• «التمييز» أكدت عدم صحة المعلومات التي بثتها القناة بطرد المواطنات لوالدهن وإيداعه «الطب النفسي»

• المحامي الفضلي: القناة عجزت عن إثبات سلامة كل ما بثته... ونطالبها بالاعتذار

Ad

في حكم قضائي بارز في مجال التعويضات المدنية قضت الدائرة المدنية الخامسة في المحكمة الكلية، برئاسة المستشار سعود النمران وعضوية القاضيين ايهاب مصطفى وفتح الله حسين، بإلزام مذيع برنامج «تو الليل» على قناة الوطن الفضائية ومدير القناة بتعويض ثلاث مواطنات مبلغ 150 الف دينار كويتي ومبلغ 1000 د.ك عن اتعاب المحاماة، بعدما انتهت المحكمة إلى ثبوت الخطأ بحق المدعى عليه الأول مقدم برنامج تو الليل ومدير عام القناة لمسؤوليته عما تم بثه.

وعلى الرغم من انتهاء حكم محكمة اول درجة إلى الزام الوطن ومذيع البرنامج بمبلغ 150 ألف دينار الا أن المواطنات وعبر محاميهن الدكتور فايز الفضلي قد طعنَّ الأسبوع الماضي على الحكم أمام محكمة الاستئناف للمطالبة برفع التعويض المدني إلى مبلغ 300 الف دينار نتيجة الأضرار التي اصابتهن من جراء بث القناة لمقابلة مع والدهن تضمنت اتهامات غير صحيحة لهن ونعتتهن بألفاظ وصفات غير حميدة مما أدى إلى المساس بكرامتهن وسمعتهن وحياتهن الخاصة.

وقبل لجوء المواطنات إلى القضاء المدني للمطالبة بالتعويض ضد القناة ومذيعها، اصدرت محكمة التمييز حكماً نهائياً في الشكوى المقامة من المواطنات ضد القناة ومذيعها انتهت بتغريمهما مبلغ ثلاثة آلاف دينار لكل منهما على خلفية بثهما لمعلومات غير صحيحة في حلقة ببرنامج تو الليل مع والدهن، ولم تتمكن القناة من اثبات صحتها حتى امام القضاء الجزائي بعدما اتهمت النيابة العامة القناة بأنها نسبت للمواطنات اتهامات غير صحيحة ولا تمت للواقع بصلة، وان القناة قد نالت بسمعتهن وكرامتهن وحضت الغير على كراهيتهن وازدرائهن والسخرية منهن ونعت الغير لهن بعقوق الوالدين وهي المعلومات الكاذبة.

وقال محامي المواطنات د. فايز الفضلي وبعد أن حصحص الحق وثبت قطعياً بعدم صحة ما بثته القناة ومذيعها من أن المواطنات الثلاثة قمن بطرد والدهن ووضعه في مستشفى الطب النفسي للاستيلاء على منزله وبعد أن عجزت القناة ومذيعها إثبات سلامة كل ما بثته بعدما أوهمت الرأي العام والمشاهدين بصحة الاتهامات التي بثتها بحق المواطنات الثلاث وبتجردهن من أبسط المشاعر تجاه والدهن بشكل مجاف للحقيقة والواقع، لكنها وللأسف عجزت عن إثبات صحة تلك الاتهامات التي ألصقتها بحق المواطنات والتي انتهى القضاء الجنائي الى عدم صحتها وقضى بتغريمهما بثلاث درجات تقاضي آخرها محكمة التمييز بإدانة القناة ومذيعها بمبلغ 3 آلاف دينار كويتي.

وأضاف: «الآن حصحص الحق وثبت عدم صدق ما بثته القناة فهل تتحلى قناة الوطن بالشجاعة وتبث اعتذاراً للمواطنات الثلاث، بعدما بثت بما يخالف الحقيقة من انهن عاقات لحقوق والدهن وثبت عدم صحة ذلك؟ وهل تتحلى قناة الوطن بالشجاعة وتعلن للرأي العام الكويتي أنها بثت في شهر ابريل 2009 حلقة في برنامج تو الليل، أعدها وقدمها المذيع ووافق على بثها مدير عام الوطن، نالت من سمعة المواطنات الثلاث وكرامتهن وحضت الغير على كراهيتهن والسخرية منهن، وثبت بحكم قاطع نهائي بعدم صحة ما بثته وتم تغريم المتسببين عن ذلك بمبلغ 3 آلاف دينار وأعقب ذلك الحكم الجنائي النهائي حكم بتعويض المواطنات بمبلغ 150 الف دينار».

واوضح الفضلي ان المواطن في هذا البلد الصغير لا يملك الا كرامته وسمعته وإهدارها لا تضاهيه لا الآلاف ولا الملايين، مطالباً القناة ببث اعتذار لمشاهديها والرأي العام عما بثته بعد أن ثبت عدم صحته قضائياً.

واستندت المحكمة المدنية في حكمها الى أن العبارات الواردة بالبرنامج التلفزيوني تمثل تعديا صارخا على الحياة الخاصة للشاكيات، ويشكل مساساً بكرامتهن ويؤذي سمعتهن، وان المدعى عليهم انتهكوا الشروط والأوضاع التي حددها القانون لممارسة حرية الرأي» .

وقالت المحكمة المدنية «لا شك في أن المدعيات قد أصبن بأضرار أدبية وحسية تمثلت في ما ألم بهن من آلم وحزن وقهر وما أصاب سمعتهن بين معارفهن وأقاربهن وأصدقائهن ومركزهن الأدبي من جراء المساس بكرامتهن وسمعتهن وحياتهن الخاصة في الحوار التلفزيوني الذي اعده وقدمه المدعى عليه الأول على قناة الوطن، وأجاز المدعى عليه الثاني مدير القناة بثه والذي له الأثر النفسي البليغ على حياة المدعيات، ومن ثم تقدر المحكمة التعويض الجابر عن الضرر الأدبي الذي لحق بهن بمبلغ وقدره خمسين ألف دينار كويتي لكل مدعية.