود ياسين أن الأعمال التاريخية تختلف عن الأعمال المعاصرة من ناحيتي المضمون والعرض، وبالتالي يصعب تحديد فروق بينهما وفقاً لقواعد معينة، وإن كان يجد نفسه في العمل التاريخي الذي اختيرت فكرته لمشابهتها أو تناقضها مع واقع نعيشه.يضيف: «لا بد من أن تكون أهداف المسلسل التاريخي محددة من خلال الإجابة عن تساؤلات حول ظروف الأحداث التاريخية والفترة التي وقعت فيها. والأفضل أن يستجيب العمل لاحتياجات واقعية، وللحظات دقيقة في حياة الوطن، ويصوّر ظروفاً مشابهة أو مناقضة لها في هذا العصر، فيتحرك قلم الكاتب للغوص في ظرف زماني واقعي لفترة سابقة تستحقّ الرجوع إليها اليوم».عموماً، يجد ياسين ذاته في العمل الذي يوفق بين الظروف الإنسانية والسياسية والاجتماعية المحيطة، «هنا تكمن متعة الدراما وقمة الإبداع في التقاط أحداث سابقة تتشابه مع الواقع، هذه هي الرؤية الثالثة التي يقول عنها المبدعون».قيمة ومسؤوليةتجد وفاء عامر نفسها في السيناريو الجيد والعمل الفني المهم، وإن كان للدراما التاريخية مذاقها وإطارها الخاص؛ فقد أدت دوري الملكة نازلي في مسلسل «الملك فاروق» وتحية كاريوكا في مسلسل «كاريوكا» لأهمية الشخصيتين في الحياة السياسية، مؤكدة أن الفنان يخطئ في رفض العمل التاريخي لأنه يتمتّع بقيمة كبيرة ويشكل مرحلة مهمة في تاريخه الفني.تضيف عامر أنها تحضرّت جيداً لشخصية تحية كاريوكا لاقتناعها بأهميتها، خصوصاً أن المسلسل ألقى الضوء عليها كإنسانة ومواطنة وليس كفنانة فحسب، لذا تفرغت وفاء لمعايشة الشخصية، وحرصت على عدم تقليد تحية، إنما تقديم روحها وإظهار أن حياة الفنان التي يشاهدها الجمهور في الأفلام مغايرة تماماً عن تصرفاته في الواقع، لذا تؤكد أن هذا العمل كان له تأثير كبير على المشاهدين.بدورها ترى منة فضالي أن كلا النوعين من الدراما له مميزات تجذب الفنان، لكن الدراما التاريخية تحديداً لا تمحى من ذاكرة الجمهور، لذا حسن اختيار الأدوار التي يجسدها الفنان يحسب له في تاريخه الفني أو يحسب عليه.تضيف أن مسلسل «الملك فاروق» أحد أهم أعمالها على الإطلاق، ونقطة تحول في حياتها، إذ جسدت فيه شخصية الملكة فريدة في ثلاث مراحل من حياتها، وهو ما تطلب تغييرات في الشكل وضغطاً نفسياً وعصبياً لتظهر الشخصية بملامحها كافة، إلى جانب مطالعة الكتب التي تناولت قصة حياتها منها كتاب «ظالم ومظلوم» لتقف على كل صغيرة وكبيرة في الشخصية التي تجسدها.لا تخفي فضالي أنها خشيت في البداية من تجسيد شخصية تاريخية، لا سيما أنها معقدة في تركيبتها، لكنها تمسّكت بالدور كونه مميزاً، وأي فنانة تتمنى تقديمه وسيضيف لها، لأن تقديم عمل عن الملكة المصرية فريدة هو مسؤولية كبيرة.قدرات فنيةلا يفرّق محمد رياض بين الأعمال التاريخية والمعاصرة وإن كان يفضل الأولى لأنها تبرز قدراته الفنية التي قد لا تظهر في الأعمال الاجتماعية المعاصرة، من بينها مدى إتقانه اللغة العربية والإلقاء، وهو ما جعله متميزاً عن غيره من الممثلين.يضيف: «تكمن الصعوبة في الأعمال التاريخية في مراحل التحضير لها، فعندما كنت أستعد لأداء دوري في مسلسلات: «الإمام الغزالي» و{الإمام ابن حزم» و{عصر الأئمة» كان لا بد من قراءة كل ما كتب عنهم، لإبراز أفكارهم في الموضوعات المختلفة، كذلك قراءة مراجع تاريخية للحقبة الزمنية التي يدور فيها المسلسل، إلى جانب حفظ سور وآيات قرآنية وأحاديث شريفة، ثم الخطأ فيها غير مسموح، على عكس المسلسلات الاجتماعية التي تصوّر حياتنا اليومية، وقد ننسى فيها كلمة أو عبارة ما، لكن في التاريخية لا يجوز ذلك».عبد العزيز مخيون الذي شارك في أعمال تاريخية من بينها مسلسل «الجماعة»، يؤكد أنه يجد نفسه في الدراما المكتوبة جيداً، سواء كانت تاريخية أو معاصرة، المهم أن تكون مكتوبة بحرفية وتتناول إحدى قضايا الوطن».يضيف: «كلاهما يتساويان في الصعوبة لدي؛ بالنسبة إلى التاريخية لا أبذل مجهوداً في اللغة الفصحى أو في الاستعانة بأمثلة لأحداث تاريخية نظراً إلى قراءاتي الكثيرة، لكن الصعوبة موجودة في التفاصيل الدقيقة التي ترسم العمل، كالماكياج والملابس والأسلحة، وهي تعتمد في الأساس على كتابة متميزة وقضية مهمة، وفي حال عدم توافرهما يصبح العمل التاريخي من دون فائدة».بدوره يجد سامح الصريطي نفسه في الأعمال الدرامية كافة شرط أن تكون حبكتها محكمة وبناؤها الدرامي جيداً ولغتها راقية بغض النظر عن كون المسلسل معاصراً أو اجتماعياً أو تاريخياً، مشيراً إلى أن الدراما تتطلب مجهوداً كبيراً.يضيف: «قد يكون العمل اجتماعياً ولكنه يحتاج إلى تغيير ملابس، أو يتم تصويره في أجواء صعبة كالصحراء. في المقابل، قد لا تكون الشخصية التاريخية مرهقة فيتم تصوير أحداثها في ديكور واحد وملابس محددة وماكياج واحد».يحدد الصريطي العوامل التي تجعله يقبل العمل التاريخي من بينها أن يتمتّع موضوعه بقيمة وإضافة فنية كبيرة، على غرار مسلسلي «سقوط الخلافة» و{نابليون والمحروسة» الذي شارك فيه أخيراً بعدما وجد نفسه في السيناريو وشعر بالشخصية، لذا حصد إعجاب المشاهدين والنقاد.
توابل - مزاج
بين الدراما المعاصرة والدراما التاريخية... قدرة ممثل وحماسة مشاهد
05-01-2013