أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بقاءه في منصبه أو رحيله لن يتم إلا من خلال صناديق الاقتراع ما يعني أنه سيبقى في السلطة حتى عام 2014، معتبراً أن النزاع في بلاده ليس حرباً أهلية بل هو صراع مع "إرهاب" مدعوم من الخارج.  

Ad

وقال الأسد في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" بثت كاملة أمس: "أعتقد أن مسألة بقاء الرئيس أو رحيله تعود الى الشعب، وليست مسألة تتعلق برأي الآخرين. والطريقة الوحيدة تتم من خلال صناديق الاقتراع"، وذلك ردا على سؤال عن اعتبار بعض السوريين أن بقاء الأسد أو عدمه "في هذه اللحظة لم يعد مهماً"،  وأضاف "المسألة لا تتعلق بما نسمعه، بل ما ينجم عن صناديق الاقتراع، وتلك النتائج هي التي تحدد ما اذا كان ينبغي على الرئيس البقاء او الرحيل ببساطة".

وأكد الأسد أنه مازال يتمتع بسلطاته بـ"موجب الدستور"، وشدد على أن "أي سوري يمكن أن يكون رئيساً. هناك العديد من السوريين المؤهلين لهذا المنصب. لا يمكن ربط البلد بأسره بشخص واحد فقط وبشكل دائم".

واتهم الدول الغربية باستهداف سورية، معتبرا انه لم يكن "المستهدف من البداية، ولم أكن أنا المشكلة، لكن الغرب يخلق الأعداء دائماً. في الماضي كان العدو هو الشيوعية، من ثم أصبح الإسلام، ثم صدام حسين، ولأسباب مختلفة، والآن يريدون أن يخلقوا عدوا جديدا يتمثل في بشار".

ولدى سؤاله إن كان عرض عليه في أي وقت شروط مفادها أنه إذا تركت منصب الرئاسة، فسيسود السلام في سورية، قال "لا، لم يُطرح ذلك عليَّ مباشرة، لكن سواء عرضوا ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، فإن هذه مسألة سيادة، ومن حق الشعب السوري وحده التحدث في ذلك الأمر... كل ما يُطرح بعد ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر أو في وسائل الإعلام لا معنى ولا وزن له في سورية".

لا حرب أهلية

ورداً على سؤال عن المصالحة مع الشعب وإذا ما كان الصراع على "أساس طائفي"، قال الأسد "نحن لسنا في حرب أهلية. الأمر يتعلق بالإرهاب والدعم الذي يحظى به الإرهابيون من الخارج لزعزعة استقرار سورية"، وأوضح أن الحرب الأهلية ينبغي أن تكون على أساس مشكلات عرقية أو مشاكل طائفية، مضيفاً: "قد يكون هناك في بعض الأحيان توترات عرقية أو طائفية لكن هذا لا يجعل منها مشكلة، إذا كان هناك انقسام في العائلة الواحدة، أو في قبيلة أكبر، أو في مدينة واحدة، فهذا لا يعني أن هناك حربا أهلية... ما يحدث أمرٌ مختلف تماماً وهذا طبيعي، وعلينا أن نتوقع ذلك".

وأكد ألا مشكلة بينه وبين الشعب السوري موضحاً "الولايات المتحدة ضدي، والغرب ضدي، والعديد من البلدان العربية ضدي، وتركيا ضدي. فاذا كان الشعب السوري ضدي أيضا، فكيف يمكن أن أبقى هنا؟"، وأضاف: "المعركة هنا ليست معركة الرئيس. انها معركة السوريين. كل سوري يشارك حاليا في الدفاع عن بلده".

الحرب طويلة

وجدد الأسد اتهامه دولا غربية وعربية بدعم "الإرهابين" في بلاده، وهي العبارة التي يستخدمها النظام للاشارة الى المقاتلين المعارضين والمطالبين بإسقاط النظام، متوقعا ان تكون الحرب "طويلة" طالما استمر هذا الدعم. واعتبر أن ما يجري "نوع جديد من الحرب حيث يمارس الإرهاب بالوكالة، سواء من خلال سوريين يعيشون في سورية، أو مقاتلين أجانب يأتون من الخارج" يتلقون دعما "غير مسبوق" لجهة "الأسلحة أو المال أو الدعم السياسي"، وأضاف: "لذلك علينا أن نتوقع أن تكون حربا قاسية وصعبة (...) إذا توقفوا (عن الدعم) نستطيع ان ننهي كل شيء خلال أسابيع. ليس في الأمر مشكلة كبيرة. لكن طالما استمرت عمليات التزويد بالإرهابيين والسلاح والمساعدات اللوجستية، فإنها ستكون حربا طويلة، ومن غير الواقعي أن نتوقع أن بلدا صغيرا كسورية يمكن أن يهزم كل تلك البلدان التي تقاتلنا من خلال عملائها خلال أيام أو أسابيع".

