الملحن خالد الزايد أحد رواد الحركة الغنائية الكويتية الحديثة، وقد عاصر جيل الفنانين الكبار وتواصل مع جيله وجيل الشباب في مسيرته الفنية الحافلة بألحان جميلة.

Ad

من أبرز المطربين الذين تعاون معهم خالد الزايد في السبعينيات: غريد الشاطئ (أحد أبرز رواد الأغنية الكويتية المطورة في الستينيات)، فلحن له أكثر من أغنية حققت نجاحاً، من بينها: «قلبي ارتجف» (1973) من كلمات الشاعر مبارك الحديبي وقد سجلت في القاهرة، يقول مطلعها:

قلبي ارتجف يوم سـمع طرياك

من حرتي زادت لواهيبـه

شي يرجـعني على ذاكراك وشي يتل القلب ويجيبه

في عام 1975 جدد خالد الزايد تعاونه مع غريد الشاطئ في أغنيتين عاطفيتين من كلمات مبارك الحديبي، صدرتا ضمن شريط غنائي وفر له حضوراً كمطرب نجم على الساحة الغنائية الكويتية، هما: «حسبت أنج»، يقول في مطلعها:

حسبت أنج تصونين الأمانه

تعرفين الوفا مثلاتي آنه

حسبت الطيب في عيونج يبين

حسبت زرع زرعته في مكانه

«شراي»، ويقول في مطلعها:

شراي يا بايع في الرخص قلبـي

شريتك يا حبيبي من كل الوفا والطيب

هقيتك يا حبيبي تشفي الروح والطيب

وتجي تداويني وأنت اللي بيدك ادواي

كذلك غنى غريد الشاطئ من كلمات الشاعر مبارك الحديبي: «هذا الحب»، «لا تفتكر يا حبيبي»، من كلمات خالد بن يزيد «يوادعني»، من كلمات الشاعر سلطان عبد الله السلطان «يكفي خلاص»، «ليالي الضاعين» (صوت عربي).

مع مصطفى أحمد

مصطفى أحمد، أحد المطربين الرواد وأبرز نجوم الأغنية الكويتية الحديثة الذين تعاون معهم خالد الزايد، فغنى له ثلاث أغنيات من كلمات الشاعر الغنائي مبارك الحديبي: «مزيونة»، «ليلة ورا ليلة»، «أشيلك بعيني»، يقول في مطلعها:

يازين لو دار الدهر مال الهوى فـيني

يازين لو بيتي سهر أشيلك بعيني

كذلك غنى مصطفى أحمد من ألحان الزايد وكلمات عبد الأمير عيسى أغنيتين: «كلمتي وحده»، «جربت» (1980) يقول فيها:

جربت وعشت الدنيا طول وعرض

خيرت الناس

وخالفني وجفاني الحظ

مضى عمري مع مد الهوى وجزره

ويحيى أحمد

في منتصف السبعينيات، اتجه نجوم الأغنية الكويتية إلى الخارج لتسجيل أغانيهم وتقديمها في ألبومات غنائية بهدف ترويجها في الأسواق المحلية والخليجية، من بين هؤلاء: المطرب يحيى أحمد الذي تعاون مع الملحن خالد الزايد والشاعر الغنائي مبارك الحديبي في أغنيات (1973) منها: «غناية النهام» يقول في مطلعها:

يا بلادي يا غناية النهام يا بلادي يا منبع الأحلام

يا غناية الجد والعمل

يا منبع الخير والأمل

«أنا مسافر» من كلمات ناشي الحربي (1975)، يقول فيها:

أنا مسافر عن ديارك ما أبي أسمع أخبارك

محيت اليوم تذكارك ولا تطري على بالي

في السبعينيات لحن خالد الزايد نوعاً جديداً من الغناء الهادف اي «المونولوج»، فغنى له المونولوجست المعروف محمد الويس «شاي الضحى».

