شهد تجمع ساحة الإرادة مساء أمس مواجهات بين رجال الأمن وعدد من المواطنين عقب ختام فعاليات التجمع الذي أقامته «نهج» تحت عنوان «كفى عبثاً». وفور انتهاء الندوة، نظمت مجاميع شبابية بمشاركة عدد من النواب السابقين مسيرة، إلا أن الحواجز التي وضعتها وزارة الداخلية حالت دون استكمال مسيرتهم مما أدى الى حدوث مواجهات ومصادمات بين الطرفين. واشتبك رجال الأمن مع الحضور الذين حاولوا انتزاع الحواجز الأمنية، وتسبب ذلك في إصابة بعض المواطنين نتيجة التدافع وضرب رجال الأمن لهم بالمطاعات.وواصلت كتلة الأغلبية والقوى السياسية المؤيدة لها رفع سقف الخطاب السياسي بصورة غير مسبوقة عبر توجيه كلمات مباشرة الى سمو أمير البلاد، معلنة رفضها تغيير النظام الانتخابي بمرسوم ضرورة.وقال النائب السابق مسلم البراك إن «الكويت تمر اليوم بأسوأ مراحلها، وقد طفح الكيل، لذلك نقف في ساحة الإرادة لتوجيه خطاب مباشر للأمير عن ممارسات السلطة».وشدد البراك في كلمته على أنه: «لن نسمح بممارسة الحكم الفردي، كنا في السابق نعطي للمكانة الاجتماعية قيمة، لكن الآن يحق لنا أن ننتقد السلطة»، متسائلاً: «هل تعرف يا صاحب السمو أنك بخلاف أسلافك حصلتم على الإمارة من الشعب، ويشترك معك في هذه الميزة صباح الأول، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟».وتساءل النائب في المجلس المبطل د. حمد المطر: «هل السلطة تعتقد أن الانتخابات بصوت أو بصوتين ستنهي المشكلة؟»، مستدركاً «الموضوع كرامة شعب أهين».وقال المطر إن المسألة ليست عدد الأصوات والدوائر، فهذه رسالة الإعلام الموجه الفاسد الذي يفرق بين الشعب الكويتي، لافتاً الى أن الشعب لا ينسى من قال: «عطوني الكويت دكا دكا».وشدد النائب السابق عبدالله البرغش على أنه يجب أن تحترم إرادة الشعب، مؤكداً أن «الشعب لم ينتفض بحثاً عن مال أو منصب أو جاه، بل انتفض بحثاً عن حريته وكرامته، ولا يمكن أن يتراجع».قال النائب السابق مسلم البراك انه سيغني ادارة الفتوى والتشريع التي ذهبت للبحث عن المقصود بمفهوم السلطة، مشيرا الى ان كلمته موجهة الى سمو الامير الشيخ صباح الاحمد.وأضاف: «لا خير فينا اذا لم نقلها ولا خير فيكم اذا لم تسمعوها»، مؤكدا ان «الكويت تمر اليوم بأسوأ مراحلها، فاعذرني يا سمو الامير قد طفح الكيل وفي قلوبنا غصة، لذلك نقف في ساحة الارادة لتوجيه خطاب مباشر للامير عن ممارسات السلطة».وتابع: «هناك امران يخشى عليهما الناس الحياة والرزق وهذه بيد الله. ونحن لا نخشى في الله لومة لائم، لا المطاعات ولا السجون الجديدة، واذا كان السجن عقابا على كرامتنا فهو خير لنا».وأضاف: «سيدنا سليمان يا سمو الامير لم يمنعه مستشاروه ان يستمع الى نملة ونحن شعب افضل من النملة، واليوم اخاطبك لانك الوحيد بالسلطة لانه لا يوجد مجلس امة ولا حكومة والصوت صوتك ولا صوت في البلد الا صوتك»، متابعاً: «لن نسمح بممارسة الحكم الفردي، كنا في السابق نعطي للمكانة الاجتماعية قيمة، لكن الان يحق لنا ان ننتقد السلطة»، متسائلا: «هل تعرف يا صاحب السمو انك بخلاف اسلافك حصلتم على الامارة من الشعب ويشترك معك في هذه الميزة صباح الاول، فهل جزاء الاحسان الا الاحسان؟!.