في هذه الأوراق، تصادف قتلة ومجرمين وقطاع طرق، ربما تعثر على بعض السكاكين والمسدسات وكثير من العدوانية، لكنك أيضاً ستعثر على أسباب غريبة للجريمة، وعلى ما لا يمكن أن تجده لدى المحللين والخبراء وصناع القرار... إنها أوراق حقيقية من أجندات ضباط مباحث، أتاحوها لقارئ «الجريدة» بما تضمه من وقائع وصور وذكريات مطارداتهم لتلك اليد الخفية، التي عرفتها البشرية منذ الأزل، وهي يد القاتل.

Ad

هذا الحادث كان يُمكن أن يسبب حيرة وارتباكاً لشرطة سكوتلانديارد... ولا تصل إلى الجاني. لا أقول هذا دفاعاً عن مهارة الشرطة المصرية، لكنها الحقيقة. وتعالوا معاً نفتح ملف هذا الحادث ونعايش ظروفه وملابساته، ثم احكموا أنتم في النهاية!

كانت البداية بلاغاً عادياً عن اختفاء فتاة جامعية جميلة عمرها تسعة عشر عاماً... صورتها تدل على وجه فائق الجمال. قالت أمها في البلاغ إن ابنتها تلقت مكالمة هاتفية من خطيبها أو حبيبها، الذي أوشك أن تلبس «زيزي» دبلته بعد أسابيع قليلة، ولأنه مريض ومصاب بكسر في ذراعه خرجت زيزي لزيارته في منزله في مدينة السادس من أكتوبر الساعة الرابعة عصراً... ولم تعد حتى الساعة الثانية صباحاً. هاتفها خارج الخدمة، ولا أثر لها عند أقاربها وصديقاتها ولا يوجد اسمها في دفاتر المستشفيات أو الأقسام أو حتى المشارح!

البلاغ لم يتم تحريره في محضر رسمي طبقاً للقانون، لأنه لم تمر على واقعة الاختفاء 48 ساعة! لكن نظراً إلى أن الأسرة تضم شخصيات عامة ومعروفة تم الاستماع إلى الأم من باب الاحتياط بعدما تلقت المباحث أكثر من مكالمة من أكثر من شخص مهم وله حيثية بالمجتمع!

خطوة مهمة بادرت بها الأسرة خلال الثماني والأربعين ساعة التالية... قاموا بمسح شامل لمدينة السادس من أكتوبر بحثاً عن سيارة زيزي، لكن لا وجود لها في أي بقعة من بقاع المدينة. وبعدما مرّ اليومان، بدأت المباحث تعمل بشكل قانوني ورسمي في البلاغ... واستدعينا الأم مجدداً لسؤالها عن الشخص الذي قالت عنه إنه سيتقدم لخطبة زيزي بعد أسابيع قليلة، خصوصاً أن صديقات زيزي لا يعرفن شيئاً عن هذا الشخص ولم تحك لهن أية معلومات عنه، سوى أنه سيكون مفاجأة ولا تستعجل الأحداث! قالت لنا الأم:

«ابنتي ليست من النوع الذي يكشف سره لصديقة أو قريبة أو زميلة. أنا مستودع أسرار زيزي. تحكي لي عن حياتها الخاصة والعامة ما لا تبوح به لأحد... وفي العام الأخير، تحديداً مع بداية العام الجامعي، حاول زميلها علاء التقرب إليها وصارحها بحبه وهيامه بها، لكنها صدته بأنها لا تشعر نحوه بأكثر من إحساس الأخت نحو أخيها... وعلى رغم مطارداته لها لم تغير موقفها نحوه حتى أصابه اليأس واختفى من حياتها... كانت زيزي تحكي لي هذه التطورات أولاً بأول... وكان من بين ما روته لي أن هذا الشخص قبل أن ينسحب من حياتها صارحها بأن ابن خالته ثروت، حينما سمع منه حكايته مع زيزي نصحه بالابتعاد عنها واحترام مشاعرها! وبعد أيام أخبرتني زيزي أنها تلقت مكالمة رقيقة من ثروت اعتذر فيها عن تصرفات ابن خالته علاء وظل يمتدح أخلاقها ويدعوها لتشكر القدر الذي أنقذها منه لأنه شاب مخادع وسيئ الأخلاق وليس طالباً جامعياً كما تتصور ويتوهم زملاؤها! وأنه يذهب في بداية كل عام دراسي إلى طلاب السنة الأولى ويوهمهم أنه زميل لهم في السنة الثالثة، حتى يوقع بإحدى الفتيات في غرامه لينال منها ما يشاء ثم تفاجأ الضحية بأنه فص ملح وذاب! شكرته زيزي بشدة ومنحها هاتفه ليكون في خدمتها أي وقت! وفعلاً تأكدت زيزي بعد ذلك من أن علاء هذا ليس طالباً بأي عام دراسي بالكلية التي تدرس فيها، فقررت الاتصال بثروت لتشكره مرة ثانية».

