انتقد الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني أمس تصريحات ادلى بها وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف بشأن الازمة السورية، معتبرا انها "لا تنسجم وروحية الاتفاق" الذي تم التوصل اليه في القاهرة بين موسكو والجامعة العربية. ووصف الزياني، في بيان، تصريحات لافروف بأنها "غير موفقة"، معبرا عن استغرابه "اعتبار لافروف اغلاق دول مجلس التعاون الخليجي سفاراتها في دمشق، يعود لاسباب غير مفهومة، في ضوء شبه اجماع عالمي على ادانة الجرائم الوحشية التي يقترفها نظام الرئيس بشار الاسد بحق الشعب السوري الشقيق في ارجاء البلاد كافة، علاوة على المسؤولية الأخلاقية والانسانية لدول المجلس تجاه الانتهاكات الممنهجة لحقوق المواطنين السوريين".وشدد على أن "العالم اجمع شهد بأن جوهر الاحداث الأليمة في سورية هو إرادة وطنية للشعب السوري لاقامة نظام سياسي ديمقراطي يحترم حقوق الانسان ويكفل المساواة بين المواطنين كافة بما يتنافى تماما مع وضعها في اطار طائفي، وبما لا يتفق على الاطلاق مع التحذير من حكم قادم لأحد مكونات الشعب السوري على حساب مكوناته الأخرى". وكان لافروف قال قبل أيام إن "هناك مخاوف من قيام عدد من الدول بالمنطقة بممارسة ضغوط من اجل إقامة نظام حكم سني في سورية".وأشار الى أن "دول المجلس بوصفها أعضاء في جامعة الدول العربية دعمت ولاتزال تدعم مهمة كوفي عنان في سورية باعتباره مبعوثا مشتركا للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية"، مشددا على "ضرورة الوقف الكامل والفوري من قبل النظام السوري للاستخدام الكثيف لآلة القتل ضد شعبه، في سبيل الترتيب لعملية انتقال سلمي للسلطة في هذا البلد الشقيق"."الكردستاني"الى ذلك، حذر حزب العمال الكردستاني المتمرد، في وقت متأخر من مساء أمس الأول، تركيا من أي تدخل عسكري في سورية.وقال مراد كرايلان أهم قادة "العمال الكردستاني"، المنظمة التي تصنفها أنقرة وواشنطن والعديد من الدول الغربية إرهابية، لوكالة الفرات المقربة من الأكراد من شمال العراق، حيث يملك حزبه قواعد خلفية: "ليكن واضحا انه في حال تدخلت الدولة التركية ضد شعبنا في كردستان الغربي، فان كل مناطق كردستان ستتحول الى ميدان حرب".ويعني كرايلان بكردستان الغربي شمال شرق سورية، متهما الحكومة التركية بـ"التحضير لتدخل في سورية تشجعها عليه القوى الغربية خصوصا الولايات المتحدة وبعض البلدان الاوروبية".وكان الناطق باسم وزارة الخارجية التركية يلحقون أونال قال في تصريح صحافي نشر أمس إن "بلاده تأمل ألا تجرؤ سورية على التورط مجدداً في دعم التنظيم الإرهابي"، نافيا تقارير تحدثت عن وضع هذا الموضوع على جدول أعمال مؤتمر "أصدقاء سورية" الذي سيعقد في 1 ابريل المقبل، محذراً النظام السوري من "العودة إلى دعم حزب العمال الكردستاني".الأوضاع الميدانيةميدانيا، واصلت القوات الموالية لنظام الأسد أمس عملياتها في مختلف أنحاء البلاد، واقتحمت بالدبابات أمس مدينة سراقب المحاصرة منذ اشهر في محافظة ادلب (شمال غرب)، حسبما افاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان.وقال عضو المكتب الاعلامي لـ"مجلس قيادة الثورة في إدلب" نور الدين العبدو إن "26 دبابة دخلت مدينة سراقب من الطرف الغربي، وتمركزت فيها بشكل قسم المدينة الى قسمين".وقال ردا على سؤال إن "الجيش السوري الحر موجود بكثافة في المدينة، الا انه ينكفئ لدى اقتحامها ولا يهاجم القوات النظامية تجنبا لايذاء المدنيين والتسبب في الدمار"، مشيرا الى انه ينفذ هجمات على القوات بعد انسحابها. وذكرت مصادر من "الجيش الحر" أن عناصره اعطبت خمس دبابات للقوات الموالية للنظام في سراقب.وافاد نشطاء في المعارضة بأن القوات السورية قصفت مدينة حمص بقذائف المورتر أمس، ووقعت اشتباكات عنيفة ليل الجمعة - السبت بين القوات الموالية للنظام و"الجيش الحر" في ريف دمشق، خصوصا في عربين ودوما، في وقت استمرت التظاهرات ليل الخميس - الجمعة، لاسيما في دمشق في حي التضامن وحي كفرسوسة وفي دوما وجديدة عرطوز في ضواحي العاصمة، وفي مدينة حلب (شمال).كما واصلت قوات الأسد قصف بلدة قلعة المضيق قرب حماة بالمدفعية الثقيلة وقذائف المورتر، وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إنها تحاول اقتحام المدينة منذ اسبوعين، لكنها تواجه مقاومة شرسة من قوات المعارضة.انشقاق مروحيةوأكدت مصادر في المجلس الوطني السوري أن قائد مروحية عسكرية قصف فرع الأمن العسكري في أعزاز في ريف حلب بعد انشقاقه، بحسب تقرير بثته قناة العربية الفضائية أمس.وقال عضو المجلس الوطني السوري محمد عناد إن الطيار تلقى أوامر بقصف مدنيين في منطقة أعزاز في حلب، إلا أنه رفض الأمر واستهدف مبنى الأمن العسكري في البلدة، مضيفا أن الطائرة هبطت بسلام بعد نفاد ذخيرتها في تركيا، مؤكدا أن قائد المروحية العسكرية المنشق عن النظام موجود في الأراضي التركية الآن.ونفى مصدر سوري هذه الأنباء، وزعم في تصريح بثته وكالة سانا، الموالية للأسد، أن "قنوات الإرهاب الدموي، ومنها العربية، اعتادت بث مثل هذه الأخبار الكاذبة التي تعكس مدى إفلاسها في حملتها العدائية ضد سورية".أنانالى ذلك، وصل مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية كوفي أنان أمس إلى العاصمة الروسية موسكو، تلبية لدعوة من القيادة الروسية، للبحث في سبل التسوية السلمية للنزاع الداخلي في سورية، وأفادت قناة "روسيا اليوم" أمس بأن أنان سيلتقي اليوم الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف، ووزير الخارجية سيرغي لافروف.
آخر الأخبار
"مجلس التعاون" ينتقد موسكو: أحداث سورية ليست طائفية
24-03-2012