في وقت كانت المعارضة السورية لاتزال تتخبط في مشاكلها وانقساماتها السياسية أثناء اجتماعها في الدوحة، قُتل 20 عنصراً من القوات النظامية السورية، أمس، في انفجاريّ سيارتين مفخختين قرب نقطة عسكرية في مدينة درعا في جنوب البلاد.

Ad

وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن «ما لا يقل عن عشرين عنصراً من القوات النظامية قُتلوا إثر اقتحام سيارتين مفخختين لمعسكر القوات النظامية في الحديقة الخلفية لنادي الضباط حيث انفجرتا بفارق دقائق»، مشيراً إلى أن هناك خياماً للجنود في الحديقة الخلفية للنادي.

وذكر عبدالرحمن أن انفجاراً ثالثاً لم تُعرف طبيعته وقع في ملعب في المدينة به نقطة عسكرية أيضاً، من دون أن يوقع ضحايا.

في غضون ذلك، استمرت الاشتباكات بين القوات النظامية والمجموعات المعارضة المقاتلة في ريف دمشق، بحسب المرصد الذي أشار إلى وصول «تعزيزات عسكرية» للقوات النظامية إلى محيط مدينة داريا التي شهدت بساتينها اشتباكات عنيفة خلال الأيام الفائتة».

المناطق الكردية

في هذه الأثناء، أعلن مدير المرصد السوري أن «مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (فرع حزب العمال الكردستاني التركي) سيطروا على مدينتيّ تل تمر والدرباسية بعد محاصرة مديريتيّ الشرطة فيهما، بالإضافة إلى مقار للاستخبارات العسكرية وأمن الدولة وغيرها من المراكز الأمنية لساعات طويلة».

وأوضح عبدالرحمن أن الأهالي شاركوا في الحصار وأجروا مفاوضات مع القوات النظامية طالبين منها الانسحاب من هذه المقار لتجنيب مناطقهم معارك كتلك التي شهدتها مدينة راس العين أمس الأول، بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة انتهت بسيطرة هذه المجموعات على المدينة. وأوضح المرصد أن المقاتلين الأكراد سيطروا أيضاً على المعبر الحدودي مع تركيا في الدرباسية، وهو معبر صغير.

اجتماعات الدوحة

في هذه الأثناء، واصلت المعارضة اجتماعاتها في الدوحة، في محاولة للتوصل إلى اتفاق على تشكيل هيئة سياسية جديدة ممثلة وفاعلة في مواجهة نظام بشار الأسد.

وانتظرت المعارضة السورية أمس رد المجلس الوطني، أحد أبرز مكوناتها، على مبادرة تحظى بموافقة واسعة بين المعارضين وتنص على إنشاء هيئة سياسية تضم حوالي ستين ممثلاً عن أطياف المعارضة وتتولى تشكيل حكومة مؤقتة.

ويتحفظ المجلس الوطني الذي يخشى تهميشه على المبادرة، وطلب مهلة حتى يوم أمس، لإعلان موقفه النهائي، علماً بأنه سيطرح خلال اجتماع المعارضة الموسع رؤيته لتوحيد المعارضة وتنص على «إنشاء أربعة أجسام» هي «الحكومة المؤقتة، وصندوق دعم الشعب السوري مع دعوة أصدقاء الشعب السوري إلى تقديم الدعم له دون تأخير، والقيادة المشتركة للقيادة العسكرية من الداخل، ولجنة قضائية سورية».

«الوطني أقدم»

من جهته، أعلن الرئيس الجديد للمجلس الوطني جورج صبرا في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة القطرية أن «المجلس الوطني أقدم من المبادرة السورية أو أي مبادرة أخرى، والمطلوب منا جميعاً الذهاب إلى مشروع وطني، وليس مطلوباً من أي جهة الانضواء تحت لواء جهة أخرى».

النظام والحوار

في المقابل، أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن الخيار الوحيد للخروج من الأزمة السورية هو الحوار الوطني المفتوح.

واعتبر في حديث للتلفزيون السوري أمس الأول، أنه «بمجرد قبول القوى السياسية أو المعارضة بمبدأ الحوار فيعني أن عقلها بات محكوماً بمنطق آخر، وإذا التزمنا بعد ذلك آداب الحوار وأصوله فيعني الخروج بنتائج تحكم عليها في النهاية الإرادة الشعبية التي هي صاحبة القرار من خلال صناديق الاقتراع».

ورأى أنه «عندما تقتنع المعارضة بأن الحوار هو الخيار الوحيد وتستجيب لقرار القيادة في سورية بالحوار، فنحن لن نتراجع عن هذا الخيار، لا دولة ولا قوى سياسية ولا أحزاباً، ولكن تصدي الجيش العربي السوري للإرهاب لا علاقة له بهذا الخيار، لأن هذا التصدي هو دفاع عن هذا الخيار وحماية له».

(دمشق - أ ف ب،

رويترز، يو بي آي)