الداخلية: خطة أمنية لمنع الفوضى... والقوات باقية 48 ساعة

Ad

تحولت محافظة الجهراء عصر اليوم، وتحديداً منطقتا تيماء والصليبية، الى ما يشبه الثكنة العسكرية، وذلك إثر اعلان عدد من غير محددي الجنسية "البدون" عبر مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر) نيتهم اقامة تجمع حاشد في تيماء والصليبية والاحمدي بالتزامن مع اليوم العالمي للعمال الذي يصادف الأول من مايو؟

وانتشرت قوات وزارة الداخلية ممثلة في قطاع الامن العام وقطاع الامن الخاص وفرضت اجراءات امنية مشددة لم يسبق لها مثيل في منطقتي تيماء والصليبية والطرق الرئيسية المؤدية اليهما، وأقامت العديد من نقاط التفتيش الثابتة والمتحركة بهدف منع اقامة التجمع الذي دعا اليه البدون، وتحديدا في ما يطلقون عليه "ساحة الحرية" في تيماء.

وقال مصدر امني لـ"الجريدة" ان قوات وزارة الداخلية، والتي كان يشرف عليها ميدانيا وكيل وزارة الداخلية بالإنابة الفريق سليمان الفهد ووكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الامن العام اللواء محمود الدوسري ووكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون المرور اللواء مصطفى الزعابي، تعاملت بكل رقي مع المتجمهرين من البدون الذين خرجوا بعد صلاة العصر وحاولوا التجمع في ساحة المسجد الشعبي في تيماء، حيث توجه اليهم مدير امن محافظة الجهراء اللواء ابراهيم الطراح وابلغهم بأن اي تجمع مرفوض ولن يسمح لأي شخص بالتواجد في ساحة المسجد.

وأضاف المصدر أن المتجمهرين البدون، والذين تجاوز عددهم 150 شخصاً، رفضوا تعليمات رجال الأمن وحاول أحدهم الاعتداء على عسكري تابع لقوات الامن العام، وحدث اشتباك تدخل على اثره رجال الامن العام والقوات الخاصة وفرقوا المتجمهرين دون استخدام القنابل الصوتية او المسيلة للدموع او خراطيم المياه، مشيرا الى ان قوات الامن الخاصة المتواجدة في ساحة الحرية بمنطقة تيماء اعتقلت 15 شخصا رفضوا الانصياع لتعليمات رجال الامن وتمت احالتهم الى جهات الاختصاص.

وذكر المصدر أن الأجهزة الامنية وضعت خطة ستستمر 48 ساعة تحسباً لتظاهرات قد تنطلق في ساعات متأخرة من الليل، موضحاً أن القوات الخاصة توجد في جميع الشوارع الداخلية بمنطقتي تيماء والصليبية بهدف وقائي بحت، وليس هناك أي نية لفرض منع التجول كما أشيع عبر بعض الجهات الاعلامية، موضحا ان أجهزة الوزارة تقيم عددا من نقاط التفتيش الوقائية، والتي تمكنت من خلالها من ضبط عدد من المطلوبين أمنيا والمتورطين في جرائم جنائية، حيث تمت إحالتهم إلى جهات الاختصاص.

"حقوق الإنسان": يجب السماح لهم بالتعبير عن آرائهم الشخصية

أكد رئيس جمعية حقوق الانسان خالد الحميدي العجمي أن "ما قامت به وزارة الداخلية من اقتحام واعتقال لمجموعة من البدون عبروا عن مطالبهم الإنسانية بطريقة سلمية، مما ادى الى حالة من الهرج شهدتها ساحة تيماء يجعلنا نخجل من هذا الوضع المزري الحاصل في الكويت".

علي صعيد متصل، صرح نائب رئيس جمعية حقوق الانسان فايز السلطاني بأن "وزارة الداخلية حضرت الى ساحة تيماء وهي محملة بالشر تجاه ابناء البدون الذين خرجوا بصورة حضارية، ولم يتسببوا في أي عرقلة وطالبوا بإنصافهم".

وطالب الناشط السياسي محمد الهاجري وزارة الداخلية بحماية المتظاهرين البدون، مؤكدا أن "حقوقهم ستنتزع من رئيس الجهاز المركزي صالح الفضالة رغماً عن أنفه".

وقد عبرت د. فاطمة المطر عن استيائها لما حصل تجاه البدون الأبرياء الذين لم يقوموا بأي تصرف شائن، مضيفا "ولم أكن أتصور ما شاهدته يحصل في بلد حضاري كالكويت".

طنا: على الحكومة سرعة إغلاق ملف "البدون" وتجنيس مستحقيهم

طالب الناشط السياسي محمد طنا الحكومة بإيجاد حل جذري لقضية البدون، التي أصبحت عبئا ثقيلا على كاهل الكويت، مشيرا الى ان "هذه القضية يجب ان تتعامل معها الحكومة بشكل انساني وتعطي كل ذي حق حقه، وتغلق هذا الملف الشائك والمتشعب".

وقال طنا إن "ما شهدته منطقة تيماء عصر اليوم من وجود كثيف لقوات وزارة الداخلية لا يخدم الطرفين"، مبينا أنه يقدر حرص الوزارة على فرض هيبة الامن ومنع الفوضى لكنه يرى ان مثل هذه التجمعات يجب ان تعامل بحكمة أكثر حتى لا تؤثر على قاطني المنطقة بشكل خاص والمحافظة بشكل عام.