من بين قائمة طويلة من رموز الأقليّات، تبرز الباحثة والناشطة الأمازيغية المصريّة أماني الوشاحي كواحدة من أشرس المدافعين عن دولة المواطنة والتعددية والمساواة. ترى الوشاحي في حوارها مع «الجريدة» أن الأقليّات ضمانة لوحدة الدول وقوتها في إطار التنوع الثقافي والمذهبي، وتعتبر أن «الإسلام السياسي} أخطر على المجتمعات من ملف الأقليات وما يُثار حوله من شبهات ومخاوف، ولا تخشى من إعلان أنها تعتبر العلاقة بين العرب وقومها «عداء تاريخياً»... إلى نص الحوار.

Ad

حدثينا عن الأمازيغ الذين تنتمين إليهم؟

نحن الأمازيغ سكان شمال إفريقيا الأصليون قبل «الغزو العربي»، ويرجع وجودنا في شمال إفريقيا إلى أكثر من 82 ألف سنة، كذلك ترجع حضارتنا إلى أكثر من 5600 سنة. تعود أقدم الكتابات عنا إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، ويمتد وجودنا عرضاً من واحة سيوة شرقاً حتى جزر كناري غرباً، مروراً بليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، وطولاً من جنوب حدود البحر المتوسط شمالاً حتى صحراء أفريقيا الكبرى جنوباً، حيث مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد. ننقسم إلى 13 مجموعة قبائلية (طوارق، ريف، شلح، سوسية، قبائل، شاوية، أوراس، أطلس، سيوية، جبالية، زوارية، غدامسية، كنارية)، ويبلغ تعدادنا راهناً حوالى 40 مليون نسمة، منهم حوالى 35 مليوناً في موطننا الأصلي (شمال أفريقيا ما عدا مصر) والذي نطلق عليه «تمازغا»، وحوالى خمسة ملايين موزعين على دول المهجر الحديث في أوروبا وآلاف عدة متناثرين في الأميركتين وإسرائيل، وفي مصر يوجد 25 ألفاً في واحة سيوة وألفان في قرية صغيرة في بني سويف.

ما معنى كلمة «أمازيغ»؟

كلمة «أمازيغ» معناها: الرجل الحر النبيل، وقد عرف الأمازيغ في الفترات التاريخية القديمة بأسماء مختلفة منها: «ليبو»، أول ظهور لهذا المصطلح كان في عهد الملك رمسيس الثاني، ومنها اشتق اسم «ليبيا» ومعناها أرض الليبو، «تحنو» وهذا الاسم ظل يتردد في الوثائق المصرية القديمة حتى عصر الملك رمسيس الثالث، «تمحو» الذي ظهر في منتصف الألف الثالثة ق م، «جيتول» قبيلة أمازيغية كانت تسكن جنوب الجزائر وهي أصل قبيلة جزولة الحالية، «مور» وهم أمازيغ شمال غرب أفريقيا وكلمة مور معناها: الغربيون، ومنها مشتق اسم موريتانيا ومعناها: أرض الأمازيغ الغربيين، «باربار» وهي مأخوذة من الكلمة اليونانية برباروس ومعناها: «همج» وقد أطلقها الرومان على الشعوب التي تمردت عليهم وعلى حكمهم، خصوصاً الأمازيغ والجرمان، حيث أطلقوا علينا «باربار الجنوب»، وعلى الجرمان أطلقوا «باربار الشمال»، «بربر» اسم أطلقه علينا العرب مع بداية غزوهم شمال أفريقيا، وهو مأخوذ من الكلمة الرومانية باربار. ويعود أصل الأمازيغ إلى «أمازيغ بن كنعان بن حام بن نوح»، أول من سكن شمال أفريقيا بعد الطوفان، ذلك وفقاً لما ذهب إليه عالم الاجتماع الأمازيغي ابن خلدون.

ما حقيقة ما يقال من إن الأمازيغ لا يعتقدون بوجود شخصية طارق بن زياد؟

نعم. نحن الأمازيغ نؤمن بأن طارق بن زياد شخصية وهمية، اختلقها الأمويون نكاية في رجلهم موسى بن نصير عقب انقلابهم عليه. الأمازيغ المسلمون هم الذين قاموا فعلا بغزو الأندلس (إسبانيا والبرتغال)، لكن تحت قيادة القائد العربي (موسى بن نصير). وعندما انقلب الأمويون في ما بعد على موسى وصادروا أمواله وأعدموه، زوروا تاريخ شمال أفريقيا في كتاباتهم ليسلبوه شرف غزو الأندلس... ثم اختلقوا شخصية وهمية لينسبوا لها هذا الشرف، وأطلقوا على هذه الشخصية اسم: طارق بن زياد بن عبد الله بن ولغو بن ورفجوم بن نبرغاس بن ولهاص بن يطوفث بن نفزاو الزناتي.