في هذه المكالمة شعرت بإعجابه الشديد بها وبأخلاقها وقدم له نفسه كمخرج سينمائي شاب يقوم حاليا بعمل فيلم تسجيلي سياسي سيدفع به إلى مصاف النجومية. وطالت الأحاديث وتكررت المكالمات الهاتفية بشكل منتظم ودائم حتى طلب أن يتقدم لأسرتها طالبا يدها.. ولما سألته زيزي كيف يخطبها دون أن يراها رد عليها بأن صورتها أطارت النوم من عينيه كما أنه تعرف على أخلاقها الحميدة من مواقفها مع ابن خالته علاء، لكن أمه هي التي تتمنى رؤيتها قبل أن تذهب معه إلى أسرتها. واتفقا على يوم يقابلها فيه بأحد الكافيهات ومعه أمه ثم يتقدم لخطبتها في الأسبوع التالي. وحينما سألته زيزي عن علاء وموقفه من الخطوبة أقسم لها أن علاء تحول إلى شخص آخر وكأنه ولد من جديد بعد الدرس الذي أعطاه له وانتظم في دراسته واهتم بمستقبله. وأن علاء سيكون أول المهنئين لها بالخطوبة!

واستطردت الأم قائلة:

- «... صارحتني زيزي أنها أحبَّت ثروت من أسلوبه وأناقة كلماته ورجولة مواقفه وتمسكه بها وإصراره ألا ينام كل ليلة إلا بعد أن يكون صوتها آخر ما يسمعه.. وألا يستيقظ كل صباح إلا بعد أن يكون صوتها أول ما تلتقطه أذناه! وفي اليوم المحدد لمقابلة زيزي لأم ثروت في أحد الكافيهات نزلت ابنتي من البيت بعد أن أخبرتني إلى أين هي ذاهبة.. وأخبرتني أنها لا تعرف أين سيتم اللقاء لأن ثروت طلب منها أن تتصل به فور وصولها إلى المول الكبير في بداية مدينة السادس من أكتوبر وأن تتوقف في هذا المكان حتى يصل إليها وبصحبته أمه في سيارته... ونزلت ابنتي ولم تعد»!

بلاغ خطير!

وضعنا أكثر من خط أحمر تحت كثير من المعلومات التي أدلت بها الأم... لكن لم نستطع أن نصل إلى مكان زيزي أو نحدد شخصية ثروت أو علاء، خصوصاً أن هاتف زيزي كان خارج الخدمة! أسبوع كامل كادت عين الأم أن تصاب فيه بالعمى حزناً على اختفاء ابنتها... الأسرة كلها كانت خلية نحل تبحث في كل مكان وأعصاب الجميع أصابها التوتر... أما نحن في مديرية أمن القاهرة فقد تلقينا بلاغاً جديداً وعلى قدر كبير من الخطورة... البلاغ الجديد يقول إنه تم العثور على حقيبة سفر محترقة في صحراء طريق مصر – السويس... وأن داخل الحقيبة جثة فتاة متفحمِّة تماماً وملفوفة داخل «سجادة قديمة» (من النوع المعروف باسم «الكليم») محترقة هي الأخرى!

