كيف تنسق بين برامجك الأسبوعية الموزعة في لبنان والخارج؟

Ad

نصوّر حلقات عدّة متتالية من هذه البرامج، فيما نصوّر «حديث البلد» و{أحلى صوت» بشكل أسبوعي. صحيح أن هذا النمط من التصوير صعب، لكن من خلال التنسيق الجيد نجحنا في إيفاء كل برنامج حقّه.

كيف تحررت من مبدأ الاحتكار وتعاونت مع محطات عدّة؟

تعاونت مع «المؤسسة اللبنانية للإرسال» طيلة 12 عامًا في مستهل انطلاقتي المهنية، لكني قررت عدم الارتباط بمحطة واحدة بل تنفيذ أي مشروع يُطرح عليّ وأقتنع به. هكذا حصل، فأسسنا بيري كوشان (منتجة لبنانية) وأنا شركة إنتاج periba، ونفذنا برامج لمحطات عدّة.

هل تضاهي فترة التحضير للبرنامج بصعوبتها لحظة التنفيذ والتصوير؟

يتطلب تصوير برنامج أسبوعي تحضيراً على مدى أسبوع أحيانًا، فكيف الحال بالنسبة إلى تصوير حلقات متتالية من برنامج أسبوعي محدّد؟ عندها يستغرق التحضير أشهراً من الإعداد ومجهوداً أكبر بسبب ضيق الوقت بين حلقة وأخرى.

أخبرنا عن برنامج «بحلم بيك».

بعد إعداد استغرق سنة تقريبًا، بدأنا تصوير 12 حلقة متتالية جمعنا فيها بطريقة حالمة وغريبة فنانين معاصرين مع أغنيات مصورة لعمالقة راحلين، وأظهرنا الفنان المعاصر مع الفنان الراحل  كأنهما يغنيان «ديو». سيعرض البرنامج قبل نهاية هذا العام عبر محطة MBC وستتولى تقديمه مجموعة من الضيوف وليس مقدماً واحداً.

كيف يتفاعل الفنانون المشاركون مع هذه الفكرة؟

يتحمّسون لها، رغم المجهود الذي يبذلونه أثناء التصوير الذي يتطلب تقنيات معقدة تفرض إعادة الديو مرارًا.

مع من صورتم من الفنانين حتى الآن؟

عاصي الحلاني وشيرين عبد الوهاب وعبدالله الرويشد.

أنت شغوف بالتكنولوجيا والتقنيات الحديثة، فكيف تستخدمها في هذا البرنامج؟

يشكّل هذا البرنامج تقنية جديدة بحدّ ذاته، ثم أسخر التكنولوجيا لخدمة الصورة خصوصاً وللعناصر الأخرى عموماً.

هل من قاسم مشترك بين برامجك الراهنة؟

كل برنامج من توقيعي هو حالة قائمة بذاتها، أعطيها هويتها الخاصة لئلا تشبه أي برنامج آخر من النوع ذاته.

كيف تصف الإعلاميات منى بو حمزة، وفاء الكيلاني ومريم أمين؟

شكّلت منى بو حمزة ظاهرة في السنوات الأخيرة، إذ فاجأت الجمهور والوسط الإعلامي بجمالها وثقافتها وإلمامها بشتى المواضيع، وتمكّنها من إدارة أي حوار مطروح، وابتكار هالة جديدة حولها.

أما وفاء الكيلاني فهي إعلامية جريئة وناجحة تتمتع بشخصية مميزة في التقديم وأسلوب خاص بها، نجحت في البرامج الحوارية القائمة على الضيف الواحد لأنها كشفت معلومات تعرض  للمرة الاولى، كذلك نجحت في البرامج الحوارية القائمة على ضيوف متنوعين.

بالنسبة إلى مريم أمين، فهي تتمتع بحضور جميل ومميز عبر الشاشة، ونجحت في قيادة حوار يجمع ستة مقدمين من دون هفوات، وهذا أمر لافت إذ تحصل أخطاء بين مقدميْن اثنين أحياناً.

لماذا اقتصر إخراجك The Voice  على الحلقات الست الأخيرة؟

عرض عليّ منذ البداية إخراج الحلقات الأصعب، أي تلك المباشرة على الهواء، وهذا أمر يشرّفني. بالنسبة إلى الحلقات الأخرى، فقد صودف تصويرها في أثناء عرض برنامجي الرمضاني مباشرة عبر الهواء، لذلك تولت هذه المهمة المخرجة جنان منضور وقدّمت نتيجة جميلة، هكذا نكون قد تعاونا معًا لإيصال هذا البرنامج في كل مرحلة من مراحله بصورة مميزة إلى المشاهدين.