اكتشاف أصوات غنائية

ساهم الفنان خالد الزايد في اكتشاف أصوات غنائية بارزة، من بينها: المطرب إبراهيم القطان، الذي بدأ رحلته مع الفن في مطلع الثمانينيات في أغنية وطنية بعنوان «يا الغالية» من كلمات الشاعر الراحل عبد الأمير عيسى، يقول فيها:

يا الغالية بقلوب أحبابك ويا الغالية والطيب بترابك

ياما في الدانة والجهراء والسور

ذكرى ربانه محفورة بالنور

عن تعاونه مع الزايد يقول القطان: «الفنان خالد الزايد بصراحة يختلف عن الملحنين في أنه يختار الأصوات الكويتية ويتعب عليها ويعطيها حجمها المناسب حتى يظهرها بالصورة الفنية التي تستحقها، وهذا اجتهاد منه للمحافظة على فنه وأصالته الفنية»...

أضاف القطان: «يقدّم الملحن خالد الزايد الكثير من الجهد للكويت ويختلف حبه لهذه الأرض عن حب الآخرين لها، وقد أبرز أصواتاً فنية كثيرة».

بعد ذلك قدم ابراهيم القطان من تلحين خالد الزايد «وادعيني»، أغنية عاطفية من كلمات عبد اللطيف البناي، يقول في مطلعها:

وادعيني وامسحي دمع العيون

وادعيني وارحمي قلبي الحنون

«لا ماعدمناك»، «جبرني الشوق» (1980)، وقد أعاد خالد الزايد اللحن الذي غنته المطربة رباب بصوت المطرب ابراهيم القطان، الذي كانت الأغنية في الأساس له، لكن تدخلت ظروف في عدم تسجيلها، فاقترح الشاعر الغنائي الشيخ خليفة العبد الله الخليفة - رحمه الله – (كاتب كلماتها) أن تؤديها الفنانة رباب فغنتها ونالت نجاحاً غير متوقع.

من أشهر الأغاني التي لحنها الزايد للفنانة رباب: «البارحة» من كلمات بنت الجزيرة، «أجرح»، يقول في مطلعها:

أجرح وعذب على ما تشتهي

الصبح يبقى والخديعة تنتهي

شيع سري واحمله لكل البيوت

تتعب أنت وأنا من طبعي السكوت

«متعنين» و{هذاك أول»، من كلمات الشاعرين: عبد اللطيف البناي وعبد الأمير عيسى. «تشوقت» و{يا نور عيني» و{حبايبنا» من كلمات الشاعر مبارك الحديبي، «لا تستغرب» و{يا حرة» ومن كلمات فايق عبد الجليل، «وين الصبر» و{أصفق عليك» من كلمات فيصل بن يزيد.

ذروة المجد

اعتمدت الثمانينيات على موهبة الفنان الزايد الخارقة التي لازمته، وهي مرحلة أصيلة أثبتت أن الفنان يجب أن يتسلح بالعلم والأدب والخلق، ما انعكس على ألحانه فبلغ فيها ذروة المجد الفني، ورفع الأغنية الكويتية إلى مستوى كبير من الشهرة، ومن بين هذه الأغاني: «يا دنيا» غناء عبد الله الرويشد، «عيدنا عيدين» لنبيل شعيل، «خيرت قلبي» لنوال، «قلت أتحمل»، «نهيت النفس»، «موفق ومسموح» لفتاة سلطان.

كذلك غنى عبد المحسن المهنا من ألحان خالد الزايد: «يا نور عيني»، «الله أكبر»، «يا ذا الحمام» من كلمات عبد اللطيف البناي، «هقاوي» (1979) لعبد الكريم عبد القادر، وتعد من الأغاني الطويلة، التي لحنها خالد الزايد، ويقول في مطلعها:

أقضي الليل في حب وهقاوي

كل ساعة تجي وتروح هقوه

الا يا روح روحي ما في هقاوي

واطلع كاذب لو قلت أقوه

وللمطرب صالح الحريبي نصيب لا بأس به من ألحان خالد الزايد، فمن كلمات مبارك الحديبي غنى «جرح الهوى»، «هلا به». «يا بعيدين» من كلمات عبد اللطيف البناي. «يا خلاف» من كلمات عبد الأمير عيسى...

