اختتمت القمة الأولى لحوار التعاون الآسيوي أعمالها أمس بمشاركة رؤساء وقادة 32 دولة وألقى سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد كلمة في اختتام مؤتمر القمة الاول لحوار التعاون الاسيوي امس في ما يلي نصها: بفضل من الله وتوفيقه نختتم أعمال مؤتمر القمة الاول لحوار التعاون الاسيوي. فكم سعدنا بوجودكم بيننا أشقاء وأصدقاء أعزاء في فرصة كريمة أتاحت لنا بحث شؤوننا الاسيوية في ظروف دقيقة تتطلب التشاور لمواجهتها والارتقاء بقارتنا الى ما نصبو اليه جميعا.ان ما تحقق في هذه القمة من تفهم وتفاهم حول قضايانا المشتركة سيسهم بلا شك في الارتقاء بمستوى التنسيق والتعاون بيننا في المراحل القادمة من عملنا.لقد عكست لقاءاتنا على مدى اليومين الماضيين ادراكا لحجم المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقنا وتشخيصا دقيقا للمشاكل التي تعترض تطور دولنا وقارتنا كما عكست ارادة صادقة على النهوض بها للوصول الى ما نصبو اليه من خير لاوطاننا وصالح شعوبنا.ان تطوير آلية عملنا المشترك أصبحت ضرورة ملحة لتواكب تطلعاتنا وتعكس عزمنا على تفعيل ارادتنا في الوصول بعلاقاتنا الى مستويات سامية وبتعاوننا الى التكامل. وأمامنا اليوم فرصة تاريخية لتحقيق هذا التطوير وتجسيد فرصه من خلال ما سيصل اليه خبراؤنا من تصورات ورؤى لهذه الالية المرتقبة.اننا عاقدون العزم بإذن الله على مواصلة ومتابعة ما صدر عن لقائنا هذا من أفكارٍ وتوصيات والعمل معا لتطبيقها على أرض الواقع. وختاما لا يسعني الا ان أكرر لكم اصحاب الجلالة والفخامة والسمو جزيل الشكر على قبول دعوتنا لحضور هذه القمَّة ولمساهماتكم الشخصية البناءة التي أثرت مداولات لقائنا المبارك وقادت الى صياغة توصيات وأفكار رشيدة للارتقاء بعملنا المشترك. كما أشكر مملكة تايلند على دعوتها لعقد القمَّة القادمة في بانكوك وعلى مساهمتها الفاعلة في الاعدادِ لهذا اللقاء وعلى جهودها البناءة عبر السنوات العشر الماضية في رعاية هذا الحوار وأشكر جميع من ساهم في الاعداد لهذه القمة ونجاحها داعيا الله عز وجل أن يوفقنا لما فيه خير دولنا ورفاه شعوبنا وريادة قارتنا.استكمال المؤتمر وكان سمو أمير البلاد افتتح ظهر امس الجلسة المغلقة الثالثة لمؤتمر القمة الاول لحوار التعاون الاسيوي لاستكمال كلمات القادة ورؤساء الوفود.وتحدث في الجلسة ممثل ملك البحرين نائب رئيس مجلس الوزراء بالانابة الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة الذي أعرب عن شكره وتقديره لسمو امير البلاد للدعوة الكريمة لمؤتمر القمة وامل ان يحقق المؤتمر الهدف الذي انشئ من أجله لما فيه مصلحة دولنا وشعوبنا مرحبا في الوقت ذاته بانضمام جمهورية افغانستان الاسلامية الى هذا الحوار.التكتلات الاقتصاديةوأوضح ان "الامن الاقتصادي والمستقبل المزدهر لشعوب القارة هو الهدف الذي سيبقى ماثلا امامنا وتحديا لا بد أن ننجح فيه"، مشيرا الى ان وحدة التكتلات الاقتصادية الكبرى هي التي تستطيع ان تحقق ذلك وتحافظ عليه.وقال "ولا شك ان لدينا كل أسباب التفاؤل بامكانية المضي قدما في هذا الاتجاه" معربا عن اعتزاز مملكة البحرين بعضويتها في هذا المؤتمر "وبأنها من أوائل الدول التي اسهمت في تأسيسه عام 2002".وأضاف ان القارة الاسيوية "تتمتع بحصاد وافر من الثروات والموارد الطبيعية فضلا عن كونها القارة الاكثر سكانا والاوسع مساحة على مستوى العالم ما جعلها قارة للنمو الاقتصادي وللحفاظ على استقرار وسلامة الامن العالمي المالي وخاصة خلال الفترة التي شهدت ذروة اشتداد الازمة المالية والاقتصادية العالمية".