دعا تقرير لشركة ميريل لينش، العالمية لإدارة الثروات، المستثمرين إلى الاستعداد لما وصفه بـ"التخارج الكبير" من أدوات الاستثمار ذات العائد الثابت، إلى الأسهم، والمرجح أن يبدأ عام 2013.وأكد التقرير، الذي تم الكشف عن تفاصيله خلال مؤتمر صحافي في دبي، أمس، أن آفاق أداء الاقتصادات والأسواق المالية العالمية خلال العام المقبل تبدو أكثر إشراقا من أدائها خلال العام الجاري، مشيرا إلى مؤشرات متزايدة على استمرار محاولات البنك الفدرالي الأميركي لتحفيز الاقتصاد الأميركي، فضلا عن مؤشرات على حدوث انتعاش اقتصادي تدريجي لاقتصادات منطقة اليورو خلال النصف الثاني من عام 2013. وتوقع ان يتفوق أداء الدولار على أداء سائر العملات العالمية الرئيسية عام 2013، خصوصا اليورو والين، ما يعكس تحسن المقومات الرئيسية للاقتصاد الأميركي.سياسات اقتصاديةمن جانبه، توقع رئيس إدارة الشؤون الاستراتيجية لأوروبا والشرق الأوسط وافريقيا في شركة ميريل لينش لإدارة الثروات، معد التقرير، يوهانس يوست أن يتصدر الاستثمار في الأسهم التي تستهدف تنمية رأس المال، وتلك التي تخضع لتأثير السياسات الاقتصادية، واهتمامات المستثمرين خلال العام المقبل.وقال يوست إن هذا الأمر يقود إلى تفضيل الاستثمار في الأسهم على السندات، عام 2013، عازيا ذلك إلى أن الفجوة الملحوظة بين هاتين الفئتين من الأصول (الأسهم والسندات) بلغت أكثر مستوياتها لمصلحة الأسهم منذ أكثر من 25 عاماً.وأضاف ان السياسات الاقتصادية ستظل من أبرز العناصر الحيوية في البيئة الاستثمارية في عام 2013، متابعا أن البنوك المركزية ساندت تزايد الإقبال على الاستثمار في الأسهم عام 2012، من خلال المحافظة على سيولة وفيرة، وبيئة أسعار فائدة بناءة، ما يدعم الأداء الأفضل المتوقع للأسهم خلال العام المقبل.وتوقع ايضا ارتفاع الطلب العالمي، وزيادة أرباح الشركات عام 2013، بالتزامن مع سريان مفعول إجراءات التحفيز الجديدة، كما توقع ارتفاع معدل النمو الاقتصادي في الصين، بالتزامن مع بدء ظهور تأثير إجراءات التحفيز الأخيرة.نمو هنديوذكر ان أداء الاقتصاد الهندي سيتحسن أيضا خلال العام المقبل، إذ يتوقع أن يقفز معدل نمو إجمالي الناتج المحلي الهندي إلى 6.9 في المئة، مقارنة بمعدل نمو متوقع يبلغ 5.6 في المئة خلال العام الجاري، لافتا إلى احتمال مفاجأة الولايات المتحدة العالم بتطورات إيجابية على صعيد الاقتصاد الكلي.ورجح أن يؤثر خفض الإنفاق المالي سلبا في معدل نمو إجمالي الناتج المحلي الأميركي خلال النصف الأول من عام 2013، لينمو الناتج الأميركي بمعدل متواضع قد يبلغ 1.4 في المئة في النصف الأول من العام المقبل، ثم يرتفع لاحقا على الأرجح خلال النصف الثاني من العام.وأشار إلى أنه رغم وجود احتمال لمواجهة الدول الرئيسية في منطقة اليورو صعوبات في النصف الأول من عام 2013، فإن اقتصاد المنطقة سيعاود النمو خلال النصف الثاني من العام.ونبه إلى أن بنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي سيواصل تطبيق برنامج التيسير الكمي طوال عامي 2013 و2014، في وقت سيعمد فيه البنك المركزي الأوروبي في نهاية المطاف إلى شراء جانب من السندات السيادية قصيرة آجال الاستحقاق.أداء أفضلوبين يوست أن توقعات "ميريل لينش"، التي تتفق مع توقعات شركة بنك أوف أميركا ميريل لينش للبحوث العالمية، تنبئ بأن أداء الأسهم سيتفوق على أداء الاستثمارات ثابتة الدخل عام 2013، عازياً ذلك إلى أن المستثمرين أصبحوا يمتلكون ما يكفي من الأسباب التي تدفعهم لبدء تقليص استثماراتهم الكبيرة في السندات، والتحول إلى الأسهم، لاسيما أن عائدات الأسهم بلغت أعلى مستويات جاذبيتها الاستثمارية منذ أكثر من عقدين من الزمن، مقارنة بعائدات السندات الممتازة.ونصح المستثمرين بالاستثمار في مرحلة أولية في الأسهم ذات الدخل الأعلى، وتحديدا أسهم الشركات التي تتمتع بسجل أداء مشهود في مجال نمو الأرباح التي يتم توزيعها على المساهمين، بدلا من الأسهم التي توفر حالياً أعلى العائدات، مسوغا ذلك بأن الأسهم التي توفر حالياً أعلى العائدات تتبع قطاعات اقتصادية من المرجح أن يتراجع أداؤها.وشدد على أهمية أن يقلص المستثمرون الإقبال على السندات المجدية استثماريا بشكل أكبر مما فعلوا عام 2012، رغم استمرار احتمال تحقيق عائدات قوية في قطاع السندات عالية العائدات، نظرا لأن آفاق الديون السيادية لاتزال سلبية، مضيفا: "يبدو أن تضافر الاستثمار المفرط والتفاؤل المبالغ فيه، والمستويات المنخفضة للعائدات في أسواق الأدوات الاستثمارية ثابتة الدخل، تشير إلى انتهاء طفرة أسواق السندات". وأكد أن العوامل الهيكلية التي تبشر بارتفاع عائدات الأسهم على ما يبدو باتت قوية بما يكفي لتبرير معاودة الاستثمار في الأسهم، إذ خرجت من رحِم الأزمة المالية العالمية التي طال أمدها شركات أقوى، تتمتع بميزانيات أقدر على مواجهة التقلبات، وقاعدة طلب عالمي متنامية.
اقتصاد
«ميريل لينش»: 2013 عام الاستثمار في الأسهم عالمياً
06-12-2012