الشيء الوحيد الذي كان متبقياً من الجثة هو فردة حذاء القتيلة! وكان علينا أن نبحث في بلاغات الغياب المحررة عن اختفاء فتيات من عمر القتيلة المحترقة وعرض فردة الحذاء على أسرتها لعل وعسى، تكتشف إحدى الأسر أن الجثة لابنتهم الغائبة.. وكان عدد العائلات الذين انطبقت عليهم المواصفات أربع عائلات من بينهم عائلة زيزي!.. وكانت المفاجأة المذهلة عندما أمسكت أم زيزي بفردة الحذاء وراحت تمطرها بالقبلات حتى أغشي عليها!.. باقي العائلات انصرفوا في هدوء بعد أن تأكدوا أن فردة الحذاء لا تخص ابنة إحدى هذه العائلات!.. هكذا أصبحنا أمام حقيقة ثابتة وهي أن الجثة المحترقة وفردة الحذاء لزيزي.. وهكذا استبعدت أسرتها احتمال أن زيزي تعرضت لجريمة خطف، واقتنع الجميع أننا أمام جريمة قتل بشعة. لكن من هو القاتل؟! لا بد من أنه علاء أو ثروت أو كلاهما... لكن كيف نعثر عليهما أو على أحدهما وليس تحت أيدينا أية معلومة عنهما؟!

فكرة رائعة طرأت على ذهني: ما دام الجاني حطم هاتف زيزي وتخلص منه نهائياً، فلماذا لا نتصل بشركة الهاتف لمعرفة آخر المكالمات التي تلقتها أو اتصلت بها زيزي؟! فعلاً، نفذت الفكرة وتبين أن آخر رقم اتصل بزيزي تكرر اتصاله بها ثلاث مرات بعدما غادرت المنزل بنصف ساعة عصر يوم الحادث. وبالكشف عن هذا الرقم كانت المفاجأة الثانية: إنه أحد أرقام بطاقات الهاتف الذي يتم الاتصال من خلالها من إحدى كبائن الطريق العام!

الطريق إلى الجاني!

أصبحنا على بعد خطوات من نجاح خطتنا... اتصلنا بالشركة الحكومية التي تطبع هذه البطاقات الممغنطة وأعطيناها الرقم الخاص بالبطاقة وأمر من النيابة العامة بأن يحددوا لنا أرقاماً أخرى اتصل صاحب هذا الرقم بها كي نتوصل إلى شخصيته... حصلنا على خمسة أرقام غير رقم زيزي تم الاتصال بها من هذه البطاقة قبل أن ينفد رصيدها!

استدعينا أصحاب الأرقام الخمسة بشكل سري للغاية... وكان السؤال الموجه إلى كل واحد منهم محدداً وواضحاً وصريحاً: من هو صاحب هذا الرقم الذي اتصل بك في هذا الوقت؟

وكانت الإجابات الخمس واحدة: إنه علاء! وكان السؤال الثاني: «أين يقيم؟!»... وكانت الإجابة واحدة أيضاً: في مدينة السادس من أكتوبر! اثنان من الخمسة قالا إنهما أصدقاء لعلاء، لكنهما لا يعرفان عنوانه بالتفصيل... وثلاثة حددوا العنوان بشكل مفصَّل! وتحفظنا على أحدهم لأنه منذ علم أنني ضابط مباحث كان مرتبكاً ويحاول إخفاء معلومات عن صديقه! ذهبنا إلى العنوان المحدد فكانت في استقبالنا مفاجأة غير سارة... الشقة مفروشة وآخر مستأجر لها اسمه علاء، وقد تركها قبل ثلاثة أيام إلى حيث لا يعلم أصحاب العقار! إلى هنا وكان لا بد من العودة إلى مديرية الأمن حيث صديق علاء الذي أمرت بالتحفظ عليه ساعات عدة، وكان معي الحق، وواجهته بإحساسي من أنه يخفي شيئاً، وحذرته من أنه سيقع تحت طائلة القانون بتهمة التستر على جريمة قتل؟ وأصيب صديق علاء بصدمة واضحة حينما سمع «جريمة قتل»! صارحنا الشاب قائلاً:

- «علاء لم يخبرنا بأنه تورط في جريمة قتل... كان طبيعياً جداً في آخر مكالمة بيني وبينه، لكنه أخبرني أنه هو الذي سيزورني في بيتي ولا داعي لأن أتعب نفسي وأزوره لأنه لن يكون في الشقة! لكن عموماً، أذكر أنه في مناسبات سابقة كان يختفي عند أسرته بإحدى قرى محافظة القليوبية، لأنه يعيش في القاهرة بمفرده فهو يعمل في تجارة العملة ويربح منها كثيراً، ما يساعده على استئجار شقق مفروشة والإنفاق على نزواته!».