لدينا أدلة كثيرة تثبت عدم وجود شخصية طارق بن زياد في الحقيقة، أولاً: كيف يكون طارق هذا أمازيغياً وفي الوقت نفسه يحمل هو وأبوه وجده أسماء عربية... إضافة إلى أن بقية الأسماء الواردة في نسبه ليست أمازيغية على الإطلاق... فكيف يكون أمازيغياً ولا يوجد في نسبه اسم واحد أمازيغي. ثانياً: طارق هذا لا يوجد له نسب عندنا، فنسب طارق بن زياد الوارد تاريخياً هو نسب على الطريقة العربية: فلان بن فلان بن فلان بن فلان. نحن الأمازيغ لا نتبع هذه الطريقة في النسب بل لنا طريقة أخرى لحفظ أنسابنا، إذ يتكون الشعب من 13 مجموعة قبائلية، وكل مجموعة تتكون من عدد من القبائل، وكل قبيلة تتكون من عدد من العائلات. أنا مثلاً من عائلة البغدادي قبيلة آيت شيكر مجموعة أمازيغ الريف... بالتالي يكون نسبي كالتالي: أماني البغدادي آيت شيكر تارفيت. لو أن طارق أمازيغي حقاً كان المفروض أن يكون له نسب كهذا، فنحن لا نعرف له لا عائلة ولا قبيلة ولا مجموعة قبائلية. كيف يكون أمازيغياً وليس له نسب عندنا. ثالثاً: نحن الأمازيغ نحترم أجدادنا وأبطالنا التاريخيين، وجميعنا يعرف أماكن قبورهم. أما هذا الطارق فلا نعرف له قبراً، ولو كان شخصية حقيقية لكان له قبر نزوره، فشخصيات تاريخية أقدم من طارق بآلاف السنين معروفة لدينا أماكن قبورهم.

كيف ترين العلاقة بين العرب والأمازيغ؟

علاقة عداء تاريخية تعود إلى فترة الغزو العربي لشمال أفريقيا، فبعد أن خلص الأمر لمعاوية بن أبي سفيان سلطاناً للعرب وخليفة للمسلمين عام 41 هجرية دانت له مصر فولى عليها معاوية بن حديج الخولاني، ثم أرسل جيشاً لغزو بلاد البربر (على حد قولهم) قوامه 10 آلاف فارس بقيادة عقبة بن نافع الفهري الذي اتخذ من قرية «القيروان» قاعدة له ولقواته وبنى فيها مسجداً صغيراً، ثم أشاع أنه بنى مدينة اسمها القيروان. إلا أن الغزو العربي لبلادنا «تمازغا» لم يتم بسهولة، نظراً إلى مساحة تمازغا (شمال أفريقيا) الشاسعة وأيضاً المقاومة الباسلة للأمازيغ...

ويعد عقبة في نظرنا مجرم حرب، ذلك لأنه ارتكب في حق الأمازيغ فظائع يشيب لها الولدان، فقد كان يقف هو وقواته على أبواب القرى والمدن الأمازيغية ليجمع الأموال والغنائم من الأغنياء والفقراء على حد سواء، وينتزع الأطفال من أحضان أمهاتهم ويرسلهم إلى دمشق عبيداً ومماليك، ويأخذ الفتيات الأبكار ليرسلهن سبايا إلى القصور، والقرية التي تعترض على أفعاله كان ينكل بها أبشع تنكيل. وبلغ عدد العبيد والسبايا الذين أرسلهم عقبة إلى دمشق 80 ألف أمازيغي من الأطفال والفتيات الأبكار...

