يكون اختبار جهد القلب مفيدًا إذا كان الطبيب يشك بأن شخصًا ما يعاني مشاكل في القلب، أو إذا كان الشخص عرضة للإصابة بأمراض القلب. مع ذلك، لم يعد يوصى بهذا الاختبار للمعرضين لخطر منخفض للإصابة بأمراض القلب التي لا تظهر أي أعراض. لتلك المجموعة، لا حاجة إلى أي اختبار لأنه قد تبين أن تقييم عوامل الخطر مثل السن والتدخين والكولسترول وضغط الدم والسكري والتاريخ العائلي هو بالفاعلية نفسها تقريبًا في تحديد احتمال إصابة الفرد بأمراض القلب.

يجمع اختبار جهد القلب معلومات حول مدى عمل قلبك وأنت تمارس الرياضة. ولأن التمارين تجعل قلبك يضخ الدم بشكل أقوى وأسرع مما يفعل خلال معظم الأنشطة اليومية، قد يسمح الاختبار بالكشف عن مشاكل داخل قلبك قد لا تكون ملحوظة على خلاف ذلك.

Ad

خلال اختبار التحمل، تمشي على جهاز ركض كهربائي بينما يسجل تخطيط القلب الإشارات الكهربائية التي تثير ضربات القلب. قبل أن تبدأ، يتم وضع رقعة لزجة تسمى الأقطاب على صدرك والساقين والذراعين، تتصل بواسطة أسلاك إلى جهاز التخطيط. كذلك يتم وضع كفة ضغط الدم على ذراعك لفحص ضغط الدم أثناء الاختبار.

تبدأ ببطء. مع تقدم الاختبار، تزيد سرعة جهاز الركض وانحداره. يتمثل الهدف في جعل القلب يعمل بجد لنحو 8 إلى 12 دقيقة لمراقبة وظيفته بدقة. تستمر بالتمرين حتى تطور أعراض تمنعك من المتابعة. قد يطلب منك الطبيب أحيانًا إيقاف الاختبار عاجلاً لأسباب أخرى.

الشريان التاجي

السبب الشائع الذي يدفع الأطباء إلى استخدام اختبار جهد القلب هو البحث عن مرض الشريان التاجي. في هذه الحالة، تضيق أو تنسد تمامًا الشرايين التي توصل الدم إلى عضلة القلب. يُشار إلى أن مرض الشريان التاجي هو السبب الأكثر شيوعًا للوفاة في الولايات المتحدة. ويظهر مرضى كثر يعانون أعراضًا مثل ضيق التنفس أو عدم الراحة في الصدر أثناء ممارسة النشاط البدني. لكن تبين أن عددًا كبيرًا من الأشخاص المصابين بهذا المرض لا يظهرون أي أعراض، وتكون النوبة القلبية أول علامة على الإصابة.

لهذا السبب، ينتشر في الولايات المتحدة فحص المرضى للكشف عن مرض الشريان التاجي خلال الفحوصات البدنية الروتينية من خلال اختبار جهد القلب. نظرت اللجنة الأميركية للخدمات الوقائية، وهي مجموعة من الخبراء الطبيين من مختلف أنحاء البلاد، في الأدلة التي تلي هذه الممارسة. ووجد الباحثون أنه بالنسبة إلى الأشخاص الذين هم في خطر منخفض للإصابة بأمراض الشريان التاجي ولا يظهرون أي أعراض، تشير أدلة كافية على أن الاختبار قد يتوقع بدقة من الذي سيعاني نوبة قلبية.

عندما يتم استخدام اختبار جهاز الركض كاختبار فحص لدى المعرضين بشكل منخفض للمخاطر، تأتي نتائج الاختبار أحيانًا مضللة، وقد تشير إلى مشكلة هي في الواقع غير موجودة. وقد يتطلب توضيح هذه المسألة إجراء اختبارات تفصيلية أكثر ومكلفة، مثل الصورة الوعائية للشريان التاجي وهي عملية مستخدمة لفحص شرايين القلب عن كثب.

بدلاً من اختبار جهد القلب، تحدث مع طبيبك حول مخاطر داء الشريان التاجي التي قد تتعرض لها. وإذا كان عمرك، والتاريخ العائلي، ومستويات الكولسترول، والتدخين، وضغط الدم أو الظروف الطبية الأخرى تشير إلى إمكان تطوير هذا المرض، يمكنك بمساعدة الطبيب اتخاذ قرار في شأن أفضل طريقة لتجنب مشاكل القلب مع مرور الوقت. في بعض الحالات، قد يتطلب ذلك في نهاية المطاف إجراء اختبار جهد القلب.

بالنسبة إلى معظم الأشخاص الذين يواجهون خطرًا منخفضًا، أفضل طريقة هي مراجعة الطبيب لإجراء فحوص منتظمة، واتباع نمط حياة يبعد احتمال تطوير مرض القلب. يجب أن تحافظ على النشاط، وتتبع نظامًا غذائيًا منخفض الدهون، وتراقب نسبة الكولسترول وضغط الدم، وتمتنع عن التدخين، وتحافظ على وزن صحي.

د. تود ميلر، اختصاصي في أمراض القلب والأوعية الدموية