وقال: «يا سمو الامير حافظ على الدستور يحفظك الشعب، وهو حزامك اذا ضاقت عليك الايام»، لافتا الى ان «الخرافي شريك اساسي في (القبس) ضمن خمس عوائل لها دور وطني، ومع ذلك نشرت افتتاحية ترفض مرسوم الضرورة، فإذا عجز الخرافي ان يقنع شركاءه فهل يقنعك يا سمو الامير؟!».ولفت الى ان «محطة بي بي سي تحدثت عن ولاية العهد ولم تستنكر الحكومة ووزارة الخارجية ذلك، فهل هذا كله من اجل الصوت والصوتين؟»، مستدركا بالقول: «هل تذكرون سيد حسين القلاف حين خرج من لقاء سمو الامير وقال ان ناصر المحمد حاكم البلاد الـ17؟!».وحذر البراك من ان البلد صار في محل عبث اليوم، وهناك لاهون في الصوت والصوتين، والعنف لا يجلب الا العنف المضاد، «فاليوم نحاكم نحن مع مجموعة شباب، ونحن مستعدون ان نتحمل ما فعلناه».واستدرك بالقول: «يا سمو الامير تطلب تطبيق القانون، ولكن الجاهل يضرب الشعب ولم يحاسب، وطلال الفهد اقتحم الاتحاد وتعطيه مليوني دينار»، مضيفا: «يقولون انه سيتم انزال الحرس الوطني والجيش، ونقول والله لو ينزل الجيش والحرس الوطني لن يثنينا شيء عن مناصرة الشعب».البحث عن الكرامةمن جانبه، قال النائب السابق عبدالله البرغش في البداية «أود أن أتقدم بجزيل الشكر إلى كل من لبوا النداء من أحرار الكويت الذين أبوا إلا أن ينصروا النائب جمعان الحربش حين قال لمجموعة الفساد، عدّوا رجالكم وسنعد رجالنا»، مشيرا إلى أن الشكر موصول إلى كل شيوخ القبائل الذين وقفوا مع الحق والشعب الكويتي ولم يرضوا بالظلم.وأضاف البرغش «إذا نزلت رسائلنا دون صاحب السمو فلا فائدة منها، ويجب أن تحترم إرادة الشعب، واليوم نريدك أن تسمعها منّا يا صاحب السمو مباشرة، وليس عن طريق مستشاريك الذين لا ينقلون لك الحقيقة، الشعب لم ينتفض بحثا عن مال أو منصب أو جاه بل انتفض بحثا عن حريته وكرامته، ولا يمكن أن يتراجع».وأوضح البرغش أن «سمو رئيس الوزراء عندما نحدثه عن التجاوزات، يقول ليس الأمر بيدي، هذه الأمور تأتي من سمو الأمير ويرمي المسؤولية عليك»، متابعاً «ونحن نقول لك يا سمو الأمير إذا لم نحصل على إصلاحات سياسية فلا طبنا ولا غدا الشر، وجابر المبارك وناصر المحمد لا يصلحان نريد رئيس وزراء يمكن أن نحاسبه».وزاد البرغش «يا سمو الأمير لا تترك الأمر وأنت رئيس الدولة حتى تصل الأمور الى نقطة اللاعودة، وعندها سنقولها بأصوات مدوية، ولن نخاف في الله لومة لائم».الشعب لن يتراجعوتساءل النائب في المجلس المبطل د. حمد المطر هل السلطة تعتقد أن الانتخابات بصوت أو بصوتين ستنهي المشكلة؟ مستدركاً «الموضوع كرامة شعب أهين».وقال المطر إن المسأله ليست عدد الاصوات والدوائر فهذه رسالة الاعلام الموجه الفاسد الذي يفرق بين الشعب الكويتي، لافتا الى أن الشعب لا ينسى من قال «عطوني الكويت دكا دكا».ولفت الى ان «قبل الغزو كان هناك رئيس وزراء حقيقي وهو شيخ سعد العبدالله، رحمه الله، لكن اليوم ليس لدينا حكومة حقيقية»، مشددا على أن نفس الشعب طويل ولن يتراجع، مضيفا «اليوم لن نخضع ولن نسكت عن الحق، والكراسي لا تهمنا، وما يهمنا هو أن يمشي المركب بأمان»، مستدركا بالقول «عيب عليكم وإن عبثتم في دستورنا فسنواجهكم».وأكد أن «الشيخ أحمد صباح السالم الصباح بعث لي اليوم برسالة يقول فيها: (ذهب وتنك ولا يريد تجار التنك إلا تقديم سلعته، وقلت له الذهب مثلكم موصل جيد للكهرباء لماذا تصمتون ولا توصل صوتكم؟ وكان رد الشيخ، نحن من الأسرة الحاكمة وليس من الحزب الحاكم»، مضيفا «قلت له اني بقول هذه الرسالة في ساحة الإرادة فرد علي الشيخ، أهم شي ان الشيخ نواف ليس في الحزب لكن اهل المسيلة كلهم وراه».وقال ممثل الحركة السلفية فهيد الهيلم: «السيادة والفراسة أن تقول كلمة الحق في وقتها، والمستشارون الذين التقوا الأغلبية وطلبوا التأجيل مراعاة للوفود التي تزور الكويت لم يتطرقوا الى حقوق الشعب الكويتي»، مضيفاً: «تريدون أن نراعي ملك بورما الذي قتل دم شعبه والجزارين، نقولها لا أهلا ولا سهلا بهم».وأكد ان «العدل أساس الملك والحكم، وهو العدل بين شرائح المجتمع، وبالأمس القريب ظهر علينا بعض وسائل الاعلام يلمز بعض السياسيين والنواب»، مبينا أن جمعان الحربش محشوم عن الخطاب الطائفي فهو الذي حاسب السلطة الفاسدة.وقال الهيلم: «إن ما لا نرتضيه ان تخضع السلطة لحفنة من المفسدين، وخبل من الخبول يخرج ويطالب الأسرة بتوكيله لرفع قضايا علينا، وأقول ان الدستور ١٨٣ مادة، واحدة منها فقط هي التي تحدثت عن الاسرة والبقية عن صلاحيات الشعب»، موضحاً انه لولا مؤتمر جدة والجالسون به لما عادت الاسرة الى السلطة.وأضاف: «تعساً لمن يشكك في ولاء حضور ساحة الارادة ويطالب بالاطلاع على بطاقاتهم المدنية»، مشيرا الى ان «سقف البراك هو الاعلى اليوم فلن نصل إليه، والفيتو الاحمر لكل من يتعدى على حقوق الشعب الكويتي».خطاب مباشروقال ممثل الحركة الشعبية الدستورية فهاد العجمي ان «الخطاب اصبح مباشرا لان مستشاري الديوان الاميري كانوا في مجلس الامة وطردهم الشعب واليوم ينقلون الصورة الخاطئة لصاحب السمو»، مستدركا: «لماذا الصمت من ابناء الاسرة والاتكال على ابناء الشعب؟».وقال ممثل الجبهة الوطنية د.مشاري المطيري: «إنه سيأتي اليوم الذي ستكون فيه الكفاءة هي المعيار لتولي شؤوننا»، مؤكداً أن «السيادة اليوم للأمة مصدر السلطات».وأضاف: «سيأتي اليوم الذي سنصوت فيه للنظام البرلماني الكامل بدلاً من النظام العبثي القائم الآن»، مشيرا الى أنه «لأول مرة في التاريخ يقابل طلب المستشارين بالرفض، ما سألتم لماذا هذا الرفض؟».مسيرة تصطدم بحواجز «الداخلية»عقب انتهاء فعاليات ندوة «كفى عبثا» في ساحة الارادة انطلقت مسيرة يتقدمها النواب وتضم عددا من الشباب باتجاه الطريق المؤدي إلى المستشفى الاميركاني، حيث تصدت لهم قوات الأمن ومنعتهم من التقدم بوضعها الحواجز الحديدية.وفي هذه الاثناء قام حوالي 6 اشخاص بتجاوز الحواجز الحديدية وعبورها فقام رجال الامن بالامساك بأربعة منهم فيما تمكن اثنان من الهرب باتجاه المتجمهرين، وشوهد النائب السابق وليد الطبطبائي يقف بعيدا متفرجا على ما يحدث، واثناء ذلك طالب النائب مسلم البراك رجال الأمن بالافراج فورا عن المعتقلين من الشباب مؤكدا «أننا لن نبرح مكاننا هذا إلا بعد الافراج عنه وسنخرجهم بالقوة إذا استدعى الامر».وقال البراك: «أنا وشواربي ما راح نمشي إلا ومعي المعتقلون»، وأقول لوزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود «نحن مستعدون لعمل شيء أكبر من الفوضى وسنذهب إلى منظمة حقوق الانسان وأقسم بالله بأن ارواحنا فداء للكويت».