غالباً ما يترافق تضخم البروستات الحميد مع ضعف الانتصاب. يواجه عدد من الرجال الأكبر سناً مشكلة ضعف الانتصاب وعوارض تضخم البروستات الحميد في الوقت نفسه. في هذه الحالة، هل من حل أفضل من إيجاد حبة واحدة لمعالجة ضعف الانتصاب والمشاكل البولية في آن؟إنه شعار الحملة التسويقية التي بدأنا نشاهدها أو نسمع بها على شاشات التلفزة وفي الإعلانات المطبوعة للترويج لدواء «تادالافيل» («سياليس»)، وهو الدواء الوحيد الذي صادقت عليه إدارة الغذاء والدواء لمعالجة ضعف الانتصاب وتضخم البروستات الحميد في آن. لكن لا يثق بعض الخبراء بأن ذلك المنتج مناسب كي يصبح أول خيار لمعالجة عوارض تضخم البروستات الحميد. يقول د. ويليام ديولف، اختصاصي في المجاري البولية وجراح في «مركز ديكونيس الطبي»: «تبدو البيانات المرتبطة باستعمال دواء «سياليس» لمعالجة عوارض انخفاض المسالك البولية مختلطة بعض الشيء. لا أوصي به كأول علاج لتضخم البروستات الحميد».علاج نموذجييفضل بعض الرجال الانتظار من دون فعل شيء عند تشخيص تضخم البروستات الحميد لديهم، وقد تخفّ حدة الحالة أحياناً مع مرور الوقت. إذا لم يحصل ذلك، يمكن أن يفكر الرجال حينها بتناول الأدوية.ثمة نوعان من الأدوية التي يستعملها الأطباء للسيطرة على تضخم البروستات الحميد. تساهم حاصرات الألفا مثل الألفوزوسين (أوروكساترال)، والدوكسازوسين (كاردورا)، والسيلودوزين (رابافلو)، والتامسولوسين (فلوماكس)، والتيرازوسين (هيترين)، في تهدئة عوارض «الانزعاج» مثل الشعور المفاجئ بالحاجة إلى التبول. عند تضخّم البروستات، قد يضيف الطبيب «مثبطات أنزيم 5 ألفا- ريدكتيز» مثل دوتاستيريد (أفودارت) أو فيناستيريد (بروسكار). يمكن أن تساهم هذه الأدوية في تقليص تورم الغدة وتخفيف الضغط عن مجرى البول.لكن لا تقدم الأدوية دوماً نتائج مُرضية للرجال وقد تترافق مع آثار جانبية. قد تسبب حاصرات الألفا تراجعاً مفاجئاً في ضغط الدم وبعض الدوار. كذلك، يمكن أن تؤثر «مثبطات أنزيم 5 ألفا- ريدكتيز» على الرغبة الجنسية والقذف.فاعلية مزدوجةقد يشعر بعض الرجال ممن يتناولون أدوية ضعف الانتصاب ببعض الراحة من عوارض تضخم البروستات الحميد. في العادة، قد يجد الرجل صعوبة في الانتصاب أو في الحفاظ على هذه الوضعية فيطلب من طبيبه بعض الأدوية لمعالجة ضعف الانتصاب. إذا كان يواجه أصلاً بعض العوارض البولية، قد يبدو دواء «تادالافيل» خياراً مغرياً لأنه يَعِد بمعالجة المشكلتين بحبة يومياً. قد لا يعارض الطبيب هذه الفكرة.يقول د. مايكل أوليري، أستاذ جراحة في كلية هارفارد الطبية واختصاصي في المسالك البولية في مستشفى بريغهام للنساء: «من المنطقي أن نناقش هذا الخيار مع الرجال الذين يعانون ضعف الانتصاب وعوارض خفيفة أو معتدلة من تضخم البروستات الحميد».- عوارض انسداد.- صعوبة في بدء التبول.- صعوبة في تفريغ المثانة أو عدم تفريغها بالكامل.- تدفق متقطع أو ضعيف للبول.- تسرّب بعد التبول.- عوارض التهاب.- تبول متكرر خلال النهار أو الليل.- حاجة مفاجئة وخارجة عن السيطرة إلى التبول.- حاجة مفاجئة للتبول يليها فقدان غير إرادي للبول.