في تجربته الكوميدية الجديدة «حلم عزيز» يقدم السيناريست نادر صلاح الدين دعوة إلى الإنسان لمحاسبة نفسه في الحياة كي يحظى بالجنة ويبتعد عن النار. في حواره مع «الجريدة» يتحدث عن الفيلم وفكرة الاستعانة بتقنية الغرافيك لتقديم 45 دقيقة من أحداثه، مؤكداً أنه كتب العمل من دون أن يحدد أبطالاً بعينهم.

Ad

للمرة الأولى يتناول فيلم سينمائي فكرة الجنة والنار، ألم تفكر في المحاذير الرقابية عندما أطلقت «حلم عزيز»؟

إذا وضعت أمامي المحاذير الرقابية، فلن أقدم أي عمل جديد لأن التفكير بهذه الطريقة لا يساعد على الإبداع مطلقاً، كذلك الجانب الإنتاجي أيضاً لم أضعه في اعتباراتي لأنه قد يؤثر سلباً إذ ركزت فيه، خصوصاً مع ميزانية العمل المرتفعة.

استلهمت العمل من التراث والدين، وفكرة الثواب والعقاب مذكورة في القرآن الكريم، فما هي المشكلة في التعرض لها، خصوصاً أن ذكرها جاء كي نتخيلها ونعتبر، أي نترك العنان لخيالنا حول النعيم الذي ينتظرنا في الجنة والأهوال التي قد تنتظرنا في النار.

هل واجهتك مشاكل رقابية؟

على الإطلاق. أطلعت الرقابة على السيناريو وشاهدت العمل بعد انتهاء تصويره ولم تبد أي اعتراض.

لكن ثمة اعتراضات واجهت الفيلم؟

لم يواجه أي اعتراض. سمعت في وسائل الإعلام عن بلاغين من محاميين إسلاميين ضد الفيلم على اعتبار أن الجنة والنار من المقدسات ولا يجب المساس بهما، لكن لم أتسلم أي إخطارات رسمية. لا أعتقد أن من حق أحد أن يقوم بالوصاية على الأعمال الفنية، وأي تجاوزات كان سيتم الاعتراض عليها من الجهات الدينية المختصة سواء الأزهر أو الكنيسة.

يشبه الفيلم كتاب رجل دين إسلامي يتحدث فيه عن مزايا الجنة وويلات النار كي يقوم بهداية الناس، ويضع صوراً تخيلية سواء في صفحات الكتاب أو على الغلاف، ولا أعتقد أن ثمة فرقاً بين ما قد تتضمنه الكتب وما يُعرض على شاشة السينما.

هل كتبت الفيلم وفي النص فكرة الاستعانة بالغرافيك لشخصية والد عزيز التي قدمها شريف منير؟

لا، صاحب الفكرة المخرج عمرو عرفة. عندما جلسنا لنحضر للعمل سوياً فكرنا في تنفيذ مشاهد الوالد بهذه الطريقة وتحمست لها للغاية. فعلاً، أعدت صياغة السيناريو لهذه الشخصية بشكل مختلف في طريقة تحركها وظهورها واختفائها بما يتناسب مع الإمكانات الجديدة، ما جعلها أكثر تشويقاً للمشاهد.

ألم تجازف الشركة المنتجة بسبب ارتفاع ميزانية العمل في ظل الظروف الحالية؟

الفيلم تجربة مختلفة، خصوصاً أن نحو 45 دقيقة تم تنفيذها بطريقة الغرافيك، وهي تجربة جديدة على السينما المصرية، لذا كان لا بد من وجود المنتج المتحمس حتى يخرج العمل بالصورة المطلوبة وهو ما تحقق فعلاً، فلولا جودة الإنتاج لما حققنا هذا النجاح كله.

أظهرت في الفيلم ثلاثة زعماء (من بينهم الرئيس الليبي معمر القذافي) موجودين في النار، وهو ما اعتبر حكماً على مصيرهم في الأخرة؟

تزامن المشهد مع ظهور «عزيز» بطل الفيلم وهو في زي فرعون، وللتأكيد على أن الحساب سيكون لكل شخص مهما كان منصبه أو دينه، قدمت ثلاثة نماذج لزعماء من ثلاثة أديان مختلفة تحولوا إلى فراعنة وقتلوا شعبهم، فالقذافي قتل شعبه ورئيسة وزراء إسرائيل السابقة جولدا مائير ووزيرها موشيه ديان عذبا الفلسطينيين، وهتلر ارتكب مذابح في حق اليهود.

هل واجه الفيلم أي اعتذارات من الفنانين المشاركين فيه؟

لم أكتب الفيلم لأبطاله بل من دون أن يتم ترشيح أي فنان، وبعد ذلك تحمست «الشركة العربية» لإنتاج العمل وأُسند للمخرج عمرو عرفة الذي تولى ترشيح باقي الأبطال.

لماذا استعنت بمنة شلبي وأحمد رزق؟

الشخصيتان كانتا موجودتين في السيناريو ولم أكتبهما لهما خصيصاً، والمخرج اقترح اسميهما فوافقا مجاملة لفريق العمل.

ردد البعض أن العمل مقتبس من رواية للكاتب باولو كويلو؟

اطلعت على بعض روايات كويلو، لكني لم أقرأ أي واحدة تتضمن فكرة الفيلم نفسها. ربما يعتقد البعض أن الفيلم يتحمور حول فكرة أن رجل الأعمال عزيز يعلم أنه سيموت بعد 30 يوماً، لكنها ليست «الثيمة» الرئيسة.

تطرقت في فيلمي إلى فكرة تصاعد الأحلام في حياة الإنسان ومدى تصديقه لها، إضافة إلى الدعوة إلى العودة إلى الله وحساب الإنسان لنفسه، خصوصاً لمن يعتبر أن الدنيا بلا حساب، لذا جاء بطل الفيلم عزيز فاسداً في أكثر من مجال، ما يعني أن الفيلم بمثابة دعوة إلى التسامح والتصالح مع الآخرين.

هل تتجه إلى التخصص بشكل أكبر في الأعمال الكوميدية، خصوصاً أن تجاربك الأخيرة مثل «أمن دولت» تسير في الاتجاه نفسه؟

المشاهد المصري يحتاج إلى نوعية الأفلام الكوميدية الخفيفة في هذه الفترة، وهو ما يتضح في الكتابات الساخرة التي تحظى بنسب قراءة عالية والتي يتداولها المستخدمون أيضاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ما هو جديدك؟

أوشكت على الانتهاء من سيناريو فيلم «خيال الظل» وسيخرجه أيضاً عمرو عرفة. يشارك في بطولته أحمد عز ومنة شلبي، ويبدأ التصوير عقب إجازة عيد الفطر المبارك.