أعرف أن بعض الأدوية مثل «فالتركس» يمكنها أن تخفّض حالات تفشي الهربس التناسلي ما إن نتناولها، لكن لماذا لا يتوافر حتى الآن لقاح لمنع هذا الهربس؟

Ad

بكل بساطة، الجهود كافة التي بُذِلَت لإنتاج لقاح يحمي من فيروس الهربس البسيط (النوع 1 والنوع 2) قد باءت بالفشل. وقد أظهرَت دراسة نشرتها مجلة New England الطبية في عدد 5 يناير الفائت أنّ اللقاح قد أثبت فاعليته بنسبة 60% في الحماية من عدوى فيروس الهربس البسيط نوع 1 (الفيروس المسؤول على القرحة الباردة)، في حين أنه بدا عديم الجدوى في منع عدوى فيروس الهربس البسيط نوع 2 (السبب الرئيس للهربس التناسلي). وقد شملت هذه الدراسة 8.323 امرأة غير مصابة بالعدوى، على خلاف دراسة صغيرة سابقة أشارَت إلى أن اللقاح قد حمى أكثر من 70% من النساء ضدّ عدوى فيروس الهربس نوع 2، في حين أنه كان عديم الجدوى عند الرجال.

من الصعب جداً تطوير لقاحات ضدّ الهربس، لا سيما وأنّ فيروسات كثيرة من هذا الداء لها دورات حياة معقَّدة وقد تظل راقدةً في الجسم لفترات طويلة. فحتى الآن، يبقى التلقيح ضدّ الحماق اللقاح الوحيد الذي أثبتَ فعاليته في الحماية من العدوى بأحد فيروسات عائلة الهربس.

أخيراً، يبقى على الباحثين مراجعة حساباتهم في ما يتعلّق بفيروس الهربس البسيط. فالأبحاث مستمرّة، لكن في الوقت ذاته، يمكن لمن سبَقَ أن أصيب بالهربس التناسلي تخفيض حالات التفشي إلى النصف وبالتالي تخفيض، وإلى حدّ كبير، خطر نقل الفيروس إلى الشريك بفضل تناول دواء مضاد للفيروسات مثل فالتركس أو فامفير بصورة يومية. كذلك أثبتت العوازل الذكرية الواقية فاعليتها في تخفيض خطر الإصابة بالفيروس أو نقله.

لماذا نزلات البرد أكثر شيوعاً في فصل الشتاء من باقي أيام السنة؟

ليس من الصدفة أن تكون نسبة الإصابة بنزلات البرد أو الزكام أو عدوى الجيوب الأنفية في فصل الشتاء أعلى من باقي أيام السنة. إذ تُعتَبَر بطانة الأنف والمسلك التنفّسي العلوي الحاجزَين الأولَين ضدّ العدوى. فعندما يبدأ الهواء يجفّ في فصل الخريف، يجفّ البيت بدوره. عندئذٍ تُسحَب الرطوبة في الجدارن، والسقف والأرض، الأمر الذي يتسبب بجفاف في جسمك أيضاً. كذلك نزيد حرارة الفرن من جفاف الهواء أيضاً، وأول شيء تلحظه هو انسداد الأنف. وكلما جفّت الأنسجة الأنفية وازدادت رقّتها، تصبح الشعيرات الرقيقة في أنفك أكثر عرضةً، فيتلطّخ المخاط بالدم عندما تمخِّط.

أمّا الأمر الثاني الذي تلحظه فهو ازدياد جفاف أنسجة الجسم، كاشفاً عن تشقّقات وشوائب في بطانة الأنف والمسلك التنفّسي العلوي. بدورها، تسمح هذه التشققات للفيروسات والجراثيم بالتغلغل في جسمك فتجد نفسك مريضاً عندئذٍ. لكن، ما يزيد الأمر سوءاً، هو أنّ ثمة نمطاً دورياً طبيعياً بحيث تزداد الفيروسات في هذه الفترة أكثر من الصيف. من دون أن ننسى أننا في فصل الشتاء، نبقى في الداخل أكثر، محاطين بأشخاص مصابين بالفيروس.