في كلمة ألقاها الوزير الحجرف نيابة عن سموه في منتدى الطاقة العالمي 2012

Ad

شدد الحجرف على أن "مطالب تأمين الطاقة المستدامة هدف يجب أن نعمل معاً على تحقيقه، حتى تكون مصادر الطاقة ملائمة للبيئة، مع تطوير التقنيات النظيفة من أجل تحقيق تنمية مستدامة وتوجيه الموارد والجهود لتطوير التقنيات للتعامل مع قضايا البيئة العالمية بما فيها التغيير المناخي".

افتتحت أمس أعمال "منتدى الطاقة العالمي 2012" الذي تستضيفه دولة الإمارات على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة 2500 عضو من مختلف دول العالم، على مستوى رؤساء دول وحكومات وخبراء وممثلين عن عدد من الهيئات والمنظمات الدولية المعنية.

أجواء مضطربة

وألقى ممثل سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وزير المالية وزير التربية والتعليم العالي بالوكالة د.  نايف الحجرف، كلمة نيابة عن سموه قال فيها إن "اعمال منتدى الطاقة تنعقد في ظل اجواء سياسية واقتصادية مضطربة تتطلب التشاور والتنسيق والتواصل من خلال هذه اللقاءات الهامة التي نعقدها اليوم، لبحث اوضاعنا الاقتصادية الراهنة، وخاصة ما يتصل بأسواق الطاقة والتحديات التي تواجهها سعيا إلى تجاوز العقبات، وتطلعاً الى قيادة اقتصاداتنا الى الاستقرار والثبات".

وأضاف الحجرف إن "اختيار موضوع المنتدى يعكس اهتمامنا وحرصنا على تحقيق المعالجة المثلى لاضطرابات اسواق الطاقة حيث يأتي اختيار الاشقاء في دولة الامارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة والشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ليجسد هذا الحرص للوصول الى ما نرمي اليه من اهداف نبيلة ومقاصد خيرة".

وأشار الى ان "الطاقة تشكل العمود الفقري لدعم كافة اوجه الانشطة الصناعية والتجارية والاقتصادية وتعتبر الطاقة والنمو الاقتصادي العالمي عاملين متلازمين فالطلب على الطاقة يعتمد اساسا على نمو واستقرار الاقتصاد العالمي".

وتابع "كما ان استقرار اسواق الطاقة وامداداتها ضروري للنمو الاقتصادي العالمي وتتفق توقعات الصناعة الى ان الجزء الاكبر من احتياجات الطاقة العالمية لعدة عقود مقبلة سيوفره الوقود الاحفوري من النفط والغاز والفحم ولابد في هذا المقام ان نستذكر معا التحديات التي تواجهها اسواق الطاقة وفي مقدمتها الاستثمار لتنويع مصادرها وكذلك ضمان امدادات كافية والتقلبات في أسواقها والسياسات الاقتصادية في المناطق المنتجة والمستهلكة بالاضافة الى التصدي لفقر الطاقة".

مسؤوليات مشتركة

وشدد الحجرف على ان "مطالب تأمين الطاقة المستدامة للجميع هدف يجب ان نعمل معا على تحقيقه حتى تكون مصادر الطاقة ملائمة للبيئة وان تطوير التقنيات النظيفة من اجل تحقيق تنمية مستدامة وتوجيه الموارد والجهود لتطوير التقنيات للتعامل مع قضايا البيئة العالمية بما فيها التغيير المناخي جنبا الى جنب هو جزء من الاجراءات والسياسات العالمية التي يتم اتخاذها ضمن اتفاقية الامم المتحدة الاطارية للتغيير المناخي اعتمادا على مبدأ المسؤوليات المشتركة".

واضاف "من هنا نرى اهمية التعاون الدولي في مجالات البحث العلمي والتقني من خلال زيادة التمويل المخصص لمجالات البحث العلمي والتقني وتشجيع القطاع الخاص على المساهمة في تمويل الابحاث العلمية والتقنية المتخصصة ووضع الحوافز اللازمة لذلك والعمل على إقامة مراكز بحثية".

وتابع ان "من أهم التحديات ايضا ارتفاع معدلات الاستهلاك من الطاقة نتيجة ارتفاع معدل النمو السكاني وزيادة خطط التنمية وحجم المشروعات"، لافتا الى ان "تطور وانتشار التكنولوجيا عاملان رئيسيان في زيادة كفاءة استخدام الطاقة وتنويع مصادرها وخفض تكاليفها والتخفيف من آثارها البيئية".

وقال الحجرف إن "الحوادث المتكررة في انتاج الطاقة ومنها حادث زلزال فوكوشيما في اليابان الذي طال المفاعلات النووية تؤكد اهمية وضع معايير آمنة للحيلولة دون حدوث اثار سلبية على الانسان والبيئة"، مشيرا الى انه "من هنا تأتي اهمية هذا المنتدى في تفعيل آليات حوار الطاقة بين المنتجين والمستهلكين تحت مظلة منتدى الطاقة الدولي للمساهمة في نمو الاقتصاد العالمي واستقرار اسواق الطاقة".

