Ad

قال وزير التربية وزير التعليم العالي د. نايف الحجرف أن "قيادتنا السياسية تعتبر البحث العلمي‮ ‬مشروعاً‮ ‬استثمارياً‮ ‬ضرورياً‮ ‬لبناء المجتمع والأداة الأهم لتحقيق التنمية المستدامة".

وأضاف الحجرف في الكلمة التي ألقاها صباح اليوم نيابة عن سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد في حفل توزيع جوائز التميز والإنجاز العلمي بمعهد الكويت للأبحاث العلمية أن دولة الكويت أدركت في‮ ‬مرحلة متقدمة من تاريخها الحديث قيمة العلم ووعت أهمية البحث العلمي‮ ‬وعرفت معنى استشراف المستقبل والسعي‮ ‬إلى كل جديد ومبتكر،‮ لافتا إلى أنه وفي مسيرتها نحو النهضة والحداثة التزمت بنهج أساسي‮ ‬يتمثل في‮ ‬وضع العلم والبحث العلمي‮ ‬والتنمية البشرية المستدامة في‮ ‬طليعة اهتماماتها وفي‮ ‬مقدمة برامجها وخططها‮. ‬

خطة التنمية

وأوضح أن "هذا التوجه تجلى مؤخراً‮ ‬في‮ ‬خطة التنمية للدولة،‮ ‬فتضمنت‮ ‬هدفاً‮ ‬استراتيجياً‮ ‬يعنى ‬بالنهوض بأعمال البحث العلمي‮ ‬والتطوير"،‮ ‬لافتا إلى أن "الدولة منحت البحث العلمي‮ ‬دوراً‮ ‬متعاظماً‮ ‬لتحقيق التطلعات الوطنية في‮ ‬عدة مجالات ضمنتها خطة التنمية على رأسها استخدام الطاقات المتجددة لتوليد الكهرباء بما‮ ‬يحمله هذا التوجه من أهمية بيئية واقتصادية". وأشار إلى "أننا نتابع باهتمام ما‮ ‬يقوم به معهد الكويت للأبحاث العلمية في‮ ‬سياق توطين تقنيات الطاقة النظيفة والتعاون مع وزارة الكهرباء والماء لإنشاء مجمع طاقات متجددة،‮ ‬وكذلك تعاونه مع قطاعات حكومية وأهلية لتطوير تطبيقات نمطية لاستغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح"، آملا أن "تستمر هذه الجهود وتتعاظم من أجل تنفيذ أحد أهداف خطة التنمية بإنتاج ‮ في المئة‬5 ‬من نسبة إجمالي‮ ‬استهلاك الطاقة الكهربائية في‮ ‬دولة الكويت بواسطة الطاقة المتجددة"‮.‬

وشدد الحجرف على الاهتمام بالاستناد إلى ما يبديه المعهد من رأي استشاري علمي وتقني في حل المشكلات التي تواجه المجتمع وقطاعات عمله، مقدرا الخبرات التي تكونت لديه وحصيلة المعلومات القاعدية التي جعلت منه مؤسسة خبيرة بمشكلات التنمية في ظل ظروفنا المحلية وهو ما يميز المعهد عن أية مؤسسة بحثية أخرى، لذلك فإن ما تتوصل إليه أبحاثه ودراساته من نتائج ذات علاقة بمجالات البترول والطاقة والبيئة والمياه والزراعة والغذاء تأتي ملبية لحاجات البيئة المحلية ومتوافقة مع واقعها، مؤكدا العمل على توفير كل الظروف والإمكانيات في هذه المؤسسة الرائدة ومساندة خطتها الطموحة في مشروع التحول الاستراتيجي الذي سيمكنها من الوقوف على مسافة واحدة مع كبريات مؤسسات البحث الدولية.

التحول الاستراتيجي

من جهته، قال مدير عام معهد الكويت للأبحاث العلمية د. ناجي المطيري إن عام 2011/2012 ‬هو الثاني‮ ‬في‮ ‬عملنا بالخطة الاستراتيجية السابعة‮ ‬التي‮ ‬تعتبر واحدة‮ ‬من محاور مشروع التحول الاستراتيجي،‮ ‬مؤكدا أن هذا العام شهد العمل في‮ ‬135‮ ‬مشروعا بحثيا‮ تختص بمجالات‮ ‬البترول‮ ‬والبيئة،‮ والمياه ‬وموارد الغذاء والاقتصاد، ‬وتم الانتهاء من إنجاز‮ ‬65‮ ‬مشروعا‮ ومازال العمل جاريا في‮ 07‮ ‬مشروعا‮، كاشفا عن ارتفاع مساهمة عملاء المعهد من القطاعين الحكومي‮ ‬والخاص إلى نسبة‮ ‬89 في المئة ‬من إجمالي‮ ‬كلفة المشاريع والدراسات البحثية‮.

