في رابع ليالي مهرجان الموسيقى يواصل مهرجان الموسيقى الدولي ليلته الرابعة في مسرح الدسمة، ويفتح لعشاق النغم نافذة أخرى على موسيقات العالم، وينتقل بنا من الكويت إلى إيران إلى اليمن، ومن آلة العود إلى «السنتور» إلى التصفيق بقطع خشبية صغيرة، في إيقاعات أدخلت البهجة والسرور على الحضور. وفي هذا الإطار، أقيم حفل الفرقة اليمنية وقدمت الحفل الإعلامية الشابة نورا عبدالله، وكان في مقدمة الحضور أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة، ونائب السفير اليمني د. محمد البري، وأركان السفارة اليمنية في الكويت، وعدد من أبناء الجالية اليمنية وعشاق الإيقاعات الخليجية.والمعروف أن الفرقة اليمنية أسستها مجموعة من أبناء الجالية اليمنية التي تعيش في الكويت عام 2002، وشاركت في كثير من الحفلات والمناسبات العامة والخاصة، حيث تعرض لجمهورها ألوانا من الفنون الشعبية اليمنية من خلال الأغاني والأهازيج وفنون الرقص التي تعبر عن التراث اليمني.ومن أشهر الرقصات التي تقدمها الفرقة: «العدة» وتعبر عن الاستعداد التام للحرب، و«الفية» وتقام في الأفراح العامة، و»الزامل» التي تميز بعض العائلات، و«الاستماع» وتقام في الأعراس، و»الزفة» وهي زفة العروس، و«القطني» ويتمتع بهذه الرقصة أبناء منطقة القطن بصورة خاصة.وبدأت الفرقة حفلها في الثامنة والنصف مساء وسط حفاوة جماهيرية كبيرة وأجواء من البهجة، وكان اندماج أعضاء الفرقة ورقصهم المحبب والطريف من أهم أسباب تفاعل الجمهور وشعوره بالسعادة، فكان من الطبيعي أن تتم مكافأتهم مباشرة بالهتاف والتصفيق والمتابعة لحظة بلحظة.واتسم أداء الفرقة عموماً بسمات الرقص الخليجي المعروف، الذي تغيب عنه المرأة ويحل الرجل بدلاً منها، كما حدث في رقصة «الزفة»، وأيضاً بالارتجال والعفوية التي لا تمنع التناسق والتجاوب في الحركات تباعاً بين الأعضاء، ومصاحبة الراقص للإيقاع الموسيقي، ودندنة المطرب أو أعضاء الفرقة.وتبقى الإشارة إلى أن الفن الحضرمي يعبر بصفة عامة عن تراث الشمال، ومن أشهر سماته ألحان الدان، ويمثله فنانون كبار أبرزهم أبوبكر سالم وكرامة مرسال وحسين المحضار، بينما يعبر الفن العدني عن تراث الجنوب، ومن أشهر رواده المرشدي وعوض المسلمي.ولعل أهم ما يميز الرقص اليمني هذا المزيج الحضاري المدهش ما بين الإرث الآسيوي والإفريقي والعربي، نظراً للموقع الجغرافي المميز جداً لليمن، وكذلك التعبير عن جغرافيته المعقدة ما بين جبل وسهل، ولهذا عادة ما يتم تصنيف تلك الرقصات جغرافياً إلى دوعني وحضرمي وعدني، وغير ذلك.ومن عناوين الرقصات التي قدمتها الفرقة نلاحظ أنها في جوهرها ترتبط بلحظات السعادة والفرح في حياة الإنسان البسيط، وهي تلك اللحظات المتعلقة بالزواج والولادة والزرع والحصاد.وبمصاحبة الرقص، كان الجمهور على موعد مع الفنان رمزي محمد، حيث قدم 5 أغنيات من التراث الحضرمي والعدني ومنها «ما طاوعتني نفسي»، و«يا ساري الليل»، و«روعة»، و«جود وسامح»، و«يعيب علي الناس».أما مواطنه الفنان علي بن بريك فقدم مجموعة من الأغنيات التي تعبر عن الفن الحضرمي فكانت البداية بـ«يحدونك»، ثم «تستاهل انت كل خير»، و«سيعود اللقاء»، و«قال بومحضار»، واختتم بأغنية «بالصراحة».
توابل - مسك و عنبر
الفرقة اليمنية أشعلت المسرح بـ الحضرمي والعدني
10-06-2012