العسل والماء والتمر، ثلاثية غذائية مثالية في شهر الصوم، لأنها تساعد على صفاء الذهن والعناية بالدماغ، باعتبارها موفراً جيداً للغلوكوز والغذاء الرئيس للدماغ، يؤكد د. سامح صقر، أستاذ الدماغ والأعصاب في كلية طب قصر العيني. في لقائه مع «الجريدة» يقدّم صقر نصائح حول العناية بالدماغ والاحتفاظ بذهن متقد طوال ساعات الصيام. ما أهمية الصوم في الحفاظ على جسم سليم وذهن نشيط؟توصي الدراسات الحديثة بالامتناع عن تناول الطعام فترات محددة، أي الصيام، لأنه يقي من جلطة الدماغ ويرفع معدلات الذكاء. من فروضنا الدينية الصيام لمدة شهر في العام، وهي فرصة ذهبية للحفاظ على الدماغ باعتباره أهم أعضاء الجسم وأكثرها حساسية وحاجة للعناية، كون خلاياه لا تعوّض، وإعادة تنظيم عمل الجسم بشكل يراعي المعايير الصحية، والتخلص من الكولسترول والدهون الثلاثية والسموم المتراكمة على مدار العام التي تمنع تدفق الدم بصورة نموذجية إلى الدماغ، ما يؤثر على عمله ويؤدي إلى انخفاض معدل كفاءته.باختصار، يوفّر الصيام الصحي احتياجات الدماغ من الغذاء ويساعد على بقاء الذهن حاضراً والعقل نشطاً ويؤخر تعرض خلايا الدماغ للتلف.هل للدماغ غذاء؟بالتأكيد، يتكوّن أساساً من الغلوكوز والأوكسيجين المحمول إليه في الدم بنسبة 20% من مقدار الدم في الجسم، على رغم أنه لا يشكل إلا 2% من وزن الإنسان، لذلك توفير الغلوكوز في وجبات الإفطار والسحور ضروري بالنسبة إلى عمل الدماغ.ما المواد التي توفّر «غذاء الدماغ»؟العسل بشكل أساسي، فهو صديق للدماغ ويحافظ على نشاطه. عند تناول ملعقة عسل نحل طبيعي فإنها تمر بعملية هضم سريعة ثم يتحوّل العسل إلى غلوكوز ويرسل مباشرة إلى الدماغ، لذا أنصح الصائم بتناول ملعقة عسل قبل وجبة الإفطار مباشرة، كذلك يعدّ التمر من الفاكهة التي تحتوي نسب غلوكوز مرتفعة وهو محبب في شهر رمضان.ماذا بالنسبة إلى السحور؟أنصح بتناول الفول والبقوليات عموماً، لأنها غنية بنسب غلوكوز مرتفعة وتحتاج إلى فترة طويلة للهضم قد تستغرق ثماني ساعات، ما يعني ضمان وجود غلوكوز للدماغ طوال ساعات الصيام. هكذا نتجنب الصداع وانعدام التركيز، خصوصاً قبل الإفطار بساعات قليلة.هل الصداع بعد الإفطار أمر طبيعي؟هو طبيعي عند الغالبية بسبب الإفراط في تناول الطعام، ما يؤدي إلى سحب كميات ضخمة من الدم والأوكسيجين إلى المعدة لهضم الطعام، ويؤثر مباشرة على حصة الدماغ من الدم ويصيب بالصداع والإرهاق وانعدام التركيز، وهي حالة تزول تلقائياً بعد ساعتين من تناول الطعام عندما تنتهي المعدة من هضمه.بماذا تنصح لتجنب الصداع؟عدم تكديس الطعام في وجبة الإفطار وتوزيعه على مدار ساعتين، تبدأ بتناول ثلاث حبات من التمر مع شرب كوبين من الماء، بعد ربع ساعة نتناول طبق الحساء، وبعد ربع ساعة نتناول طبق السلطة الذي لا بد من أن نعامله على أنه طبق رئيس في وجباتنا، وبعد نصف ساعة نتناول طبقاً صغيراً من الرز أو المعكرونة أو ربع رغيف من الخبز أو مقدار ثمرة بطاطا مع قطعة لحم صغيرة لا تتجاوز 100 غرام أو ربع دجاجة أو سمكة واحدة، بعدها بساعة نتناول ثلاث ثمرات من الفاكهة الموسمية ويفضل التنوع بين ألوانها.ماذا عن السوائل والمشروبات المرطبة؟أفضل مشروب هو الماء ويُستحسن أن نشرب حتى الارتواء، خصوصاً أن الصيام يأتي هذا العام في ذروة أشهر الصيف، وانخفاض معدل المياه في الجسم له انعكاسات خطيرة على الصحة عموماً وصحة الدماغ خصوصاً.كيف تنعكس قلة معدل الماء في الجسم على أداء الدماغ؟مع ارتفاع درجات الحرارة يفقد الصائمون كميات من المياه خلال ساعات النهار نتيجة للعرق، ما يؤدي في بعض الحالات إلى لزوجة في الدم وتصلب الشرايين وجلطات، لذلك الجلطة أحد أكثر أمراض الدماغ في رمضان، ففي كل خمس حالات تكون أربع حالات مصابة بالجلطة نتيجة العادات الغذائية الخاطئة في شهر رمضان، ذلك أن البعض يتناول كميات كبيرة من الدهون والكربوهيدرات والموالح على حساب الخضراوات والفاكهة.ما نصيحتك لمرضى القلب وتصلّب الشرايين والسكّري؟أنصحهم بعدم الصيام، وإذا أصروا فيفضل ألا يمتنعوا عن شرب المياه لأن الامتناع عن المياه يعني إصابة مؤكدة بالجلطة التي غالباً ما تكون في الدماغ.ما الأغذية التي تقاوم أمراض شيخوخة الدماغ؟ليعمل بنشاط وحيوية يحتاج الدماغ إلى فيتامينات متوافرة في مختلف العناصر الطبيعية، وهي مسؤولة عن تحويل الكربوهيدرات إلى عناصر مغذية للدماغ، وإنتاج الناقلات العصبية التي يحتاجها الدماغ للقيام بمهام وظائفه.أين تتوافر هذه الفيتامينات؟في الأغذية التي تحمل كربوهيدرات معقدة كالفاكهة، خصوصاً التوت والتفاح والعنب، الخضراوات على اختلاف ألوانها، الحبوب الكاملة كالقمح والرز، وتعد وجبة القمح المنقوع في اللبن مفيدة للحفاظ على الذاكرة، يمكن تناولها في السحور لأنها تحسن أداء الدماغ في ساعات النهار. أما المكسرات التي تعدّ ضيفاً رمضانياً دائماً، فهي مفيدة جداً للدماغ مع عدم الإكثار من تناولها، ويفضل تناول ثلاث حبات منها في اليوم الواحد على الأكثر. كذلك تحتوي الأسماك، خصوصاً الماكريل والرنجة والتونة والسلمون، على أحماض أوميغا 3 (أحماض دهنية غير مشبعة) وهي من أقوى وسائل محاربة فقدان الذاكرة وتقويتها.
توابل - صحتنا
د. سامح صقر: الصوم يحارب جلطة الدماغ ويعزز الذكاء
27-07-2012