يعتبر فريج الغنيم أول فريج في الحي القبلي (جبلة) من ناحية الشرق، حسب تصنيف بعض الباحثين في التاريخ الكويتي، والبعض الآخر يضمه إلى حي الوسط، مثله مثل فريج سعود الذي تحدثنا عنه في الحلقتين السابقتين. وحسب وجهة نظري، لا فرق بين اعتبار فريج الغنيم وفريج سعود من الوسط أو من جبلة، لأن ذلك لا يغير من موقعهما الجغرافي على أرض الواقع، ولا يغير من العائلات التي كانت تسكنهما. وكما حددنا موقع فريج سعود، نقول اليوم إن فريج الغنيم يحده شمالاً البحر، ونقعة الغنيم، وبركة الغنيم، وجنوباً براحة "السبعان"، التي تسمى اليوم براحة "بن بحر"، وشرقاً فريج الشيوخ ومرتفع بهيتة الذي يسكنه أبناء الأسرة الحاكمة، وفيه بيت الشيخ مبارك الكبير، وغرباً فريج سعود. وفي هذا الفريج يوجد مسجد بن سلامة، ومسجد العبدالجليل، كما يمكن اعتبار مسجد ياسين القناعي (ويسمى أيضاً مسجد سرحان) الذي يقع جنوب البنك المركزي، من ضمن فريج الغنيم. اما البرايح (جمع براحة أي ساحة) فهناك في فريج الغنيم براحة السليم (نسبة إلى أسرة السليم الكريمة)، وبراحة بوزبر (نسبة إلى أسرة بوزبر الكريمة)، وبراحة السلامة (نسبة إلى أسرة السلامة الكريمة). كما يوجد في هذا الفريج ما يسمى بدرج الوكيل نسبة إلى مكاتب وكيل البواخر كري ماكينزي، ودرج العيدان (وهو نهاية فريج الغنيم من الغرب)، وهناك عدد من السكيك (الممرات الضيقة بين المنازل) مثل سكة العمر، وسكة أمان، وسكة بوزبر، وسكة لحدان، وسكة الباجيلا، وسكة بوجروة، وسكة الجسار.  أما العائلات التي كانت تسكنه فهي كثيرة، ومصدري لهذه الأسماء هو مقابلاتي مع العديد من كبار السن المولودين في فريج الغنيم، ومنهم العم إبراهيم جاسم الخليل الناجم (مواليد عام 1926)، والعم عبداللطيف علي الشهاب (مواليد عام 1929)، والسفير عبدالمحسن سالم الهارون، والكاتب في التاريخ الكويتي الأستاذ جاسم محمد السلامة. كما أبدى د. يعقوب الغنيم وأخوه الأستاذ د. مرزوق الغنيم بعض الملاحظات حول الفريج وسكانه القدماء. والعوائل هي كالتالي: الغنيم (سليمان الغنيم وأبناؤه غنيم، وداود، وعيسى، ومحمد، وابراهيم)، الخميس (أحمد ومحمد ويوسف)، عبدالله ويوسف اللحدان، وخالد يوسف الغنيم، والحداد، وجابر السليطي، والسليم (سعيد وأبناؤه)، وبوقريص، والقطامي (إبراهيم، وعبدالعزيز)، والسلامة (راشد، وإبراهيم، ومحمد، وعلي)، والنصرالله (عثمان، ويوسف، وإبراهيم)، وناصر جاسم النصرالله، والعمر (درباس وإخوانه وأبناؤه)، والهارون (حمد بن أحمد، وأحمد بن حمد، ويعقوب، وسالم)، والخشتي (خالد، وأحمد)، وبوزبر (علي، وفهد، وعبدالله)، وهاشم الجزاف، وناصر المقهوي، وبيت سراب، ويعقوب كلمد، والملا عبدالله اليحيا (أمام مسجد بن سلامة)، وبن شيبة (محمد، وإبراهيم، وسعيد)، والعبدالجليل (عبداللطيف، وعبدالوهاب)، وبوجروة، والجسار (عبدالوهاب، ودخيل)، والعبدالجادر (خالد، وعيسى)، والخليل الناجم (عيسى، ومحمد)، وموسى الجيران وإخوانه، وبيوت الزبن (يوسف، وسعود، ومحمد، وعبدالله)، وبيت الربان (سكنت فيه أسرة شماس)، وصالح الماص، والراشد، وبوحمرة، والطريجي، والعنجري (عثمان، محمد، فهد)، وعبدالمحسن الصانع، والجوعان، والرويح، والمصيبيح (عبدالله، ويوسف، وحمد)، وبن ناصر، وعبدالكريم بوالملح، والعدساني (عبدالله وعبدالرزاق)، وعيسى بورحمة، والشلفان (انتقلوا بعد ذلك إلى المرقاب)، والرشود، والمنصور، والفهد، وسيد أحمد الرفاعي، وعبدالعزيز المعجل (سابقاً السمكة)، والرحماني، والعريفان، والحمود، والحسين، والحنيف، وحجي باقر، ومحمد صالح العوضي، وملا صالح (انتقلوا إلى شرق بعد ذلك)، والغريب، وسلطان وخليفة بن علي (الحديد)، وأمان، ومحمد المباركي، وبهمن، وآل هيد، والبنوان الغنيم، ومرتوه، والجسمي، والطعان، وعباس أكبر. وقبل أن أختم هذا المقال، أود أن أشيد بما كتبه الأستاذ جاسم محمد السلامة حول فريج الغنيم في كتابه القيم "الجذور التراثية للبحرية الشراعية الكويتية"، الطبعة الأولى عام 2004، والذي أنصح بالاطلاع عليه لمعرفة مزيد من التفاصيل عن هذا الفريج التاريخي. وأشكر أيضا د. يعقوب الغنيم وأخاه د. مرزوق الغنيم، كما أرحب بالإضافات إن كنت قد أغفلت اسم أي عائلة وأعتذر عن ذلك مقدماً.

Ad