المخرجة اللبنانية كارولين ميلان في سباق مع الوقت لتقديم عملها الدرامي الجديد «العائدة» في شهر رمضان المقبل. المسلسل من كتابة شكري أنيس فاخوري، إنتاج «أون لاين برودكشن» لزياد شويري، وسيعرض على شاشة «الجديد» اللبنانية.

عن جديدها وعن مسلسل «كيندا» الذي سيعرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال بعد شهر رمضان، والمنافسة الدرامية العربية، تحدثت ميلان إلى «الجريدة».

Ad

أخبرينا عن مسلسك الجديد «العائدة».

يتمحور حول امرأة سُجنت ظلمًا، وتبدأ الأحداث لحظة خروجها من السجن وسعيها الدؤوب إلى استرداد حقها وكشف الحقيقة. كذلك يطرح قضايا اجتماعيّة بحبكة ذكية ويتضمن رسائل عن التعايش الاسلامي - المسيحي، وهو شبيه بقصص الحياة الحلوة والمرّة.

يشارك في البطولة: كارمن لبس، فادي ابراهيم، ميرنا مكرزل، رندة كعدي، جوزف بو نصار، ندى ريمي، عصام الأشقر، جنيد، وأليكو داوود.

كيف تنظرين إلى أداء الممثلة كارمن لبس؟

أظهرت طاقتها التمثيلية الكبرى ونقلت أداءها السينمائي إلى التلفزيون، وكعادتها غيّرت شكلها الخارجي بما يتناسب مع دورها.

كارمن ممثلة محترفة تجتهد في أدائها ما يساعد المخرج ويريحه في التعاون معها، لذلك لن أرفض أي عمل يجمعنا سوياً.

ثمة علاقة مميزة تربطك بالكاتب شكري أنيس فاخوري، ما سرّها؟

أعيش نصّه وأفهمه بعمق، وتسحرني أفكاره، ويردّد دائماً أنه حقق معظم نجاحاته معي.

يتطرق «كيندا» إلى السياسة، ألا تخشين معالجة هذا الموضوع في بلد مسيّس كلبنان؟

يتناول المسلسل حياة السياسيين في بيوتهم ومع عائلاتهم بشكل اجتماعي، ولم نتطرق إلى الجانب السياسي في حياتهم.

الإنتاجات الدرامية اللبنانية في شهر رمضان هذا العام قليلة، ما السبب؟

انعكس وضع محطات التلفزة المالي كلفة عالية على شركات الإنتاج، بالنسبة إلى «أون لاين برودكشن» نحن نتعاون مع شركات إنتاج وليس مع محطات التلفزيون، ما أدخلنا في تحدٍ كبير، خصوصًا أننا بدأنا تصوير حلقات مسلسل «العائدة» أواخر مايو لعرضه في 20 يوليو، وهو إنجاز لم يحدث سابقًا في الدراما اللبنانية.

هل يأخذ المسلسل الرمضاني حقه في ظل عرض كمّ من المسلسلات في شهر واحد؟

المهم أن يجذب المشاهد منذ حلقاته الأولى، عندها سيتابعه حتى نهاية الموسم. من هنا أهمية التسويق للعمل قبل بدء شهر رمضان.

ما أهمية الإنتاج اللبناني - العربي المشترك في تسويق الدراما اللبنانية عبر الفضائيات؟

يدفعنا خطوة نحو الأمام، على غرار ما حصل في مسلسل «روبي» الذي حقق إنجازاً مهماً في هذا الإطار.

ما رأيك في الإنتاجين السوري والمصري؟

تعجبني الأعمال السورية والأعمال المصرية الحديثة التي تغيّرت لغتها الإخراجية. الاثنان ممتازان، كما أننا ممتازون أيضًا إذا ما قارنا بين موازنتنا وموازنتهما، فلو توافرت لنا موازنة مماثلة لحققنا مستوى رفيعاً، علمًا أن المقارنة بين إنتاجنا وإنتاجهما بدأت، ما يدلّ على أننا دخلنا  المنافسة العربية.

هل تأتي المنافسة على صعيد القصة أو الأخراج أو العمل ككل؟

وحدهم المتخصصون قادرون على تفنيد المسلسل، أما الجمهور فيحكم عليه ككتلة واحدة لأنه لا يدخل في التفاصيل ولا يميزها.

هل يتماشى الإبداع مع الإمكانات المادية الضئيلة؟

طبعًا، فمسلسل «قضية يوسف» تميّز عربيًا على صعد النص والتمثيل والإخراج، ويمكن أن يشكل أرشيفًا تلفزيونيًا في المستقبل.