وكشف المطيري عن "نجاح أبناء المعهد في‮ ‬تحقيق زيادة لافتة في‮ ‬إيرادات العقود الجديدة‮ ‬الموقعة مع مؤسسات وطنية خلال العامين الماضيين‮ ‬لإنجاز دراسات ومشاريع بحثية‮ ‬وتقديم خدمات فنية واستشارية‮ ‬بنسبة تفوق ثلاثة أضعاف متوسط إيرادات العقود السنوية‮ ‬التي‮ ‬تم توقيعها خلال السنوات الثلاثة‮ من عام‮ ‬6002 وحتى العام‮ 9002".

وأوضح أنه "وفي‮ ‬سياق الاهتمام بالبنية التحتية‮ تابعنا العمل في‮ ‬تطوير مرافق المعهد القائمة‮ وإنشاء الجديد منها"، مشيرا إلى "أننا ‬شارفنا على الانتهاء من المرحلة الثانية لتطوير مركز أبحاث ودراسات البترول بالأحمدي"، مضيفا أن "أعمال البناء والتشييد‮ تتواصل الآن ‬لمركز أبحاث المياه‮ ‬ومبنى إدارة دعم الأبحاث،‮ ‬وتشيد هذه المراكز وفق أنظمة المباني‮ ‬الذكية وحسب المواصفات العالمية"، كما بدأ المعهد مؤخرا‮ ‬في‮ ‬إنجاز دراسات لتصميم وإنشاء العديد من المحطات البحثية،‮ ‬منها‮ ‬محطة اختبار تقنيات زراعة الروبيان في‮ ‬منطقة الخيران ‬ومحطة أبحاث الإنتاج الزراعي‮ ‬المستدام بمنطقة الصليبية،‮ ‬ومركز إدارة علوم البحار ومواردها بمنطقة السالمية،‮ لافتا إلى توجه المعهد لدراسة جدوى إنشاء مفاعل نووي‮ ‬للأبحاث‮ ‬يمكن أن‮ ‬يشكل نقلة نوعية في‮ ‬قدرات دولة الكويت وإمكاناتها البحثية‮.

مجالات متقدمة

وأضاف د. ناجي المطيري أن "السنوات الأخيرة شهدت تحقيق نقلة نوعية في‮ ‬أعمال المعهد‮ خاصة‮ ‬مع تبنيه مجالات بحثية متقدمة كتكنولوجيا النانو وتطبيقات سلمية للطاقة النووية ‬وإدارة الأزمات والكوارث،‮ ‬وتقييم المخاطر والبنى التحتية،‮ ‬بالإضافة إلى‮ ‬مجال الطاقة المتجددة الذي‮ ‬يواكب حركة التقدم الاقتصادي‮ ‬والاجتماعي‮ ‬والبيئي‮ ‬ويرسخ لأساليب ومشاريع‮ ‬تحفظ لأجيال الكويت موارد اقتصادية بالغة الأهمية،‮ وفي‮ ‬هذا السياق‮ وضع المعهد استراتيجية الطاقة المتجددة في‮ ‬دولة الكويت‮ لتحقق توجيهات‮ صاحب السمو‮ ‬أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ‬الخاصة بالاستفادة من تقنيات الطاقة الشمسية والحرارية وطاقة الرياح،‮ ‬ومؤخرا قام المعهد بإجراءات ودراسات بحثية بالتعاون مع وزارة الكهرباء والماء‮ ‬لإنشاء مجمع لتقنيات الطاقة المتجددة‮ ‬من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في‮ ‬منطقة الشقايا‮ ‬ويغذي‮ ‬الشبكة الكهربائية العامة بـ‮ 07ميغاوات‮،‮ ‬وتمكنت دراساته‮ ‬من وضع أكفأ السيناريوهات المتاحة لتوطين تقنيات توليد الطاقة المتجددة للفترة من عام‮ 2102 ‬وحتى العام‮ 0302،‮ ‬وسوف‮ ‬يسهم مجمع تقنيات الطاقة المتجددة في‮ ‬مرحلته الأولى‮ من سد احتياجات البلاد بأقل من‮ ‬1 في المئة‮ ‬تقريبا من الطاقة،‮ وسيكون باستطاعته توفير ما نسبته‮ 01 في المئة ‬من حاجة البلاد للطاقة في‮ ‬العام 0302، مشيرا إلى أن المعهد مع يشارك وكالة الفضاء الأميريكية‮ "‬ناسا‮" ‬في‮ ‬مشروعين علميين‮ ‬سيتم من خلالهما‮ ‬تطوير مجسات لاستكشاف المياه الجوفية على كوكب الأرض،‮ ‬والمشاركة في‮ ‬مهمة فضائية‮ وسيكون المعهد هو مركز تلقي‮ ‬البيانات من قمر صناعي‮ ‬وسيتولى باحثوه تحويل البيانات إلى خرائط،‮ وتصل تكلفة المشروعين إلى حوالي‮ ‬175‮ ‬مليون دولار‮.