أنقرة ترسل تعزيزات جديدة إلى الحدود... وباريس ستطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لا تزال القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد تقصف مدينة حلب لليوم الثالث على التوالي، وذلك وسط اشتباكات عنيفة بينها وبين قوات "الجيش السوري الحر" التي تمكنت أمس من السيطرة على نقطة استراتيجية تمكنها من ربط حلب بالحدود التركية.في اليوم الثالث من الهجوم الذي تشنه القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد على مدينة حلب، استولى "الجيش السوري الحر" صباح أمس بعد عشر ساعات من القتال، على نقطة استراتيجية شمال غرب حلب، ما يسمح له بربط المدينة بالحدود التركية.وقال العميد السوري المنشق فرزات عبدالناصر لوكالة "فرانس برس": "تمكنا من الاستيلاء على حاجز عندان على بعد خمسة كيلومترات شمال غرب حلب، بعد عشر ساعات من المعارك". واشار مراسل "فرانس برس" الى أن مقاتلي "الجيش الحر" تمكنوا من الاستيلاء خلال المعارك على سبع دبابات وآليات مدرعة، بينما تم تدمير دبابة. وقال العميد عبدالناصر إن ستة جنود موالين للأسد قتلوا في المعركة، وتم أسر 25 آخرين، كما قتل أربعة مقاتلين معارضين.جاء ذلك، في حين نفى رئيس المجلس العسكري في حلب التابع لـ"الجيش الحر" العقيد عبدالجبار العكيدي أن تكون القوات الموالية للنظام قد تمكنت من السيطرة على جزء من حي صلاح الدين في حلب أحد معاقل المعارضة المسلحة، كما أعلن مصدر أمني موال للنظام.وأوضح العكيدي أن "قوات الجيش الحر صدت محاولة ثالثة للتقدم في اتجاه صلاح الدين الليلة الماضية (ليل الأحد ـ الاثنين)، ودمرنا لهم أربع دبابات"، مشيراً الى أن جيش النظام "يقصف الحي بالحوامات وطائرات الميغ"، مؤكداً أن حلب "ستكون بالنسبة اليهم أم الهزائم، لا أم المعارك"، ومؤكداً أن "الجيش الحر يسيطر على حوالي 35 الى 40 في المئة" من المدينة.تعزيزات تركيةالى ذلك، أرسلت تركيا أمس تعزيزات عسكرية جديدة إلى منطقة كيليس المتاخمة للحدود السورية. وذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية ان قافلة التعزيزات انطلقت من قيادة اللواء الخامس في مدينة غازي عنتاب الحدودية مع سورية، مشيرةً إلى أن التعزيزات تتكون من دبابات وأنظمة صواريخ ومدرعات وسيارات عسكرية وأسلحة وذخيرة إضافة الى عدد كبير من جنود المشاة.في سياق آخر، اعلن مسؤول تركي أمس ان نائب قائد شرطة اللاذقية غرب سورية كان من بين 12 ضابطا سوريا انشقوا وفروا إلى تركيا ليل الأحد ـ الاثنين. وافاد المسؤول انه اضافة الى الضباط عبر نحو 600 سوري الى تركيا خلال الساعات الـ4 الماضية، ما يرفع من عدد اللاجئين السوريين في تركيا الى نحو 43500.مجلس انتقاليالى ذلك، عرضت "القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل" في بيان أسمته "مشروع انقاذ وطني" للمرحلة الانتقالية ينص على انشاء "مجلس أعلى للدفاع" يتولى تأسيس مجلس رئاسي من ست شخصيات عسكرية ومدنية يدير المرحلة الانتقالية في سورية بعد سقوط الأسد، كما اقترحت "تأسيس المجلس الوطني الأعلى لحماية الثورة السورية" الذي يعتبر "بمثابة مؤسسة برلمانية لمراقبة عمل الأجهزة التنفيذية".وشدد البيان على أن "أي حكومة تشكل هنا أو هناك لن ترى النور ولن تحظى بأي شرعية وطنية وثورية إن كانت لا تتبنى كامل مطالب الثورة دون نقصان أو مواربة ولم تحظ بموافقة القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل وكل القوى الثورية الحقيقية الفاعلة على الأرض".فرنسافي السياق، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس أن بلاده التي تتسلم رئاسة مجلس الأمن الدولي في اغسطس المقبل ستطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية لبحث الأزمة في سورية، مشيراً إلى تزويد المعارضة السورية بأسلحة من قطر والسعودية.وأعرب فابيوس عن قلقه من وقوع مجزرة في حلب، وقال "إنها محنة يعيشها الشعب السورى والجلاد يدعى بشار الأسد"، ونفى أن تكون الدول الغربية تزود المعارضة بالأسلحة، وقال: "هناك أسلحة ترسل لهم بحسب معلوماتنا من قطر والسعودية وعلى الأرجح من دول أخرى، ولكن ليس من قبلنا".(دمشق، أنقرة، باريس ـأ ف ب، كونا، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)
دوليات
الحرّ يسيطر على نقطة استراتيجية بين حلب وتركيا
31-07-2012