وشدد على ضرورة العمل تعزيز كل وسائل التعاون الاقتصادي وتيسير حركة التبادل التجاري ومجالات الطاقة اضافة الى رصد المشاريع القائمة وتحديد كيفية النهوض بها وتطويرها وتعيين القطاعات التي تمثل افاقا واعدة للاستثمار المشترك.وأشاد الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة بمبادرة سمو امير البلاد للدعوة الى حشد الموارد المالية بمقدار ملياري دولار في برنامج لتمويل المشاريع الانمائية في الدول الاسيوية غير العربية وبمساهمة دولة الكويت بمبلغ 300 مليون دولار في ذلك البرنامج الامر الذي سيدعم العمل المشترك ودفع عجلة النمو الاقتصادي.واكد ان الثروة الحقيقية التي تعلو على كل الثروات هي كل يد تعمل وكل جهد يبذل ايا كان القطاع واين كانت الوسائل والامكانات داعيا الى ضرورة تكثيف الاهتمام برفع كفاءة العنصر البشري باعتباره الركيزة الاولى لاي عمل تنموي وذلك من خلال التركيز على تعزيز التعاون في مجال التدريب وصياغة برامج تأهيلية متخصصة تنمي مهارات العاملين وتوسع دوائر معارفهم وخبراتهم.واشار في هذا الاطار الى ما حققته مملكة البحرين من نتائج ايجابية في ميدان مواجهة مشكلة البطالة وحصرها في نسبة لا تتجاوز 4 في المئة وذلك من خلال تبني عدد من السياسات والبرامج التي ساهمت بصورة مباشرة في تحقيق هذه النتائج مؤكدا ان توفير المزيد من فرص العمل ذات النوعية العالية والمردود المتميز "يظل يمثل أحد التحديات الاساسية التي تواجه مختلف دول العالم ايا كانت طبيعة برامجها الاقتصادية".واعتبر ان تعزيز التعاون الدولي واستكشاف افاق جديدة للاستثمار المشترك يمثلان اداة حية لايجاد فرص عمل جديدة ومتميزة تعزز من الجهود التي تبذل على مستوى كل دولة على حدة وتضيف اليها زخما جديدا وعائدا مضاعفا.تحديات الطاقةبعد ذلك ألقى المبعوث الخاص لرئيس الوزراء الكمبودي كلمة أكد فيها أن قمة الكويت الاولى لحوار التعاون الاسيوي ترسم آمالا عريضة للقارة الاسيوية بما تحتويه من تنوع ثقافي واجتماعي وتراثي.وأضاف في كلمته خلال الجلسة المغلقة الثالثة للقمة ان المنتدى حقق العديد من الانجازات منذ انطلاقته قبل عشر سنوات موضحا أن القمة تعرضت في نقاشاتها الى تقييم التحديات التي تواجه القارة.وعبر عن ترحيب بلاده بمبادرة مملكة تايلند الخاصة بالربط والتواصل الاقليمي بين دول المنتدى وبمبادرة كل من باكستان وايران لاستضافة هذه القمة اضافة الى دعوة الصين لورشة العمل المقبلة ودعوة كل من البحرين وطاجكستان لاستضافة الاجتماع الوزراي للمنتدى في دورتيه 12 و13.وأشار الى الانجازات الاقتصادية التي حققتها آسيا لتكون المحرك للاقتصاد العالمي "الا ان هناك العديد من التحديات التي واجهت هذه الدول بما فيها أسعار الطاقة التي من شأنها ان تؤثر على اسعار المواد الغذائية".ولفت ممثل كمبوديا الى ان النمو الاقتصادي الاسيوي يخول آسيا لعب دور عالمي في بناء عالم آمن ومستقر تسود في العدالة في العلاقات الانسانية.وذكر ان العديد من المناطق في آسيا تعاني مجاعات اضافة الى مستويات مرتفعة للفقر الامر الذي يعطي مبادرة سمو الامير قيمة خاصة لمساعدة هذه الدول.وبين أن دول آسيا مطالبة بمواجهة التحديات كافة التي تعترض نموها الاقتصادي بشكل موحد مؤكدا على ان الاصلاحات في قطاع الزراعة والامن الغذائي يجب ان تتوازى والاصلاحات في قطاع الطاقة واسعارها لئلا يكون هناك تأثيرات مباشرة على اسعار الغذاء.مواجهة المخاطرمن جانبه رحب ممثل جمهورية فيتنام الاشتراكية نائب وزير الخارجية الفيتنامي في كلمته بانضمام أفغانستان الى مؤتمر الحوار الآسيوي مشيرا الى أن منتدى الحوار "ومنذ انشائه وهو يعمل على دعم السلام بين اعضائه".