كيف تصف تعاونك الأول مع زافين، خصوصًا أن برنامج «عل أكيد» صعب ويتطلب الدقّة؟

أعرف زافين منذ فترة طويلة، لكنها المرة الأولى التي نتعاون فيها، وقد أفرحني ذلك لأنه إعلامي مهنيّ ويدرك ماذا يريد وكيف يتصرف مباشرة على الهواء، فضلاً عن مصداقيته في المجتمع وأمام الجمهور. أما بالنسبة إلى البرنامج، فهو يضعنا بحكم طبيعته ونوعيته أمام ضغط نفسي، كونه يعالج مشكلات مباشرة على الهواء، فلا ندرك النتيجة مسبقًا، بل ننتظر مع المشاهدين ما إذا كانت المشكلة ستحلّ أم لا، إلا أننا نختبر أكثر منهم عنصر التشويق لأننا نختصر لهم الوقت على الشاشة، فيما يستمّر التصوير في الواقع أياماً عدّة أحيانًا. هذا البرنامج جميل ويلقى صدى إيجابيًا لدى المشاهدين وهو أمر يفرحني.

هل الانسجام الفكري مهمّ بين المقدّم والمخرج؟

تشبه العلاقة بين المقدّم والمعدّ والمخرج علاقة أعضاء فريق كرم القدم بعضهم مع البعض، فكلما كانوا متآلفين ومنسجمين فكرياً تحوّلت الأمور العملانية إلى بديهيات، ما ينعكس نجاحًا أكبر وأداء أفضل.

ما حقيقة الإشكال الذي أدى إلى توقف «حديث البلد» من ثم عودته؟

لن أدخل في التفاصيل لأنها لا تتعلق بي وحدي، لكن الإشكال حُلَّ وتوصلنا إلى نتيجة جيدة أعادت البرنامج بقوة إلى الشاشة. إنها أمور طبيعية قد تحصل في أي مكان.

استمرار أي برنامج من موسم إلى آخر مثل «حديث البلد»، هل يزيد من نسبة النجاح والمشاهدة أو يعرّضه للتكرار؟

أهمية «حديث البلد» أنه لا يشيخ لارتباطه بالأحداث اليومية، وعلى هذا الأساس يتم اختيار ضيوفه. في حال تكررت استضافة شخص معيّن من موسم إلى آخر فإننا نحاوره حول حدث جديد وليس عن شؤونه الشخصية، كذلك نستضيفه مع أناس جدد، ما يضفي اختلافاً في طريقة طرح القضايا وفي بدء الحوار معه، فلا نعرّف عنه أسوة بالاستضافة الأولى، إنما ندخل مباشرة إلى صلب الموضوع الآني المطروح. من هنا لا يمكن القول إن هذا البرنامج يكرر نفسه. فضلا عن ذلك، من المهمّ تجديد البرامج الموسمية سواء من ناحية المواضيع أو الفقرات أو الديكور أو التصوير، مع الإبقاء على روحية البرنامج وفكرته الأساسيتين.

ما الابتكار الذي يمكن إضافته إلى برنامج معرّب من صيغة أجنبية؟

يختلف هامش التحديث من برنامج إلى آخر، خصوصًا إذا كانت التركيبة الأجنبية الأصلية مبكّلة ولا يمكن التغيير فيها. لا أؤيد نسخ الصيغة الأجنبية كما هي لذا أحاول التنويع أو ترك هامش معيّن نستطيع التحرك من خلاله. أما إذا كانت صيغة البرنامج لبنانية صرف، فعندها يمكن التغيير، فضلا عن أننا أحيانًا نأخذ الفكرة الأساسية من الصيغة الأجنبية ونقدم فكرة جديدة مختلفة من نواحي: الفقرات والديكور وطريقة التقديم.

كيف تقطف كمخرج نجاح برنامج معين؟

أشعر بفرح ورضى عندما ألتقي أناسًا يقولون لي إنهم يعرفون ما إذا كنت أنا مخرج برنامج معيّن قبل قراءة الجنريك، ما يعني أنني قادر على إيصال أفكاري والتميز بأمور معينة تشكّل هويتي الإخراجية.

 حدثنا عن برنامج Dancing with the stars.

طلبت مني شاشة «أم تي في» اللبنانية إخراج هذا البرنامج الذي يكرّم الرقص العالمي الكلاسيكي بطريقة جديدة وبمستوى عالٍ على صعيدي التقنية والمضمون. برأيي، ابتُكِر dancing with the stars ليعرض عبر هذه الشاشة لأنه يشبه صورتها الجميلة وجوّها الشبابي، وهو يرتكز على لوحات راقصة يقدمها راقص محترف إلى جانب نجم من مجالات مختلفة. أمّا مهمتنا نحن فالتأكيد على أن اللبنانيين قادرون على تقديم نسخة عربية من هذا البرنامج أفضل من النسخ الأجنبية التي عُرضت.

هل صحيح أن النجوم تقاضوا أجرًا مقابل مشاركتهم فيه؟

لا استغرب ذلك، لأنهمسيتفرغون بالكامل للتمرين طيلة الأسبوع فضلا عن فترة التصوير.

