نشر موقع "إنسايد وورلد فوتبول" اتهامات خطيرة من الممكن أن تنهي مسيرة الشيخ رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم سلمان بن إبراهيم آل خليفة في مساعيه الرامية للوصول إلى سدة الرئاسة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وذلك إذا فتح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، الذي يدعي أنه يولي موضوع الفساد أهمية قصوى، تحقيقاً رسمياً أو ثبت ما جاء فيها.

وعرض الموقع تسجيلاً من تلفزيون "اس بي اس" الأسترالي يشير فيه رئيس الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم دالي طاهر إلى أن رئيس اللجنة الأولمبية الإندونيسية طلب منه أن يعطي صوته لسلمان بن إبراهيم في انتخابات اللجنة التنفيذية للفيفا عن قارة آسيا في 2009 بطلب من الشيخ رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي أحمد الفهد، الذي كان يترأس اللجنة المؤقتة لإدارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم آنذاك، وعندما سأله المراسل التلفزيوني عن المقابل قال: "بالتأكيد سوف يكون هناك مقابل"، كما عرض التسجيل رئيس الاتحاد الفلبيني لكرة القدم خوسيه مارتينز وهو يقول بشكل واضح إن هناك جهة طلبت منه التصويت للشيخ سلمان بن إبراهيم مقابل نصف مليون دولار استرالي.

Ad

التسجيل رد على سلمان

ويأتي نشر التسجيل من قبل الموقع رداً على نفي الشيخ سلمان بن إبراهيم للاتهامات التي وُجهت إليه من رئيسي الاتحادين الاندونيسي والفلبيني حول محاولات لشراء الأصوات قال عنها في حديثه لوكالة الصحافة الفرنسية إنها "دون أدلة واضحة" وتعود "إلى حمى التنافس بين المرشحين".

وكان موقع "إنسايد وورلد فوتبول" قد نشر تقريراً صحافياً قال فيه إن بن إبراهيم دفع أموالاً عن طريق المجلس الأولمبي الآسيوي ليحصل على أصوات في انتخابات اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي عن قارة آسيا والتي خسرها أمام القطري محمد بن همام بفارق صوتين فقط.

وواصل الموقع تقريره الذي ذكر فيه أن هناك 25 غرفة في فندق ماندرين أورينتال في كوالالمبور تم حجزها لموظفي المجلس الأولمبي الآسيوي من أجل انتخابات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ودعم المرشح سلمان بن إبراهيم، ولم يقف التقرير على ذلك، بل أكد وجود معلومات موثوقة تفيد بأن هناك موظفين من المجلس الأولمبي الآسيوي على متن طائرة بن إبراهيم الخاصة في رحلته الآن إلى آسيا الوسطى والهند.

السركال يطالب بالتدخل

ومع تسارع حرارة الجو الانتخابي طالب الإماراتي يوسف السركال في حديث نشر في صحيفة "الرياضية" السعودية أمس الاتحاد الدولي لكرة القدم بالتدخل بقوة لإيقاف المجلس الأولمبي الآسيوي من العبث بكرة القدم الآسيوية والعالمية، واصفاً المجلس الأولمبي الآسيوي "بالبعبع" الذي بدأ يكبر ويشكل تهديداً كبيراً في تدخلاته غير الشرعية، وطالب الفيفا في ذات الوقت بالتحقيق في قضايا الفساد التي ظهرت مؤخراً كما تدخل في قضايا أخرى، وأن يحمي استقلالية الاتحاد الآسيوي وهو المنظمة التي تندرج تحت مظلة الفيفا.

وأشار السركال إلى أهمية تدخل اللجنة الأولمبية الدولية لإيقاف المجلس الأولمبي الآسيوي عن تدخله في شؤون كرة القدم الآسيوية وغيرها من الاتحادات، وهو الأمر المخالف للمواثيق الدولية المعروفة، لاسيما أنه بدأ يتدخل ويلعب شمالا ويمينا ولم يقتصر تدخله في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بل هناك اتحادات لألعاب أخرى في آسيا تدخل فيها وفي انتخاباتها ونصب رؤساء فيها، واصفاً هذا الأمر بالمؤشر الخطير جداً الذي لابد من محاربته وإيقافه عند حده.

بن ابراهيم يرحب بدعم الفهد

وكان بن إبراهيم قد عقد مؤتمر صحافي قبل ايام لشرح جوانب حملته للرئاسة أعلن خلاله الترحيب بدعم الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، الأمر الذي جعل الاتهامات التي وجهها السركال للفهد بضرورة عدم التدخل في الانتخابات ودعم أحد المرشحين تبدو جلية وواضحة. ومن المفارقات، ان الشيخ سلمان بن ابراهيم شدد في برنامجه الانتخابي على ضرورة القضاء على الفساد وتقديم الرشا، وتناول هذا المحور بشكل موسع في حملته الانتخابية وطالب بالقضاء على ذلك تحديدا في قارة آسيا، ولم تمر أيام قليلة على ما جاء في حملة الشيخ سلمان من حرب على الفساد حتى ظهرت قضية تخصه بشكل رئيسي من خلال الاتهامات التي وجهها شخصان من أسرة كرة القدم الآسيوية أقرا بمحاولة شراء صوتيهما لصالحه.

أسئلة مستحقة

وحتى يحين موعد الانتخابات المقررة في 2 مايو المقبل يبقى السؤال هل سيصمت الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد هذه الأدلة والاعترافات الموثقة على ما يمكن وصفه بمحاولات تقديم رشا على الأقل؟ وماذا سيكون موقف اللجنة الاولمبية الدولية من تدخلات رئيس المجلس الاولمبي الآسيوي، لاسيما أن الميثاق الاولمبي يتعارض تماما مع التدخلات في شؤون كيانات أخرى، ناهيك عن التورط في حملة انتخابية لانتخاب رئيس اتحاد معين.