يختار المنتج أسماء الممثلين، ألا يحق للمخرج اختيار فريق عمله؟

يختار المنتج نجوماً للأدوار الأساسية بهدف التسويق للعمل، ولا يمكن للمخرج إلا أن يكون راضيًا بهم، فيحصل إجماع في الرأي واتفاق. شخصيًا، لا أعمل مع منتج يتفرّد بقراره لذلك أنا بعيدة عن بعض المنتجين، لأن المسؤول الأول والأخير عن نتيجة العمل هو المخرج.

ألا يؤدي التسويق لبعض الممثلين إلى تحقيق نجوميتهم بغض النظر عن مدى ابداعهم؟

يعتاد الجمهور على ممثل يظهر على الشاشة باستمرار، لكن لا يمكن اكتشاف مدى نجوميته إلا بعد غيابه ومطالبة الناس به.

هل تتأثر نسبة مشاهدي المسلسل بنسبة مشاهدي المحطة التي تعرضه؟

طبعًا، ليس عبثًا ما تقوم به المحطات من احتساب نسبة مشاهديها، لكن يؤثر ذلك في بداية عرض المسلسل وليس في استمراريته.

هل يعبّر المخرج بالصورة عن لسان الكاتب؟

بالتأكيد، لذلك أتدخّل في النص فأضيف مشاهد أو استبدل جملاً بصور، فأنا أحبّ أن تحكي الصورة كونها تفسح في المجال أمام مشاركة المشاهد في الكتابة. وهذه أهم الأسباب التي تشجعني على العمل مع أنيس فاخوري الذي يسلمني النص وينسحب، إيمانًا منه بضرورة أن يشاركه المخرج مسؤولية العمل.

ثمة بلدان تعتمد على الدراما كتسويق سياحي خارج البلاد، هل ينطبق ذلك على لبنان؟

المشاهد الخارجية التي تسوّق للبلد مكلفة على صعيدي الوقت والمال لذلك نحتاج إلى موازنة لتحقيقها.

لماذا لا تتعاونون مع وزارة السياحة في هذا الإطار؟

لا تلتفت الدولة إلينا، ومجهودنا شخصي يرتكز على معارفنا الخاصة لتسهيل أمورنا. إلى ذلك التصوير في بعض الأماكن مكلف جدًا مثل «سوليدير» التي نتحمل بسببها الديون في لبنان ويجب أن تكون ملكًا للشعب اللبناني، إذ نضطر إلى دفع مبلغ كبير من المال في مقابل تصوير ثماني ساعات فيها.

متى تفقد الدراما قيمتها الفنية؟

عندما لا تكون عناصر العمل مكتملة ومتى تتخطى المنطق. ليست الدراما اللبنانية عملية تجارية لأنها غير مربحة ماديًا، فنحن ما زلنا في مرحلة تأسيسها ولم تتحول إلى صناعة بعد.

هل تختلف نوعية الصورة وفق القصة الدرامية؟

طبعًا، يختلف التصوير في قصر عن التصوير في بيت متواضع، لذلك أتابع التفاصيل الدقيقة ليصدق المشاهد ما نقدمه من دون كسر الواقع والمنطق.

ما المسلسلات التي تابعتها أخيرًا وأعجبتك؟

أعجبني مسلسل «من كل قلبي» للكاتب طارق سويد الذي عرض عبر محطة الجديد. كذلك تأثرت بالمسلسل التركي «الأوراق المتساقطة» إلى درجة أنني برمجت حياتي بطريقة تفسح في المجال أمامي لمتابعته، ولم أعد استمتع بأي عمل بعده. قصته عادية وإنما تأثرت بالتمثيل والتنفيذ وتفاعل شخصياته.

ثمة غزو تركي للمحطات العربية، ما رأيك في ذلك؟

هو مؤذٍ بحقنا ولكن يجوز عرض المسلسلات التركيّة  كون المحطات تتسع للأعمال كافة. أما إذا شكلت دافعًا لاستفزازي لتقديم الأفضل، فتبقى أحسن من متابعة عمل سيئ، لا يقدم ولا يؤخر.

هل تتابعينها بعين المخرجة؟

بداية، أتابعها بعين المشاهدة وإذا أعجبتني أتابعها بعين المخرجة.

ما جديدك في المستقبل؟

أقرأ بعض النصوص المعروضة عليّ، من بينها عمل مهم جدًا في حال تم الاتفاق عليه سيشكل أولوية في المرحلة المقبلة بعد شهر رمضان.