وفي عام 55 هجرية (674 م) أمر الخليفة معاوية بعودة عقبة بن نافع الفهري من شمال أفريقيا نتيجة ازدياد موجة عداء الأمازيغ له، وأرسل بدلاً منه القائد الفارسي مهاجر بن دينار الذي كان أكثر إنسانية من عقبة، وقد اتخذ من مدينة بسكرة قاعدة له ولقواته. في عام 688، أرسل مهاجر جيشاً لغزو الأوراس بقيادة القائد العربي حسان بن النعمان الغساني، تصدى له أمازيغ الأوراس بقيادة الملكة تيهيا شيخة قبيلة جراوة وملكة الأوراس وقائدة المقاومة الأمازيغية فى تمازغا الوسطى (الجزائر)، والتي يطلق عليها العرب اسم «الكاهنة»، وتيهيا اسم أمازيغي معناه جميلة. وانهزم العرب في هذه المعركة، وقتل حسان على يد تيهيا. وفي عام 695 قاد مهاجر بن دينار الجيش العربي لغزو الأوراس، وللمرة الثانية تصدى لهم أمازيغ الأوراس بقيادة الملكة تيهيا، ودارت معركة وادي مسكيانة التي انهزم الأمازيغ فيها وقتلت تيهيا على يد مهاجر بن دينار، وفي مبارزة فردية تم قتل عقبة بن نافع على يد الملك أكسيل شيخ قبيلة أوربة وملك البرانس وقائد المقاومة الأمازيغية فى تمازغا الغربية (المغرب وموريتانيا)... والذي يطلق عليه العرب اسم (كسيلة). وأكسيل اسم أمازيغي معناه فهد، وقد زحف أكسيل بقواته إلى القيروان وحررها من العرب... وسكنها وقواته لمدة خمس سنوات حتى عام 686 حين اشتبك الجيش العربي بقيادة زهير بن قيس البلوي مع المقاومة الأمازيغية بقيادة الملك أكسيل في معركة قرب قلعة ممش، وقُتل أكسيل على يد زهير وانهزم الأمازيغ فى هذه المعركة وانتصر العرب.

إذا انتقلنا إلى التاريخ الحديث، كيف تنظرين إلى علاقة الأمازيغ في ليبيا ومستقبلهم بعد سقوط القذافي إثر الثورة الليبية؟

يعود تواجد الأمازيغ في ليبيا إلى نحو عشرة آلاف سنة. حوالى عشرة في المئة من سكان ليبيا من المازيغ راهناً، يسكن معظمهم في منطقة جبل نفوسة (شمال غرب ليبيا) وزوارة (نحو 120 كلم غرب طرابلس) وغدامس (نحو 600 كلم جنوب غرب طرابلس) وتعرضوا لمضايقات كثيرة وتهميش، لكنهم عاشوا اسوأ فترات حياتهم في عهد معمر القذافي حيث منعوا من تسمية أبنائهم بأسماء أمازيغية، ورفض القذافي الاعتراف باللغة الأمازيغية كلغة رسمية ثانية إلى جانب العربية، معتبراً أن الأمازيغية انقرضت وانتهت، لذلك شاركوا بفاعلية في الثورة الليبية ضد نظامه القمعي وكانوا في طليعة الثوار، ويأملون في النظام الجديد بأن يحصلوا على حقوقهم كاملة بعد عقود من التهميش. نحن في صدد مرحلة جديدة من التفاعل مع المجتمع الليبي تحت راية الشراكة الثقافية والسياسية، وقد كان من ثمار الثورة الليبية أن نظم الأمازيغ مؤتمراً خاصاً بهم ورفعوا علمهم الأزرق والأخضر والأصفر للتأكيد على وحدة التراب الليبي.

ماذا عن «ثورة الأمازيغ» في أزواد في جمهورية مالي؟

هذه ليست ثورتنا الأولى بل الرابعة. كانت ثورتنا الأولى عام 1963 وتم القضاء عليها عسكرياً، وبدأت الثانية عام 1990 وانتهت عام 1992 بتوقيع اتفاقية الجزائر الأولى. أما الثالثة فقد اندلعت عام 2006 بقيادة الشهيد إبراهيم بهانغا وانتهت بتوقيع اتفاقية الجزائر الثانية. وها هي ثورتنا الرابعة والتي اندلعت في 17 مارس 2012 بقيادة «الجبهة الوطنية لتحرير أزواد» والتي حققت نجاحاً باهراً وانتصاراً ساحقاً... لقد اندلعت الثورة وكان مطلبنا الوحيد هذه المرة هو استقلال إقليم أزواد عن دولة مالي... وهو ما حققناه فعلاً في أبريل 2012، ثم حدث انقلاب عسكري في العاصمة باماكو بسبب غضب الجيش من قياداته لفشلهم في حربهم معنا، ودعت الحكومة المالية الدول المجاورة إلى مساندتها عسكرياً في قمع تمرد الطوارق، على حد قولهم، ثم ظهرت حركة «أنصار الدين» إحدى الفرق الأربعة المكونة للجبهة الوطنية لتحرير أزواد في محاولة منها لفرض سيطرتها، إلا أن محاولتها باءت بالفشل بسبب رفض أهالي أزواد لفكرة الدولة الدينية... ولا تزال الأوضاع تتطور نحو الأفضل.