سألناه مجدداً سؤالاً محدداً:

- هل تعرف عنوان أسرته في القليوبية أم أنك ستخفيه وبالتالي ستظل محبوساً حتى نقبض على علاء وتكون تهمتك التستر على جريمته؟!

- وأجاب الشاب وهو يرتعد: «... نعم أعلم عنوانه. لقد ذهبت معه مرة واحدة قبل عام ونصف العام ولا أتذكر اسم الشوارع ولكن أعرفها بالشكل!».

اصطحبناه معنا وظل يرشدنا على الطريق حتى أشار لنا من مسافة لا هي قريبة ولا بعيدة عن بيت علاء. وهذه المرة كانت مفاجأة سارة في انتظارنا... سيارة زيزي منزوعة اللوحات المعدنية تحت بيت علاء يعمل فيها سمكري سيارات لإصلاح ما بها من عيوب! أحد الضباط تحفظ على السيارة والسمكري، بينما صعدت أنا وتمكنت من القبض على علاء الذي أنكر في البداية حتى نزلنا معاً وسمع بنفسه سمكري السيارات وهو يواجهه بأنه هو الذي أتى له بهذه السيارة وأخبره أنه اشتراها من مزاد وطلب منه عمل السمكرة اللازمة لها قبل أن يسملها إلى عامل الدوكو! هنا، التزم علاء الصمت ولم يعد يرد على أسئلتنا بأي كلمة... ربما كان في حالة ذهول، أو يفكر في طريقة ما للهرب، أو يخشى من أن يتورط في اعتراف يندم عليه! ولم نكن نعبأ بهذا الصمت ما دامت الأدلة تتوالى ضده!

الاعتراف

في الطريق إلى القاهرة بدا المتهم وكأنه يشعر بألا فائدة من الصمت أو الإنكار بعدما أصيب بإرهاق شديد داخل حجز المديرية فطلب مقابلتي للاعتراف... وبدأ الشاب يروي حكايته التي كشفت الكثير من ألغاز الحادث. قال علاء:

- أولاً لا فرق بين علاء وثروت... أنا علاء وأنا ثروت! وسيتضح هذا الأمر مع باقي اعترافاتي. لقد أحببت زيزي بجنون، لكنها كانت تحتقرني وتهملني وتقلل من شأني حينما قالت لي مرة إنني شاب هايف وغير مثقف وأفكاري سيئة عن بنات الناس. وبعدما أصرت على أن تبتعد عني ظللت أنا أفكر في حيلة جديدة وخدعة تجعلني أكسر أنفسها وأحطم غرورها وتجعلها أمامي ذليلة مثلما أذلتني أمام نفسي! ذهبت إليها واعتذرت لها ووعدتها بألا أظهر في حياتها مجدداً... وحينما سألتني عن سر التغير الذي طرأ على شخصيتي أفهمتها أن ابن خالتي ثروت الذي تحترمه كل العائلة هو الذي نصحني بأن ابتعد، واستأذنتها أن أمنحه هاتفها ليعتذر لها هو أيضاً! وبعد أيام اتصلت بها. لم تكن تعرف صوتي لأنها المرة الأولى التي طلبتها فيها هاتفياً، لكني حدثتها على أني ثروت ابن خالتي وعندما حدثتها عن جمالها الفائق الذي شاهدته من صورة لها التقطها علاء على هاتفه قالت لي إنها تكره من يحدثها عن جمالها... بل كرهت لقب ملكة جمال مصر الجديدة الذي لقبتها به إحدى المجلات الشبابية لأنها تحب دائماً أن تعجب الناس بشخصيتها. وعلى غير ما توقعت نجحت خطتي بأسرع مما تصورت. وعندما جاءت لمقابلة أمي وتوقفت بسيارتها في مدخل مدينة السادس من أكتوبر فوجئت زيزي بأن الذي يقابلها هو أنا، علاء، واعتذرت لها بأن ثروت وهو ينزل بسرعة من فرط سعادته بمقابلتها لأمه وقع على السلم وانكسرت ساقه فعاد مع أمه إلى الشقة ولهذا يعتذر بشدة ويطلب منها تحديد موعد آخر إن لم يكن لديها استعداد لزيارته والتعرف إلى أمه... وفوجئت بها تبادرني بأنه لا بد من زيارة ثروت والاطمئنان عليه من باب الواجب!

