«الوطني» يتهم النظام... و«الجيش الحر» ينفي مسؤوليته... وموسكو تشكك في تورط أطراف خارجية

Ad

بعد التفجير الذي تعرض له موكب رئيس بعثة المراقبة الدولية في سورية الجنرال روبرت مود في درعا، كانت العاصمة السورية دمشق أمس على موعد مع تفجيرين إرهابيين أوقعا أكثر من 55 قتيلاً و372 جريحاً.

هز انفجاران دمويان أمس العاصمة السورية دمشق، هما الأعنف منذ انطلاق الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وبحسب وزارة الداخلية فإن الانفجارين نفذهما انتحاريان وأوقعا 55 قتيلاً و372 جريحاً.

من ناحيته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض أن عدد قتلى الانفجارين وصل الى 59، مشيراً الى أن معظم المصابين هم من عناصر الأمن.

ووقع الانفجاران قرب "مفرق القزاز" على المتحلق الجنوبي بدمشق قرب مركز الأمن العسكري - فرع الدوريات، وأحدثا دمارا كبيراً في المباني المحيطة والسيارات المارة والمتوقفة. واتهمت السلطات مجموعات إرهابية مسلحة بالوقوف وراء الهجوم، في وقت ردت المعارضة باتهام النظام بالمثل.

ووقع انفجار في حلب (شمال) ثاني كبرى المدن السورية أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، بحسب ما أفادت مصادر متطابقة. وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي ان "انفجارات قوية عدة سمعت في المدينة أيضا منذ بعد منتصف الليل رافقها إطلاق رصاص في ما يبدو انه اشتباك لم تتضح ملابساته". وكانت قناة "المنار" التابعة لحزب الله الموالي لآل الأسد افادت عن وقوقع انفجار في منطقة العيرمون في حلب، دون ان تعطي مزيدا من التفاصيل.

مود

وزار رئيس بعثة المراقبين الدوليين الى سورية الجنرال روبرت مود موقع التفجيرين في دمشق، وقال في تصريح نقلته وكالة الانباء السورية (سانا): "أود أن اتوجه بالتعازي الحارة لكل أفراد الشعب السوري ولعائلات ضحايا هذه الاعمال الفظيعة"، وأضاف: "اتوجه الى كل من يدعم ويقف وراء مثل هذه التفجيرات سواء في داخل سورية او خارجها بالقول إن عليهم أن يدركوا أن هذه التفجيرات تسبب المزيد من المعاناة للسوريين، وعليهم أن يتوقفوا عن ذلك وإعطاء فرصة للسوريين بالتقدم باتجاه سلمي دون أن يتم قتل الأبرياء".

وتابع الجنرال مود: "بعثتي هي على الأرض في سورية ومع الشعب السوري ولا أعتبر ما حدث رسالة لبعثتي، لذلك فإن رسالتي للجميع ولكل من يقوم بارتكاب هذه الأعمال الفظيعة هي أن يتوقفوا عن ذلك ويتيحوا الفرصة للشعب السوري بالتقدم نحو الأمام بشكل سلمي وبأقل الضحايا".

أنان

من ناحيته، دان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سورية كوفي أنان التفجيرين في دمشق، معتبراً انهما "غير مقبولين"، حسبما اعلن المتحدث باسمه. وأوضح المتحدث باسم أنان أحمد فوزي في بيان أن المبعوث الأممي يعتبر "هذه الاعمال شائنة وغير مقبولة ويجب أن تتوقف"، مضيفا أن "الشعب السوري عانى ما يكفي". وأضاف البيان أن "كل عمل يؤدي الى تصعيد التوتر ومستوى العنف سيؤدي الى نتيجة عكسية بالنسبة الى مصالح جميع الأطراف".

«المجلس الوطني»

واتهم المجلس الوطني السوري المعارض النظام السوري بتدبير انفجاري دمشق. وقال عضو المكتب التنفيذي في المجلس سمير نشار إن النظام يقف وراء هذه التفجيرات "ليقول للمراقبين انهم في خطر (...) وليقول للمجتمع الدولي ان العصابات المسلحة والقاعدة تتجذر في سورية". وأضاف نشار: "اذا كانت القاعدة وعصابات إرهابية تقوم بالتفجيرات، لماذا لم تفجر يوم الانتخابات لتمنع الناس من المشاركة فيها؟". وتوقع نشار أن تستمر التفجيرات "لا سيما في ايام الجمعة او قبل ايام الجمعة للحد من التظاهرات التي يعجز النظام عن كبحها". وتابع: "للأسف، تأخر المجتمع الدولي في سورية يفتح المجال للنظام للقيام بالمزيد من هذه الأعمال".

إلى ذلك، جدد الجيش السوري الحر المعارض التزامه بوقف إطلاق النار ونفى علاقته بالتفجيرين.

موسكو

أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي تدعم بلاده النظام السوري، فقد اعتبر أن مجلس الامن الدولي لن يشرع التدخل الخارجي في سورية، مؤكدا ان بلاده تقف بشكل صارم ضد التدخل الخارجي. واعرب عن شكوكه في وجود قوى خارجية تقف وراء سلسلة التفجيرات الارهابية الاخيرة في سورية، متهماً "بعض الاطراف بالعمل على تفجير الأوضاع "، موضحا أن "روسيا تتعرض لضغوط من اجل تغيير موقفها حيال سورية لكن موسكو لن تستجيب لهذه الضغوط".

(دمشق - أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)