ماذا عن مصر ومطالب الأمازيغ بعد الثورة؟

مطلبنا الأساسي هو الحفاظ على المواطنة وسبق لي أن خاطبت البرلمان بطلب أحقيتي في تمثيل أمازيغ مصر في الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور باعتباري الممثل الرسمي للأمازيغ في مصر، إلا أن طلبي قوبل بالتجاهل، ما دفعني إلى اللجوء إلى القضاء فالحقوق تنتزع ولا تستجدى. وبالنسبة إلى مطالب أمازيغ في الدستور المصري الجديد فتتركز في التعددية الثقافية والاعتراف باللغات المحلية، إضافة إلى الحفاظ على المواطنة داخل المادة الأولى من الدستور.

وما موقفك من الاتهامات المثارة ضد الأمازيغ بشأن رغبتهم في الانفصال على غرار محاولات أقليم برقة في ليبيا؟

كان الأمازيغ دائماً محل اتهام الجميع بأننا دعاة انفصال وأننا جزء من مؤامرة دولية تسعى إلى تقسيم ليبيا وإعلان دولة أمازيغية في نصفها الغربي ذي الأغلبية الأمازيغية، وما حدث كان في إقليم برقة ذي الأغلبية العربية، وليس لدينا أي نية في إعلان وضع فيدرالي للأقاليم الأمازيغية الواقعة غرب ليبيا. نحن نؤكد مراراً وتكراراً أن أمازيغ ليبيا حريصون على وحدة التراب الليبي، وما يريدونه ويسعون إليه هو دولة مدنية مركزية موحدة، يتساوى فيها الأمازيغي مع العربي في الحقوق والواجبات والمسؤوليات.

ماذا عن مشاركتكم في تأسيس التحالف المصري للأقليات؟

التحالف المصري للأقليات هو تحالف للدفاع عن حقوق الأقليات وليس تحالفاً لممثلي الأقليات، والتحالف لا يضم الأقليات الدينية والعرقية فقط، وإنما يضم الأقليات وفقاً لتعريف الأمم المتحدة، فيضم المدافعين عن حقوق المرأة والطفل والمعاقين. وقد أسسنا هذا التحالف احتجاجاً على إقصاء الأقليات المذكورة من التمثيل في الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور .

كيف يمكن ضمان وحدة المجتمعات وعدم تفتيتها؟

الضمان الوحيد لوحدة المجتمعات هو الاعتراف بالتنوع الثقافي والديني، و{دسترة» التعددية الثقافية فالثقافات المحلية جزء من الثقافة الأم، إضافة إلى الاعتراف باللغات المحلية والحفاظ عليها من الاندثار، واعتبارها جزءاً من المنظومة العامة للدولة، فوفقاً للمعاهدات والمواثيق الدولية، تعد المساواة وتكافؤ الفرص وعدم التمييز من الحقوق الجذرية للإنسان والتي لا يحق له التنازل عنها ولا يحق لأحد انتزاعها منه. نتمسك بالمادة الدستورية القائلة إن مصر دولة تقوم على أساس المواطنة، ونطالب أن تضاف التعددية إلى جانب المواطنة لتصبح مصر دولة تقوم على أساس المواطنة والتعددية، وهذه النصوص تصلح بالطبع في دساتير جميع البلدان التي بها أقليات، لأن هذه النصوص مستمدة من المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان وحقوق الأقليات.

إلى أي مدى توافقين أو ترفضين القول بأن ملف الأقليات هو حصان طروادة لتفكيك الأمة، بالتالي يرفض كثر فتحه حرصاً على وحدة الدولة؟

