السؤال: ما حكم تعلم الفتاة أو السيدة السباحة على يد مدرب رجل؟

المفتي: د.آمنة نصير أستاذ الفقه بجامعة الأزهر.

Ad

الفتوى: ممارسة رياضة السباحة في حد ذاتها مشروعة للمرأة مثلما هي مشروعة للرجل تماماً وقد ورد عن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قوله علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل وقد يكون تعلم السباحة مطلوباً في كثير من الأحيان وقد تحدث ابن القيم في كتابه «زاد المعاد» عن فوائد الرياضة وأنه كانت للعرب رياضات أقر النبي (صلى الله عليه وسلم) بعضها كالعدو وركوب الخيل والمصارعة والسباحة، وجاء في حديث النبي (صلى الله عليه وسلم): «كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو أو سهو إلا أربع خصال: مشي الرجل بين الغرضين – أي الجري والسباق – وتأديبه لفرسه – أي ركوب الخيل – وملاعبته أهله – أي زوجته - وتعليم السباحة». وإذا كانت الرياضة حقاً للرجل والمرأة فليختر كل منهما ما يناسبه مع الحفاظ على الآداب الشرعية التي منها ستر العورات بملابس لا تصف الجسم ولا تشف عن الجلد وتجنب كل ما يثير الفتنة قولاً أو فعلاً، فالفتاة التي تسأل عن رغبتها في تعلم رياضة السباحة لابد أن تتحاشى التعلم على يد مدرب رجل فالشريعة الإسلامية أباحت للفتاة والمرأة بشكل عام تعلم السباحة بشروط هي:

- ألا يعلمها ويدربها رجل أجنبي لأنه سيضطر خلال تعليمها إلى الإمساك ببعض من أجزاء جسمها وينظر منها إلى ما هو محرم عليه.

- أن يكون المايوه أو لباس البحر الذي ترتديه ساتراً سابغاً لا يكشف العورة ولا يحددها.

- ألا يراها شخص أجنبي بل تتعلم في حوض سباحة خاص بالنساء بعيداً عن أنظار الرجال.

- ألا تلهيها هذه الرياضة أو غيرها عن واجب شرعي كالصلاة أو غيرها من الواجبات الشرعية.

- ألا تتسبب هذه الرياضة لها في ضرر صحي أو أدبي أو خُلقي أو مالي فالقاعدة الشرعية تقول «لا ضرر ولا ضرار».

وأعتقد أن تعلم الفتيات للسباحة في هذه الأيام وبالصورة التي نراها في النوادي لا يتحقق فيها كل هذه الاحتياطات المذكورة وإذا أردنا أن نحقق لأنفسنا ولوطننا كسبا فليكن بالوسائل المشروعة، وفي حديث آخر عن أم سلمة قالت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: «أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها خرق الله عنها ستره» رواه أحمد وأبويعلي والطبراني.

وعن أم الدرداء قالت: «خرجت من الحمام فلقيني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: من أين يا أم الدرداء؟ قالت: من الحمام. قال: والذي نفسي بيده ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت من بيوت أمهاتها إلا وهي هاتكة كل ستر بينها وبين الرحمن». رواه أحمد بإسناد صحيح.