الحكومات العربية

وزعم الأسد أن "غالبية الحكومات العربية تدعم سورية ضمنيا، لكنهم لا يجرؤون على قول ذلك علانية، لأنهم يتعرضون لضغوط من الغرب، ومن البترودولار"، وأضاف: "هناك أولا العراق الذي يلعب دوراً فعالا في دعم سورية خلال هذه الأزمة لأنه بلد مجاور، وهم يدركون أنه إذا حدثت حرب داخل سورية فسيكون هناك حرب في البلدان المجاورة، بما في ذلك العراق. وهناك بلدان أخرى لها مواقف جيدة مثل الجزائر وعُمان بشكل أساسي، وهناك بلدان أخرى لست بصدد تعدادها الآن لديها مواقف إيجابية، لكنها لا تتصرف بناء على تلك المواقف".

ولدى سؤاله عن موقف السعودية وقطر، قال "إن بعض البلدان العربية تعتقد أنها تستطيع السيطرة على سورية من خلال الإملاءات أو من خلال المال أو البترودولار، وهذا غير ممكن في سورية هذه هي المشكلة... ربما يريدون أن يلعبوا دوراً.. ليس لدينا مشكلة في ذلك، يستطيعون أن يلعبوا دورا، سواء كانوا يستحقون ذلك أو لا، لكن ليس على حساب مصالحنا".

أردوغان

وشن الرئيس السوري هجوماً لاذعاً على رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، واعتبر أن اردوغان "يعتقد شخصيا انه السلطان العثماني الجديد، وانه يستطيع السيطرة على المنطقة كما كان الأمر خلال عهد الامبراطورية العثمانية وتحت مظلة جديدة. انه يفكر في أعماقه أنه خليفة".

وأشار الى أن حكومة اردوغان هي التي تدعم المعارضة السورية المطالبة بإسقاط النظام "وليس تركيا وليس الشعب التركي" لأن الأخير "بحاجة إلى علاقات جيدة مع الشعب السوري"، اما اردوغان فيعتقد انه "اذا استولى الاخوان المسلمون على الحكم في المنطقة، خصوصا في سورية، يستطيع ان يضمن مستقبله السياسي"، بحسب الأسد.

"القاعدة"

وعن دور "القاعدة" في سورية، قال إنه لا يعتقد أنهم يسعون للسيطرة على هذه المجموعات المعارضة، "بل إنهم يسعون لتأسيس إمارتهم بحسب التعابير التي يستخدمونها، لكنهم يحاولون بشكل رئيسي إخافة وترهيب الناس من خلال التفجيرات والاغتيالات لدفع الناس إلى اليأس، وكي يقبلوا بهم كأمر واقع... لكن هدفهم النهائي هو إقامة إمارة إسلامية في سورية يستطيعون من خلالها الترويج لأيديولوجيتهم الخاصة بهم في باقي أنحاء العالم".

جرائم حرب

وعن التهم التي وجهت للقوات الحكومية بارتكاب جرانم حرب ضد المدنيين السوريين، قال: «لا يمكن لجيش أن يصمد مدة 20 شهراً في هذه الظروف الصعبة من دون أن يحظى باحتضان الشعب السوري، فكيف يمكن أن يحظى بهذا الاحتضان في حين يقوم بقتل الشعب... هذا تناقض».

الحوار

واعتبر انه "لا ينبغي الاعتقاد بأن الحوار وحده هو الذي يمكن أن يحقق النجاح، لأن أولئك الذين يرتكبون هذه الأعمال ينقسمون إلى أنواع... نوع لا يؤمن بالحوار، خصوصا المتطرفين، والثاني يتكون من الخارجين عن القانون الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية قبل سنوات من بدء الأزمة، وعدوهم الطبيعي هو الحكومة، لأنهم سيُسجنون إذا عادت الأمور إلى طبيعتها... النوع الآخر هم الأشخاص الذين تلقوا الدعم من الخارج، وهؤلاء ملتزمون فقط تجاه الأشخاص أو الحكومات التي دفعت لهم وزودتهم بالسلاح، هؤلاء لا يمتلكون قرارهم... ولذلك علينا أن نكون واقعيين... وهناك نوع آخر من الناس سواء كانوا مقاتلين أو سياسيين يقبلون بالحوار".

(موسكو، دمشق - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

روما: الأسد منفصل عن الواقع

 رأى الناطق باسم وزارة الخارجية الإيطالية جوزيبي مانزو أمس ان حديث الرئيس السوري بشار الأسد الأخير دليل انفصال عن الواقع.

ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية (أكي) عن مانزو قوله إن مقابلة الأسد مع قناة "روسيا اليوم" هي "أحدث حلقة في سلسلة طويلة من إطلالات الأسد، وهي دليل على وجود نظام منفصل تماما عن الواقع بالبلاد".

وجدد مانزو في الوقت نفسه موقف بلاده من الأزمة السورية الذي ينص على أن "الحل السياسي الوسيلة الوحيدة الممكنة"، مضيفاً أن "الوضع في سورية يزداد فوضوية باستمرار"، مبدياً "القلق الشديد بشأن مخاطر عدم الاستقرار في المنطقة" جراء الأزمة في هذا البلد.

(روماـــــ يو بي آي)