المطالبة بحقوق الأقليات لا تؤدي إلى تفكيك الأمة بل تؤدي حتما إلى وحدتها... فحتى وقت قريب كان ينظر إلى الحراك السياسي للأقليات نظرة شك وارتياب، وكان ينظر إلى نشطاء حقوق الأقليات وكأنهم متطرفون أو خونة. أما اليوم فينظر إلى هذا الحراك كأحد أشكال المجتمع الديمقراطي، فإنكار حقوق الأقليات ينظر إليه اليوم كدليل على عدم أهلية الدولة للانضمام إلى مصاف الدول الديمقراطية. وفقاً لليونسكو، فإن حقوق الأقليات هي جانب أساسي من حقوق الإنسان، ووفقاً لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي فإن حقوق الأقليات شرط سابق لتحقيق الديمقراطية، لكننا لا ننكر أن ملف الأقليات قد يتم استغلاله لإحداث فتنة طائفية داخل أي مجتمع، وهنا تكمن خطورة هذا الملف، لأن الأقليات ليس جميعهم ملائكة، فبين الأقليات يوجد ضعاف النفوس الذين يتاجرون بالقضية بحثاً عن الشهرة أو طمعاً في الحصول على تمويل، وهؤلاء هم أحد أسباب المشكلة... وعلى رغم ذلك فملف الأقليات ليس حصان طروادة لتفكيك الأمة على أية حال، فأنا أرى أن تيار الإسلام السياسي أشد خطراً على وحدة المجتمعات وسلامة أمنها القومي من ملف الأقليات بكثير... لأن هذا التيار ذو توجه أحادي إقصائي، ما يمكن أن يتسبب في حدوث مشاحنات طائفية تؤدي إلى انفجار الوضع في أي مجتمع .

هل تعتقدين أنه يتم توظيف مشاكل الأقليات لمصلحة إسرائيل بهدف إضعاف الدول العربية وتقسيمها؟

لماذا ننظر إلى إسرائيل باعتبارها المستفيد الوحيد من تقسيم الشرق الأوسط. إسرائيل هي عدو العرب الاستراتيجي، لكنها ليست العدو الوحيد بالطبع. ثمة دول عدة ستستفيد سياسياً أو اقتصادياً من تقسيم الشرق الأوسط إلى دويلات، فإسرائيل تعاني أيضاً المشكلة نفسها لأنها دولة دينية متعددة القوميات وقد فشلت فشلاً ذريعاً في توحيد هذه القوميات على أساس ديني لذلك هي حريصة على استمرار حالة العداء بينها وبين جيرانها، باعتبار أن الإحساس الدائم بالخطر هو الحل الوحيد للحفاظ على وحدة شعبها وتماسكه.

نبذة

باحثة وكاتبة وناشطة حقوقية، من مواليد محافظة بورسعيد عام 1973 لأسرة أمازيغية مصرية ذات أصول مغربية، حاصلة على بكالوريوس خدمة اجتماعية عام 1995.

مارست أماني الوشاحي العمل الصحافي خمس سنوات من أبريل 2004 حتى ديسمبر 2009، وتعمل راهناً باحثة في الشأن الأمازيغي. لها عدد من الأبحاث في علم نقد النص المقدس، ورواية وثائقية بعنوان «إنسان على الأرض»، وقد ابتكرت ستة أحرف في الأبجدية اللاتينية أطلقت عليها «حروف فرخانة».

يطلقون عليها في مصر «الفراشة الأمازيغية» لأن الفضل يعود إليها في نشر الثقافة الأمازيغية في مصر، فيما تسمى في شمال إفريقيا «المرأة الحديدية» لأنها تحمل راية الأمازيغية في بلاد الفراعنة، كذلك أسست الكيان الوحيد في مصر الذي يعمل لأجل القضية الأمازيغية. أما الأكراد فيطلقون عليها «عروس تمازغا» نظراً إلى دورها في تقارب الشعبين الأمازيغي والكردي، وقد وضعها نظام العقيد القذافي على قائمة الاغتيالات في ديسمبر 2010 بسبب مساندتها أمازيغ ليبيا.

شاركت في تصوير الفيلم الوثائقي «أمازيغ مصر» لصالح قناة «الجزيرة» الوثائقية، وفي فعاليات مهرجان ثاويزا للثقافة الأمازيغية بطنجة يوليو 2011. تشغل راهناً منصب مستشارة رئيس منظمة الكونغرس العالمي الأمازيغي لملف أمازيغ مصر، سكرتيرة عامة في منظمة اتحاد شعوب شمال إفريقيا، منسقة عامة الشبكة المصرية من أجل الأمازيغ. كذلك هي منسقة عامة في الجبهة المصرية للتضامن الشعبي «تماسك»، ومنسقة مبادرة للمصالحة المصرية الجزائرية «قبلة أمازيغية»، والمنسقة الإعلامية للتحالف المصري للأقليات، إضافة إلى كونها عضو حركة مصر المدنية وعضو حركة مصريون ضد التمييز الديني «مارد»، وعضو اللجنة الوطنية للتصدي للعنف الطائفي «ضد الطائفية».