وبعد ذلك قام الشباب بالجلوس على الارض في تحد منهم لمطالبات رجال الأمن بالابتعاد عن الحواجز، حيث أكد المتجمهرون من الشباب أنهم لن يرحلوا وسيكملون مسيرتهم بالاتجاه الذي يرغبون به لافتين إلى أنهم سيمنحون رجال الداخلية مهلة نصف ساعة وبعدها سيكملون مسيرهم رغما عن الداخلية.وعند انتهاء المهلة قام الشباب بالانتفاض وانتزاع بعض الحواجز الحديدية وحصلت مناوشات بين الشباب والامن ما أدى إلى هروب عدد منهم وتفرقهم وتمكن رجال الامن من فرض سيطرتهم على الوضع وإرجاع الحواجز إلى مكانها.ولوحظ قيام بعض المتجمهرين بإلقاء الحجارة والعلب الفارغة باتجاه رجال الأمن، مع الهتاف والسخرية منهم في حين قام رجال الأمن بالطلب منهم التوقف عن هذه الافعال واحترام القانون وعدم التعرض لرجال الأمن بهذه الطريقة المستفزة.ثم جاءت طائرة مروحية حلقت في سماء المنطقة، وظلت المفاوضات مستمرة للافراج عن المعتقلين واستمر الشباب في التواجد عند الحواجز وهم يرددون «موطني موطني سوف نبقى هنا كي يزول الالم».لقطات من الندوةرجال ونساءبدأ توافد الحضور إلى الندوة حوالي الساعة 7 مساء، رجالا ونساء، حيث جهز المنظمون أماكن مخصصة للنساء وأخرى للرجال.على الأرضافترش العديد من النواب والحضور الارض بعد شغل الكراسي التي وضعها المنظمون، في حين مازح النائب المبطلة عضويته د. حمد المطر بعض الحضور حين جلس على الارض بأن جلوسهم بهذه الطريقة نوع من العقوبة لهم، فضحك الحضور.20 ألفاًاعلن عريف الندوة أن تقدير اللجنة المنظمة لعدد الحضور هو 20 ألفا، شاكرا «لكم أيها الاحرار على حضوركم».رمي عقلرمى عدد من الشباب «عقلهم» باتجاه النائب مسلم البراك أثناء حديثه معبرين عن موافقتهم لما طرحه خلال الندوة.إلقاء ميكروفوناتألقى النائب مسلم البراك ميكروفون احدى القنوات الفضائية، قائلا «لا نريد هذه القناة، ولو كان مايك قناة الكذاب أو قناة سراق المال العام موجودا لرميته».أماكن الصحافيينكانت أماكن الصحافيين غير كافية حيث اضطر عدد منهم إلى الوقوف أو الجلوس على الأرض لتغطية الندوة.مسيرة شبابيةعقب انتهاء الندوة تقدم النائب مسلم البراك ومجموعة من النواب مسيرة للشباب رفعوا خلالها لافتة حملت عنوان «لن نسمح» وهتفوا خلالها بهتافات بهذا المعنى وساروا باتجاه الحواجز التي وضعتها «الداخلية».قصيدة نبطيةألقى أحد الحضور قصيدة من الشعر النبطي تتحدث عن الأوضاع السياسية الراهنة لاقت استحسان الحضور حيث صفق الحضور بحرارة له وألقى بعضهم العقل باتجاه الشاعر.يا مهاعند مغادرة بعض الشباب لساحة الارادة وبعد أن سمح لهم رجال الأمن بالمرور من خلال أحد الحواجز، التف عدد منهم حول الحاجز وقاموا بالاقتراب من القوات الخاصة الملثمين وصاروا ينادونهم بأسماء إناث حيث كان صوت أحدهم يصدح عاليا «يا مها يا مها» وكان الآخرون يضحكون ويستهزئون برجال الامن وبعدم قدرتهم على الرد.اليوكن الأسودأثناء الندوة تحدث النائب مسلم البراك عن أمور عديدة بدءا من تاريخ الكويت القديم وحكامها الأوائل وصولا إلى الوضع الحالي والتأزيم السياسي الحاصل في البلد وسرد أمورا كثيرة قال انها كانت خافية على الكثيرين، وكعادته ارعد وزبد في مواضيع لها أول وليس لها آخر، لكنه كعادته أيضا لم يفصح عن اسم صاحب اليوكن الاسود.
ألبومات
إرادة «كفى عبثاً»... مواجهات وتجاوزات ومصادمات مع رجال الأمن
16-10-2012