ويستطرد علاء قائلاً وسط ذهول فريق البحث الجنائي:

- عندما دخلت زيزي الشقة وأغلقت أنا الباب سألت في عصبية: «أمال فين ثروت؟!». وأجبتها وأنا أشهر في وجهها سكيناً اشتريتها خصيصاً لأهددها بها، قلت لها: «أنا ثروت... وأنا علاء. نحن شخص واحد!». تغيرت ملامحها وارتبكت وصاحت تقول لي: ماذا تريد مني. ولماذا أتيت بي إلى هنا؟!

أوهمتها أنني أردت فحسب أن أثبت لها قدرتي على أن أفعل بها ما أشاء، لكني سأطردها ذليلة. استمعت لي ثم طلبت الانصراف. عدت أقول لها ما الذي يضمن لي أنها لن تخبر أسرتها وكلهم في مراكز مرموقة وسينتقمون مني؟ قالت لي: أي ضمان تريد؟! كانت تريد أن تغادر المكان بأي طريقة، لكني وضعت السكين فوق عنقها وأخبرتها أن الضمان الوحيد هو أن أشاهد أي علامة في جسدها حتى إذا أخبرت أهلها وأرادوا الانتقام مني أخبرتهم بالعلامة التي في جسدها حتى يدركوا أنني اغتصبتها ويخافون من الفضيحة! كانت خائفة وجسدها يرتعد، وانتهزت الفرصة واقترب نصل السكين من عنقها فأسرعت أطالبها بأن تخلع ملابسها لأشاهد أي علامة تكون ضماناً لي وإلا ذبحتها. فعلاً، كانت تخلع ملابسها وسكيني فوق عنقها... ولم أتمالك نفسي حينما شاهدتها عارية. حملتها إلى حجرتي واغتصبتها! وبعدما ارتدت ملابسها واقتربت من باب الشقة، وكاد كل شيء ينتهي عند هذا الحد. استدارت وقالت لي وهي تبصق على وجهي: لا تظن أنك انتصرت... ولا تعتقد أنني سأخشى مصارحة أهلي بما حدث... وستدفع الثمن غالياً!

بصراحة الدماء غلت في عروقي... أسرعت وأمسكت بها وهي تفتح باب الشقة. تخيلت أهلها وهم يقتلوني. طعنتها بالسكين مرات عدة في قلبها حتى فارقت الحياة فوق السجادة المفروشة في الصالة، ثم لففتها داخل السجادة ووضعتها في حقيبة السفر ونزلت بشكل عادي جداً... ووضعت حقيبة السفر في شنطة السيارة. وفي الواحدة صباحاً، تحركت إلى محطة الوقود. اشتريت البنزين، واتجهت إلى صحراء القاهرة ـ السويس. هناك أخرجت الحقيبة وأشعلت فيها النار وتركتها تحترق هي والجثة! وفي طريق العودة تعمَّدت أن أدخل بالسيارة في عمود خرساني كي أذهب بها إلى سمكري القرية وأغير ملامحها وأشتري لوحة معدنية جديدة. نجحت خطتي كلها، لكن بطاقة الهاتف هي التي لم أحسب لها حساباً!».

انتهت اعترافات علاء وأحيل إلى المحاكمة التي قضت فيها محكمة الجنايات بإعدامه!

بعد عامين، تم تنفيذ حكم الإعدام في علاء، لكنه كان إعداماً لشخص، هذا الشخص نفسه هو الذي أعدم من قبل أسرة كاملة لأجل نزوة طارئة!