في تجربته الإخراجية الأولى «الألماني» يناقش المخرج علاء الشريف مشكلة البلطجة المنتشرة في الشارع المصري، مشيراً إلى أنه تعجل في عرض الفيلم كي لا يتهم بالاقتباس، لا سيما أن غالبية دراما رمضان هذا العام تناقش هذه الظاهرة بشكل أو بآخر.

Ad

كيف جاءتك فكرة فيلم «الألماني»؟

من الفيديوهات التي انتشرت عبر الإنترنت لعرض الأحداث في ميدان التحرير خلال موقعة الجمل، وتخيلت أم شاب من البلطجية الذين دخلوا إلى الميدان وهي تشاهد ابنها والمجتمع كله يطالب بقتله لأنه المسؤول عن ارتكاب جريمة تم تصويرها وتداولها عبر الإنترنت.

لماذا لم تكتب الأحداث بهذه الصياغة؟

استغرقت كتابة الفيلم حوالي شهرين وفضلت عدم التعرض للثورة، كي لا يكون ساحة للآراء الشخصية، لأن معرفة انطباع مسبق عن الفيلم سيؤدي إلى منع جمهور معين من الإقبال على مشاهدته وتشجيع جمهور آخر على الدخول، لذا فضلت تغييب الزمان الذي تدور فيه الأحداث.

لم يشارك في الفيلم أحد نجوم الشباك، بل استعنت بعدد كبير من الوجوه الجديدة.

كما ذكرت، كنت منتج العمل الأساسي، ولم أستطع أن أتفق مع نجوم كبار، والاختيارات كانت في حدود المتاح بالنسبة إلي. أعتقد أن الوجوه الجديدة التي استعنت بها كانت موفقة إلى حد بعيد، وجميع الممثلين بذلوا مجهوداً كبيراً لأجل اتقان الشخصيات التي يجسدونها.

هل تشعر بالرضا عن الفيلم؟

بنسبة كبيرة، مع الأخذ في الاعتبار أن العمل تجربتي الأولى وواجه صعوبات إنتاجية كثيرة، إذ كنت أنتجه في البداية على نفقتي الخاصة قبل أن يدخل معي منتج شريك في نهاية العمل.

لماذا لم تطرحه بعدد كبير من النسخ واكتفيت بـ25 نسخة؟

كان من المفترض أن يطرح الفيلم بعدد أكبر من النسخ، لذلك أُدرج على خارطة الموسم الصيفي ولم يكن معه سوى «المصلحة» و{ساعة نصف»، لكن المنتجين دفعوا بأعداد أكبر من الأفلام السينمائية في دور العرض من بينها «حلم عزيز» و{جيم أوفر» وغيرها من أعمال تفضلها الصالات لأنها تضم نجوماً يجذبون الجمهور، فلم يكن أمامي سوى طرح الفيلم بهذا العدد.

لماذا لم تفكر في تأجيله؟

لأن التأجيل لن يكون في صالح العمل، وسأتهم بالاقتباس من دراما رمضان التي تتعرض لمشكلة البلطجة نفسها، حتى إن آسر ياسين يقدم مسلسلاً باسم «البلطجي»، على رغم أنني كنت أول من فكر في تقديم عمل يتناول هذه الظاهرة. عموماً، الخسارة من طرح الفيلم ستكون أفضل بكثير من مكاسب تأجيله إلى عيد الفطر مثلاً، فالجمهور لن يذهب ويدفع ثمن تذكرة لفيلم سينمائي يتناول ظاهرة شاهدها في رمضان بكثرة.

رافقت الفيلم دعاية محدودة للغاية، ما السبب؟

الدعاية الضخمة تحتاج إلى ميزانية كبيرة لا أملكها، لذا اعتمدت بشكل كبير على الدعاية بين الجمهور، وهو ما حدث فعلاً فحققت دور العرض حيث طرح الفيلم إيرادات جيدة للغاية مقارنة بالأفلام التي كانت موجودة في الفترة نفسها.

ما هي أصعب مشاهد الفيلم؟

المشاهد الخارجية التي صورناها في منطقة الحطابة. واجهنا صعوبة كبيرة بسبب ارتفاع درجة الحرارة في المنطقة، لكن مساعدة الأهالي لنا أعانتنا كثيراً على إنجاز المشاهد بشكل جيد.

ثمة مقارنة بين فيلمك «الألماني» و{إبراهيم الأبيض» لمروان حامد، الذي أدى بطولته أحمد السقا قبل سنوات؟

«إبراهيم الأبيض» أحد أجمل تجارب الحركة في السينما المصرية ولا يمكن مقارنته مع «الألماني» لأنه فيلم اجتماعي في المقام الأول يرصد معاناة أسر مصرية وليس فيلم حركة، فضلاً عن أن فكرة البلطجة يمكن تناولها بطرق مختلفة وعبر تجارب فنية كثيرة، والفيصل في النهاية يرجع إلى طريقة السرد والتي تفصل تجربة عن أخرى.

قصدت من خلال «الألماني» أن أقدم صورة للأشخاص الفقراء الذين يفضلون العيش بعيداً عن المشاكل، لكنهم في النهاية يدفعون ثمن الأخطاء التي يرتكبها الكبار. مثلاً، في الثورة المصرية، كان العمال الذين يرتزقون يوماً بيوم أكثر الفئات تضرراً وعندما طالبوا بحقوقهم نظر إليهم كثر على أنهم يرتكبون الخطأ الأكبر.

ألا ترى أن الاستعانة بالمذيعة أنجي علي لم يكن له مبرر، خصوصاً أن أي ممثلة كانت لتقوم بدورها؟

تربطني علاقة صداقة قوية معها، وظهورها كان في شخصيتها الحقيقية لأني كنت بحاجة إلى جعل الجمهور يصدق أنني فعلاً في أستوديو لإحدى المحطات. عرضت الفكرة عليها فوافقت فوراً ومن دون تردد.

لماذا اخترت بطل الفيلم أكبر سناً من الشخصية التي يقدمها؟

البلطجي لا يُحسب بالعمر، بل بطريقة تعامله مع الآخرين ومدى جرأته وشجاعته، ومن الممكن جداً أن يكون البلطجي أصغرهم سناً. جاء اختياري محمد رمضان لكونه الشخص الأكثر مناسبة للدور، فهو ممثل موهوب ويبذل مجهوداً كبيراً في عمله وأعتقد أنه وفق إلى حد كبير.

يتضمن الفيلم بعض المشاهد المثيرة المبالغ فيها، فضلاً عن كثرة الأغاني الشعبية غير الضرورية.

السينما صناعة، ويجب على القائم بها أن يقدم للمتلقي ما يريده، لأن الجمهور هو الذي يدفع للمنتج كي يصنع فيلماً جديداً يرضي الناس ويرضيني أيضاً كمخرج. أما بالنسبة إلى الأغاني الشعبية، فأعتقد أنها مثلت إضافة حقيقية إلى الفيلم، بل إن الجمهور كان يريد أن توضع الأغاني كاملة وليس مقاطع منها فحسب، كما أن عرضها على المحطات الفضائية كان بمثابة دعاية مجانية للفيلم.

وجديدك؟

أحضر لفيلم كوميدي جديد أبدأ في تصويره قريباً بعد الانتهاء من اختيار فريق العمل.