برأيك هل تسجّل برامجنا اللبنانية نسبة مشاهدة عالية في العالم العربي؟

المنتج اللبناني محبوب لدى المشاهد العربي ونحن نحصد أصداء إيجابية في الدول العربية وعالم الانتشار، خصوصًا برنامج «حديث البلد». أظنّ أن مستقبل محطات التلفزيون يتجه نحو المتابعة عبر المواقع الإلكترونية، ما يفسح في المجال أمام المشاهد لتوقيت برامجه المفضلة كيفما يريد وحيثما يكون.

 

كيف تتفاعل مع الجمهور الخليجي، لا سيما أن برامجك في غالبيتها تتجه إليه؟

نتواصل عبر «فيسبوك» و{تويتر» والـ «واتس أب» وأتحاور مع أناس من بلدان مختلفة يتابعون أعمالنا ويلاحظون تفاصيل صغيرة أكثر من المشاهد المحلي، فينتقدون أحياناً ويثنون على العمل أحياناً أخرى، وهذا أمر صحيّ لأننا نلمس من خلاله ردود فعل المشاهدين تجاه بعض الأمور.

هل يملك المشاهد العربي ثقافة تلفزيونية تخوّله التمييز بين نوعية البرامج؟

يمتلك المشاهد العربي ثقافة تلفزيونية من حيث لا يدري، وإن كان لا يستطيع التحليل أحيانًا إلا أنه يميز بين نوعية البرامج ويلاحظ كلفة الإنتاج والجهد الذي يتطلبه تنفيذ برنامج معيّن. بالتالي، لم يعد هذا المشاهد مجرد متلقٍ يقبل أي شيء يقدّم له، كما لم تعد مقولة «الجمهور عايز كده» موجودة أيضًا.

أين أصبح الفيلم السينمائي «بالصدفة» الذي سيجمعك مع الكاتبة كلوديا مرشليان؟

بدأنا فترة التحضير بتروٍ وتأنٍ، فأنا أتولى إخراج برامج عدّة ولست متفرغًا بالكامل له، مع أنني متحمس للفيلم وهو في أولوياتي، إنما لا أريد حرق المراحل والتسرع. نحن في صدد تأمين موازنة الإنتاج بعد تجهيز السيناريو واختيار ممثلين مناسبين له.

ماذا عن الخطة التي أعددتها للنهوض بالسينما اللبنانية وأعلنت نيتك طرحها على الدولة اللبنانية؟

نعيش في لبنان تحت وطأة تقلب الأوضاع الأمنية والسياسية واللاستقرار، لذا كلما فكرّنا في طرح مثل هذه الأمور، وقعت أحداث أهم من قضايا السينما أو التلفزيون، فنشعر أن توقيت عرض هذه المشاريع على مسؤول رسمي غير مناسب، بسبب الاهتمام بالشؤون الوطنية أولا. ستبقى هذه المشاريع هدفًا بالنسبة إلينا، لكن من الصعب أن نلقى اهتماماً رسمياً بها ما دام الاستقرار في البلد لم يتحقق بعد.

ما رأيك بالأعمال السينمائية اللبنانية؟

سعيد بتفاعل الحركة السينمائية اللبنانية أكثر من السابق. صحيح أن ثمة تفاوتًا في النوعية والنتائج، لكن من المهم أن يولي المنتجون في القطاع الخاص اهتمامًا أكبر بها، والاقتناع بأنهم قادرون على إنتاج أعمال سينمائية مربحة ماديًا، والمراهنة على مخرجين ومنتجين وكتاب سيناريو جدد لتتحقق حركة سينمائية مشابهة للبلدان الأخرى.

توليت إخراج حفلتين لإليسا وميشال فاضل في وسط بيروت، ما المميز في هذا النوع من الإخراج؟

يستهويني كل ما له علاقة بالموسيقى سواء كان برنامجًا أو حفلة موسيقية، لكن الممتع في تصوير الحفلات الغنائية هو ملاحظة تفاعل الجمهور، وتوافر مساحة أكبر للتصوير ومشهدية أقوى، تضاف إليها تقنيات معينة معروضة على شاشات ضخمة، تتماشى مع أجواء المكان الذي نصوّر فيه. الأهم أن الفنانين يعطون في هذه الحفلات أجمل ما لديهم لأنهم يواجهون جمهورهم.

برامجك منوعة بين الحوار وملاحقة قضايا اجتماعية ورقص وغناء، ماذا بعد؟

(ممازحًا) تقديم برنامج من كوكب آخر! أتمنى ألا تتوقف المشاريع الجديدة، لكن اليوم فيه 24 ساعة فقط! رغم ذلك سأظل في مرحلة البحث عن مشاريع جديدة، إنما الأهم عدم الوقوع في التكرار أو التوقف في مكاننا.