سلبيات «تادالافيل»يترافق هذا الخيار مع بعض السلبيات. تشير الدراسات الحاصلة حتى الآن إلى أن انعكاسات دواء «تادالافيل» على عوارض تضخم البروستات الحميد تبقى محدودة نسبياً. تتعلق مشكلة أخرى بقوة الأدلة التي تثبت الفاعلية المزدوجة لدواء «تادالافيل» لأجل معالجة ضعف الانتصاب وتضخم البروستات الحميد مقارنةً بالأدوية التقليدية.يقول د. ويليام كورموس، رئيس تحرير نشرة «هارفارد منز هيلث ووتش» وطبيب رعاية أولية في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد: «دامت الدراسات المتعلقة بهذا الخيار حوالى 12 أسبوعاً فقط، لذا لا تبدو فاعلية دواء «تادالافيل» واضحة على المدى الطويل».كذلك، قد يترافق دواء «تادالافيل» مع سلبيات معينة إذا أُخذ يومياً وليس قبل النشاط الجنسي حصراً. يوضح كورموس: «الاستعمال اليومي قد يزيد كلفة الدواء ويرفع مخاطر الآثار الجانبية».تدعي شركة تصنيع «سياليس» أن كلفة دواء «تادالافيل» في الشهر، إذا أُخذ بجرعة 5 ملغ، تكون مساوية لستة أقراص من «سياليس» الذي يُستعمل عند الحاجة». لكن قد تتفاوت الأسعار وفق الصيدلية وخطتك الصحية. تكون الأدوية العامة لتضخم البروستات الحميد أقل كلفة من ماركة «تادالافيل» شهرياً.تتعلق مشكلة أخرى بقلة الأدلة على فاعلية دواء ضعف الانتصاب في منع تعقيدات خطيرة تطبع تضخم البروستات الحميد مثل احتباس البول الحاد حيث يتراكم البول في المثانة لدرجة مؤذية ومؤلمة. قد يحصل ذلك إذا ضغط البروستات المتضخم على الإحليل، أي الأنبوب الذي يفرّغ المثانة. احتباس البول حالة خطيرة وقد تؤدي إلى دخول المستشفى. تظهر هذه الحالة عند رجل من أصل مئة مصابين بحالة معتدلة أو حادة من تضخم البروستات الحميد، لكننا لا نعلم مدى فاعلية تناول دواء «تادالافيل» يومياً لمنع المشكلة.التمسك بالأدوية المألوفةأصبحت إيجابيات وسلبيات أخذ الدواء يومياً لمعالجة تضخم البروستات الحميد معروفة من حيث الآثار الجانبية المحتملة ونسبة الفاعلية. يعني ذلك أنّ المريض والطبيب يعلمان ما يتورطان به وما يمكن توقعه.أخيراً، إذا بقيت عوارض تضخم البروستات الحميد تحت السيطرة، من غير المنطقي التوقف عن تناول الأدوية التقليدية لتجربة دواء ضعف الانتصاب. يجب أن تأخذ دواء ضعف الانتصاب عند الحاجة وأن تفهم آثاره الجانبية المحتملة وكلفته.لكن بالنسبة إلى الرجل الذي كان يواجه عوارض خفيفة أو معتدلة من تضخم البروستات الحميد ثم أُصيب بضعف الانتصاب، يمكن أن يفكر بتجربة دواء «تادالافيل» لمعالجة المشكلتين معاً مادام يفهم السلبيات والإيجابيات بوضوح. يقول د. أوليري: «سيكون هذا العلاج مناسباً بالنسبة إلى الرجل الذي يواجه عوارض ضعف الانتصاب وتضخم البروستات الحميد ويريد حل المشكلتين بحبة واحدة».لكن قد تستمر عوارض تضخم البروستات الحميد حتى لو تحسنت القدرة على الانتصاب. يتابع معظم الرجال أخذ دواء ضعف الانتصاب إذا نجح في تحسين وضعهم. يمكن أن يفكروا في هذه الحالة بإضافة دواء آخر لمعالجة تضخم البروستات الحميد.
توابل - Healthy Living
هل تعالج أدوية ضعف الانتصاب المشاكل البولية؟
08-06-2013