أثار الإعلام الأميركي والعالمي مفاجأة غريبة من نوعها مفادها أن مخرج الفلم المسيء للرسول (ص) الذي أستفز وأغضب الشارع الإسلامي والعربي في أغلب العواصم في العالم والذي على أثره قتل السفير الأميريكي في هجوم مسلح في ليبيا "الأميركي - الإسرائيلي" سام باسيلى مجرد شخصية وهمية وأن الفيلم لا وجود له بالأساس.

Ad

وتبين أن الفيلم "المسيء لخاتم النبيين (ص)" الذي تداولته المواقع الإلكترونية بمدة لا تقل من ربع ساعة وتخلله تمثيل ردىء وخدع سينمائية شديدة البدائية هو كل ما جرى عرضه حتى الآن وأنه مجهول فى الولايات المتحدة الأميركية المنشأ ذاته، ولم يحظ بشهرته الحالية إلا بعد انطلاق المظاهرات الغاضبة ضده وضد صنّاعه المجهولين والمطالبة بالقصاص.

وكالة "الأسوشيتد برس الأمريكية" التقطت الخيط الأول فى مكالمة هاتفية مع رجل يدعى "سام باسيلى"، عرّف نفسه بأنه مخرج ومنتج الفيلم وأنه يعمل فى الأساس بمجال سمسرة العقارات.

سام قال فى المكالمة الهاتفية إنه "إسرائيلى أمريكى وعمره 56 عاماً ويعمل فى مجال الترويج للعقارات بولاية كاليفورنيا"، وأكد أنه مختبئ خوفاً على حياته، ثم بدأ فى سرد المعلومات الخاصة بإنتاج الفيلم وتكلفته.

وأوضح أن الفيلم مدته ساعتان وتكلف 5 ملايين دولار وتبرع بها 100 يهودى يودون فضح مساوئ الدين الإسلامى "على حد قوله"، وأن عنوانه التجاري "براءة المسلمين"، لافتاً إلى أن تصويره استغرق 3 أشهر فى صيف 2011 وشارك فيه 57 ممثلاً.

والمفاجأة كانت فى حوار هاتفى آخر مع جريدة "وول ستريت جورنال" ليكرر ما قاله فى الحوار الأول دون زيادات هامة، ولكنه قال إنه أمريكى الجنسية دون أن يشير إلى الجنسية الإسرائيلية، مشيراً إلى أن عمره 52 عاماً مناقضاً ما قاله فى الحوار الأول.

والغموض الذى يحيط به باسيلى نفسه بعدم معرفة أي من العاملين فى مجال السينما به، بالإضافة إلى أن الموقع الإسرائيلى "تايمز أوف إسرائيل" نقل عن مسئولين حكوميين - رفضوا ذكر أسمائهم - أن السلطات لم تجد فى سجلاّتها أي إسرائيلى بهذا الاسم خاصة بين المقيمين فى ولاية كاليفورنيا وفقاً للسجلات الرسمية، كما لا يظهر اسم سام فى قوائم الحاصلين على تصريح سمسرة العقارات، أو في أي دليل هاتف.

كما أن إسم سام باسيلى مجهول لكل العاملين بصناعة الأفلام والسينما بكاليفورنيا، فضلاً عن أنه لا يظهر فى قواعد بيانات صنّاع الأفلام أو المخرجين أو العاملين بالسينما أو أى سجل خاص بهذه الصناعة من قريب أو من بعيد.

وظهرت الحقيقة على لسان ممثلة مغمورة أسمها ساندى لى جارسيا "46 سنة" من مواليد ولاية كاليفورنيا الأمريكية، والتى شاركت بدور صغير فى الفيلم المسىء.

وتروي ساندي أنها رأت إعلاناً فى مجلة "باسكيتيدج" الخاصة بالعاملين فى السينما عن طلب ممثلين لفيلم "محاربى الصحراء"، وهو فيلم "مغامرات فى الصحراء العربية" كما جاء فى نص الإعلان، الذى يشير أيضاً إلى أن الفيلم سيحتوى على بعض المشاهد العارية.

وأوضحت أن الإعلان فى المجلة يطلب رجالاً للقيام بأدوار دكتور ماثيو فى دور صيدلى مثقف، وجورج ممثل جذاب، وبلال محارب قوى، إلى غيرها من الأدوار التى لا يرد فيها أسم الرسول (ص) أو أي من الصحابة الكرام.

وتقول ساندى ان "الفيلم لم يحو أى مشاهد أو جمل حوارية عن الرسول (ص)، وأن الشخصية الرئيسية للفيلم اسمها "السيد جورج" بل كان يدور فى إطار تاريخى عن مصر قبل ألفى سنة ولم يكن له أى علاقة بالدين.

وأكدت جارسيا أنها وغالبية الممثلين فى الفيلم تعرضوا للخداع من القائمين عليه، وأنها لم تكن لتشارك فى مثل هذا الفيلم لو علمت مسبقاً أنه يسىء للرسول محمد (ص)، بل كانت تعتقد أنه يصور حياة المصريين قديماً، قائلة: "أشعر بالذنب لما حدث، وسأرفع دعوى قضائية على المخرج والقائمين على الفيلم".