وقال ممثل فيتنام "انه رغم التعاون المتبادل لجميع الدول التي تشهد تنمية كبرى ويحاول الحوار وضع أرضية مشتركة للحفاظ على التنمية ودعم التعاون بين دول قارة اسيا التي تعتبر أكثر القارات مواجهة للمخاطر الخارجية والداخلية اقتصاديا لمواجهة أزمة اليورو".وذكر ان دخل اسيا يبلغ نحو 33 في المئة من الدخل العالمي "ولكنها تأثرت في الفترة الاخيرة وكان للتغيرات المناخية أثرها على البيئة في اسيا بسبب هذه التغيرات المناخية ولابد من النظر لذلك".واضاف انه على مؤتمر التعاون الاسيوي "أن يلم بالمعايير الشاملة على مستوى اسيا ككل وأن تفتح أبواب جديدة للأسواق لمواجهة المخاطر التجارية مع الاستفادة من التكامل المالي بين أعضائها ودعم الاقتصادات الصغيرة لمواجهة الازمة الاقتصادية العالمية مع اثراء الاقتصاد المحلي لمواجهة المؤثرات العالمية".وبين وجوب التركيز على ذلك لرفع رفاهية الملايين من الناس وتطوير البنية التحتية وتوفير الغذاء والدعم الجماعي لنمو الاقتصاد الاسيوي ليكون أكثر كفاءة من أن يكون الدعم منفردا من خلال الدعم الاقتصادي اللوجستي والبنية التحتية والتنمية المستدامة ولتحقيق النمو على مستوى قارة اسيا لابد من بناء العلاقات والخدمات في ما بينها لكي تجسر الفجوات في ما بينها.وأوضح ممثل فيتنام ان الربط بين دول اسيا سيجعل اقتصادها مزدهرا مع التزام كل الدول بالأهداف مع دعم المشاريع الصغيرة ودعم التنمية الاجتماعية والحماية البيئية "ونعلم جيدا أن مواجهة الكوارث تدعم التنمية الاقتصادية من أجل الالتزام البيئي وزيادة الربط مع دول المنطقة".وقال ان "10 في المئة من اقتصادنا هو للبنية التحتية والمصارف والصرف الصحي ولدعم الشراكة في القطاع العام والخاص"، مبينا ان فيتنام "تدعم فكرة الربط بين الدول وبعضها لتحسين التكامل الاجتماعي على مستوى الطرق والمشروعات".هيكلية المنتدىبدوره، ألقى ممثل جمهورية ميانمار نائب وزير الخارجية كلمة قال فيها ان منتدى حوار التعاون الاسيوي بدأ يأخذ طابعا قاريا واسع النطاق من خلال عقد اول قمة له على مستوى تمثيل عالي المستوى من الدول الاعضاء "وهذا سيساعد بتغيير مهم في المجال الاجتماعي والاقتصادي لشعوب القارة".وأضاف ان ميانمار تدعم أي هيكلية للمنتدى من شأنها أن تقرب اكثر بين الدول الاعضاء "لاسيما ان التعاون بين الدول الاعضاء يشمل 20 مجالا في مختلف القطاعات على رأسها ما يتعلق بمسألة الامن الغذائي والطاقة والتي تعتبر أحد أهم التحديات التي تواجه العديد من الدول في القارة".وذكر انه مع تكامل الجهود بين دول منتدى حوار التعاون الاسيوي التي تتمتع بوجود امكانيات هامة في مجال الطاقة والغذاء "فانني متأكد ان تلك الجهود ستصب في صالح جميع الدول ويمكن من خلالها تجنب الكثير من الكوارث الاقتصادية".وشدد ممثل ميانمار على ضرورة توسيع نطاق التجارة بين اعضاء منتدى حوار التعاون الاسيوي ورأى أن من افضل سبل تحقيق ذلك "زيادة الاجتماعات التجارية الدورية التي تعقد بوجود ممثلي القطاع الخاص في البلدان المشاركة مع تدشين المزيد من المعارض الدولية بين الاعضاء من اجل التعرف على امكانياتها بشكل اكبر".وبين ان بلاده تتمنى ان ترى زيادة في فاعلية غرف التجارة والصناعة التابعة للدول الاعضاء من خلال عقد المزيد من الاجتماعات التي تنتج عنها قرارات ملموسة على أرض الواقع تستفيد منها شعوب القارة الاسيوية.الأمن الغذائيمن ناحيتها أكدت ممثلة جمهورية قيرغيزستان نائبة وزير الشؤون الخارجية القيرغيزية في كلمتها ضرورة تركيز الجهود الاسيوية على التعاون في قطاعات مختلفة لاسيما الطاقة والزراعة والامن الغذائي والنقل والبيئة وغيرها، داعية الى التركيز على التعاون الاقتصادي الذي يكون أساسا للتنمية بين دول الاعضاء.