وتابع "في هذا السياق تأتي المبادرات الرائدة في مجال الطاقة والتي تدعو الى بناء مزيج متنوع من مصادر للطاقة مع الأخذ في الاعتبار استخدام التقنيات النظيفة والمتطورة لتقليل الانبعاثات التي تزيد ظاهرتي الاحتباس الحراري وتغيير المناخ وخلق المزيد من فرص العمل وتوفير امدادات الطاقة اللازمة لمعدلات النمو المتزايد واستغلال مصادر جديدة للطاقة الشمسية ودعم استخدامات الطاقة النظيفة".

وقال ان اكتساب الخبرات في هذا المجال يمثل اهمية كبيرة ستساعد في الانتقال الى الاقتصاد القائم على المعرفة وزيادة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الاجمالي.

تقنيات نظيفة

وأشار الحجرف الى ان الكويت تؤكد التزامها مع المجتمع الدولي لمواجهة التحديات العالمية المتعلقة بالطاقة والتقدم الاقتصادي من خلال استثماراتها في قطاعات الطاقة المختلفة وتشجيع التقنيات النظيفة المتعلقة في مجال النفط والغاز لضمان تدفق الامدادات بشكل آمن ومتاح تسير بالتوازي مع الاستثمار في الموارد البشرية والبنية التحتية وتطوير القطاعات غير النفطية لتحويل الاقتصاد من اقتصاد قائم على الموارد الطبيعية الى اقتصاد متنوع قائم على المعرفة.

وقال الحجرف إن "ما وفره الأشقاء في دولة الامارات العربية المتحدة للمنتدى من عناصر اساسية تدل على نظرة ثاقبة وادراك لأهمية الطاقة باستمرار ونمو الاقتصاد العالمي ستتكفل دون شك في انجاحه وتحقيق أهدافه المرجوة وتجعلنا نتطلع الى ما سيصدر عنه من توصيات وافكار ستعزز عملنا في مجال أمن امدادات الطاقة والاستثمار بها".

وأوضح أن من الجوانب المهمة في هذا الملتقى الاعلان الرسمي عن اليوم العالمي للطاقة الذي سيصادف 22 من أكتوبر من كل عام ليكون احتفالية عالمية للطاقة النظيفة والمتجددة والمستدامة.

وتابع "ان الاعلان عن اليوم العالمي للطاقة يتطلب أن تواكبه حملات توعية كبيرة سواء في المدارس والكليات والجامعات ويكون هناك تثقيف للمجتمعات واشراك جمعيات النفع العام ومؤسسات المجتمع المدني في تأكيد وتعزيز أهمية الطاقة النظيفة والمستدامة".

وذكر ان الملتقى شهد حضورا كبيرا وتمثيلا على مستوى عال مشددا على أهمية قضايا الطاقة البديلة والمتجددة، مشيرا الى أن العالم سوف يشهد الكثير من التحديات إن لم يسارع في إيجاد مصادر بديلة للطاقة.

حدث عالمي

وأقيم حفل الافتتاح برعاية وحضور نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وبمشاركة ممثل سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وزير المالية وزير التربية والتعليم العالي بالوكالة د.  نايف الحجرف.

وألقى نائب حاكم دبي الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم كلمة دولة الإمارات في افتتاحية المنتدى، وقال فيها ان هذا الحدث العالمي يعقد لأول مرة خارج مقر الأمم المتحدة في نيويورك، ويهدف إلى زيادة التعاون الدولي وتبادل التجارب والخبرات من أجل توفير طاقة مستدامة وآمنة ونظيفة تنعم بها الشعوب وتحقق رفاهيتها الاقتصادية والاجتماعية.

وأضاف أن "مليارا ونصف المليار بين نحو سبعة مليارات نسمة في العالم محرومون من نعمة الطاقة الكهربائية، ما يشكل تحديا جماعيا، علينا جميعا مواجهته من خلال التعاون والتنسيق بين الدول المتقدمة والنامية كافة"، مؤكداً أن دولة الإمارات رغم كونها دولة نفطية فإنها تسعى بجدية للحد من مسببات تغير المناخ وتحقيق الاستدامة في تنويع مصادر الطاقة، وتأكد ذلك من خلال استضافتها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) ومقرها العاصمة أبوظبي.

وأشار الشيخ مكتوم الى مشروع الامارات في تخطيط وتنفيذ بعض مشاريع استخدام الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء ورفع كفاءة الإنتاج واعتماد تطبيق استراتيجية الاقتصاد الأخضر، وغيرها من المبادرات والخطوات الهامة على طريق الاستدامة.