انخفضت أسعار النفط بشدة أمس الاول وسط مؤشرات اقتصادية من الصين وأوروبا أثارت مخاوف بشأن الطلب العالمي.

وقد انخفض سعر خام برنت الذي سيوزع في شهر نوفمبر بنحو 3.40 دولارات ليبلغ سعر البرميل 108.17 دولارات، بينما استقر سعر خام النفط الأميركي على 88.14 دولارا للبرميل.

Ad

وكان خام برنت قد بلغ في سبتمبر 117.95 دولارا للبرميل، وهو أعلى سعر يبلغه خلال أربعة أشهر.

وقال المحللون إن العديد من العوامل التي أدت إلى ارتفاع الأسعار، ومن بينها التوتر بين إيران وإسرائيل، قد خفت حدتها.

وقال جستين هاربر، ويعمل في شركة أي جي للأسواق: «أسواق الطاقة أعادت تنظيم نفسها أمس بطريقة درامية».

المخزونات الأميركية

وأظهرت بيانات حكومية انخفاضا مُفاجئا في مخزونات النفط الخام الأميركية الأسبوع الماضي بينما سجلت مخزونات نواتج التقطير هبوطا أكبر من المتوقع.

وقالت إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات الخام الأميركية تراجعت 482 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 28 سبتمبر بالرغم من زيادة الواردات. وكان محللون توقعوا في استطلاع أجرته «رويترز» قبل نشر البيانات أن ترتفع المخزونات 1.5 مليون برميل.

وارتفعت واردات الخام 511 ألف برميل يوميا إلى أعلى قليلا من ثمانية ملايين برميل يوميا خلال الأسبوع.

وتراجعت مخزونات نواتج التقطير التي تشمل وقود الديزل وزيت التدفئة بواقع 3.69 ملايين برميل في الأسبوع وهو انخفاض يتجاوز بكثير متوسط توقعات المحللين بانخفاض قدره 400 ألف برميل.

وارتفعت مخزونات البنزين الأميركية بواقع 114 ألف برميل مقارنة مع توقعات بانخفاض قدره 600 ألف برميل.

وزاد معدل تشغيل المصافي 0.8 نقطة مئوية إلى 88.2 في المئة من الطاقة الانتاجية. كان محللون يتوقعون تراجع معدل تشغيل المصافي بواقع 0.1 نقطة مئوية.

تباطؤ صيني

وكانت البيانات الواردة من الصين أمس الاول أحد العوامل التي أدت إلى البيع المكثف للنفط وبعض السلع الأخرى.

فقد أظهرت البيانات توسع قطاع الخدمات بوتيرة أبطأ خلال شهر سبتمبر الماضي. وكشفت عن ذلك بعد أيام من إعلان بيانات للحكومة الصينية تشير إلى استمرار تباطؤ التصنيع في البلاد.

وتعد الصين مستوردا كبيرا للسلع، وأي تباطؤ هناك يكون له تأثير بالغ في الطلب.

وقد تضافر هذا مع ضعف في الاقتصادات الأوروبية يشير إلى وجود وفرة كثيرة من العرض.

وأشار هاربر إلى أن الخام الأميركي قد انخفض بنحو 4.1 في المئة بسبب كثرة العرض وقلة الطلب. وقد بلغ المخزون الأميركي أعلى درجة له خلال 15 عاما.

ثم إن المخاوف بشأن عمل عسكري محتمل بين إسرائيل وإيران خفت حدتها كذلك.

إمدادات

من جانبه، قال وزير البترول السعودي علي النعيمي، إن السعودية و»أوبك» تعملان على ضمان توفير إمدادات كافية في السوق العالمي وعدم خروج أسعار النفط عن نطاق السيطرة، وأضاف أنه بالإمكان تلبية الطلب الإضافي على النفط وستتم تلبيته.

وعبّر النعيمي في مؤتمر في العاصمة التركية أنقرة أمس عن أمله في أن تسفر هذه الجهود عن تحقيق المزيد من الاستقرار في الأسواق.

وأقبل صائدو الصفقات على الشراء بعد الانخفاض الحاد للأسعار بينما ينتظر المستثمرون مؤشرات من اجتماع للبنك المركزي الأوروبي وبيانات عن سوق العمل الأميركية.

وبدا أيضاً أن أسواق النفط تستمد بعض الدعم من أسواق الأسهم إذ ارتفعت الأسهم اليابانية.

وقال فيكتور شوم، الشريك في شركة «آي.اتش.اس بورفين اند جيرتز» في سنغافورة: «تأثرت الأسواق في المقام الأول بما بدا أنها سلسلة مستمرة من البيانات الاقتصادية الضعيفة من الصين ومنطقة اليورو... العوامل الأساسية تشير إلى ضعف في الأجل القريب».

وأضاف: «في الوقت الراهن قد يرى بعض المستثمرين فرصة للشراء بعد الانخفاض الحاد أمس وقد نرى دعما من أسواق الأسهم المرتفعة».

(بي بي سي، رويترز)