وأوضحت ممثلة قيرغيزستان ضرورة تحسين مستوى الخدمات المقدمة لشعوب آسيا "لاحداث نمو في التنمية المستدامة وزيادة التواصل بين الدول الاعضاء لاسيما في مجالي الطاقة والبنية التحتية"، مشيرة الى وجوب ايلاء اهتمام كبير لتطوير مصادر الطاقة النظيفة.وذكرت انه "لابد من اعطاء المزيد من التعاون لمشروع شبكة الطاقة وعلينا أيضا بذل المزيد من الجهود للزراعة بغية ضمان الامن الغذائي والاتصالات وفتح المجالي أمام الثقافة والتربية وصولا الى تحقيق المستقبل الواعد لدول آسيا والتبادل البشري بين الدول الاعضاء وبالتالي تبادل الخبرات"، معتبرة الامن الغذائي "التحدي الاكبر لدول اسيا".بدوره، قال ممثل الفلبين في المنتدى في كلمته ان بلاده حظيت بعضوية التعاون الاسيوي لتشارك في القضايا المختلفة من أجل الترويج للتعاون الاقليمي والتنمية المستدامة، مشيرا الى ان بلاده تهتم بالطاقة وتسعى من أجل السلام في المنطقة وتهدف من أجل خطة عمل تطبيق مشاريع الطاقة.وذكر ان بلاده لديها أنظمة حساسة تتأثر بالتغيرات المناخية مبينا وجوب "ضمان قوة أنظمتنا الغذائية وتطوير التنمية الزراعية نحو تحقيق أمن غذائي حقيقي وعلينا التعاون في مجال التربية والتعلم لنفهم بعضنا بعضا ونكون أكثر تسامحا".وأكد ان الوقت "مناسب لصياغة استراتيجية موحدة تبني ثروة من المهارات والمعارف لشعوبنا" معربا عن ترحيب بلاده بتبرع الكويت بقيمة 300 مليون دولار لصندوق حوار التعاون الاسيوي للدول الاقل نموا.وأشار ممثل الفلبين الى سعي بلاده "بجد لوضع صياغة الخطط والتواصل في قمتنا الاولى لتوحيد أواصر التعاون الاسيوي" مقترحا قمة الخبراء بعد 3 أشهر.وقال ان العمل على المستوى الآسيوي يزداد بالتركيز على مجالات معينة تحتل أولويات كبرى من خلال الاستثمار في مواطن القوة والتعامل معها عن كثب.ختام القمةواختتم مؤتمر القمة الاول لحوار التعاون الاسيوي اعماله باعتماد البيان الختامي الذي أعده وزراء الخارجية وكبار المسؤولين في الدول المشاركة في منتدى حوار التعاون اضافة الى اعلان دولة الكويت.وأعطى سمو امير البلاد الكلمة الى المنسق العام لمنتدى حوار التعاون الاسيوي رئيسة وزراء مملكة تايلند ينفلوك شيناواترا التي اعربت عن شكرها لمساهمة دولة الكويت بمبلغ 300 مليون دولار في برنامج لتمويل المشاريع الانمائية في الدول الاسيوية غير العربية الاقل نموا واصفة القمة الاسيوية التي استضافتها الكويت بأنها "تاريخية".وقالت شيناواترا ان حوار التعاون الاسيوي هو المنصة الوحيدة التي تجمع بين دول ومناطق القارة كافة ويعتبر فرصة لحشد الجهود لكي تتبوأ القارة الاسيوية مكانتها في العالم ولعب دور مميز.وشددت على ضرورة استغلال الفرص للدفع باتجاه الوحدة الاسيوية وتطوير التعاون الاسيوي للوصول الى نتائج ملموسة وتنسيق التواصل في مجالات الامن الغذائي وامن الطاقة والعمل في مجال التربية موضحة انه سيتم تقديم موجز عن اهداف القمة المقبلة التي ستستضيفها تايلند في عام 2015 والتي من بينها تحديد آليات وهيكليات التعاون الاسيوي.وتقدمت بالشكر الى دولة الكويت "أميرا وحكومة وشعبا" على نجاح القمة، معربة عن الأمل في تحقيق مزيد من النجاحات على صعيد حوار التعاون الاسيوي.بعد ذلك وافق مؤتمر القمة الاول لحوار التعاون الاسيوي على طلب تقدمت به الجمهورية الاسلامية الايرانية لاستضافة مؤتمر القمة الثالث في العاصمة طهران عام 2018.
محليات
الأمير مختتماً القمة: أمامنا فرصة تاريخية لتطوير آلية عملنا المشترك والارتقاء بمستويات التكامل
18-10-2012