أما المطرب مبارك المعتوق فغنى من ألحان خالد الزايد مجموعة من الأغنيات من بينها: «مشيت سنين» من كلمات عبد العزيز سلطان، «عشاق الهوى» من كلمات نايف المخيمر، «لا تشره علينا» من كلمات مبارك الحديبي، «كويت العرب» (1973) أغنية وطنية من كلمات عبد المحسن الرفاعي يقول في مطلعها:

كويت العرب حبيبتنا

وإرادة الشعب إرادتنا

بفضل الشعب وأمير القلوب

جميع الناس هنتنا

بدوره غنى المطرب خليفة بدر من ألحان الفنان خالد الزايد «عادت الأيام»، وغنى الفنان محمد المسباح من ألحان خالد الزايد وكلمات يوسف ناصر «آخر كلام» (1988) ويقول في مطلعها:

آخر كلامي لك أنا باسألك مين غير أحوالك مين هو بدلك

ويلح في طلب الجواب جاوب كلامي وقول بالله عليك

وفي العام نفسه غنى المسباح أغنيتين من ألحان الزايد وكلمات مبارك الحديبي: «سولفي»، يقول فيها:

سولفي

خليـني أسمع واكتفي

يمكن أعرف المختفي

يمكن بقلبك حكي

يمكن بعينيك بكي

سولفي

«خلي»، يقول في مطلعها:

خلي بلا تفكير في حكمه استعجل

قرر يبي الرجوع ما هزته الدموع

وكان ودي الموضوع

أشوية يتأجل

ومن آخر الأغنيات، التي غناها محمد المسباح من ألحان الزايد «الا ياللي تنشد» يقول فيها:

الا ياللي تنشد عن حياتي ترى هي في غيابك ماهي زينة

أنا مالي عن قربك غناتي عسى الواحد شسوي مو بدينه

نموذج للكفاح

سيرة الفنان القدير خالد الزايد هي نموذج للكفاح والصبر وقوة الإرادة، فقد انتابه تأثير قوي وتيار جارف دفعاه إلى عالم الغناء والموسيقى، فثبت قدمه في دنيا الفنون بصفاء ذهنه وموهبته، وجمع حول فنه جمهوراً كبيراً، وجعل من حب الناس له ولفنه ثروة ضخمة لا تقدر بمال...

على الرغم من أن انتاجه في تلحين الأغاني أصبح محدوداً، إنما يكفيه حضوره المتميز كمدرب وملحن في «فرقة التلفزيون للفنون» منذ العام 1982، إذ ساهم في تقديم ألوان شعبية مطورة ومطلوبة للفرقة.

ومن آخر أعماله الغنائية مع فرقة التلفزيون، تلحين أغنيات شعبية مطورة جميلة منها: «أسهر»، «مشتاق»، «سلبت القلب» «ألا حي لبنى» من قصائد الشاعر قيس لبنى.

يقول خالد الزايد عن «فرقة التلفزيون للفنون»: «تستمد فنها من التراث الكويتي الأصيل، إنما المطلوب برأيي أن تنزل إلى العمل التجاري عن طريق وزارة الإعلام من خلال تسجيل أشرطة خاصة بها، هكذا يتم استثمار الطاقات الفنية في هذه الفرقة من خلال رفع أجور الفنانين وتسويق أعمال الفرقة بالكاسيت والفيديو».

ومن آخر نشاط الملحن خالد الزايد مع فرقة التلفزيون تسجيل أربع أغنيات ضمن سهرة تلفزيونية، ثلاث من تأليف الشاعر الغنائي عبد الله العجيل وقصيدة بالفصحى للشاعر العربي «قيس بن ذريح»، وقد اشرف على تنفيذها الفنان جاسم الغريب من خلال الاستعانة بأجهزته التقنية وفكره الفني في التوزيع الموسيقي.