بعد مرور 70 عاماً على صدور الطبعة الأولى من «منجد الطلاب»، جدّدت «دار المشرق» طبعته السادسة والخمسين حرفًا ومتنًا وإخراجًا وألوانًا.يندر ألاّ تملك عائلة من المحيط إلى الخليج مُعجمًا يدعى «منجد الطلاب». فأغلبية المعلّمين العرب وتلامذتهم اقتنوا هذا المعجم الذي صدرت طبعته الأولى في العام 1941، واستمرّت تتالى حتى يومنا هذا إلى أن بلغت السادسة والخمسين، وفاق عدد النسخ الصادرة منه المليونين. الأصوليعود رواج «منجد الطلاب» إلى «منجد» لويس المعلوف، تراث المطبعة الكاثوليكية النفيس، والرفيق المثالي للغويّ والأديب منذ أكثر من قرن. فمن هذا المنجد الكبير الذي صدرت طبعته الأولى في العام 1908، اشتقّ الدكتور فؤاد افرام البستاني منجدًا للطلاب يخلو من الكلمات المهجورة، وزاد على متنه مئات المفردات والمعاني المستحدثة من لغة المعاصرين، فضلاً عن الكثير من اصطلاحات ذوي العلم والاختصاص بمختلف ميادين المعرفة.التجديداقتضى تجديد «منجد الطلاب» سنوات من الجهد والأناة، قام به فريق من الخبراء كلّ في اختصاصه تحت إشراف مدير دار المشرق التنفيذي الاستاذ ريمون حرفوش الذي تحدّثنا معه عن أهمية هذا الإصدار:أستاذ حرفوش. ما الذي دعا «دار المشرق» اليوم إلى إصدار هذه الطبعة المختلفة؟بعد سبعين عامًا على صدور الطبعة الأولى، رأت دار المشرق أن تواكب التطوّر والتحديث الحاصلين في عالم النشر، سيّما وأنَّ هذا المنجد أصبح في طبعته الخامسة والخمسين، وما ذلك إلاّ دليلٌ ساطع على جودته، وسرعة انتشاره في البلدان الناطقة بالعربيَّة، وبقائِه متداولاً منذ القرن المنصرم، بين عشرات لا بل مئات المعاجم العربيَّة الأُحادية اللغة المخضَّصة للطلاّب.بم انحصر تجديد «منجد الطلاب»؟جاء التجديد على صعيدين: في القياس والألوان، وفي الرسوم.ما الذي جرى على صعيد الحجم والقياس؟بدّلنا في القياس الصغير بحيث أصبح 14x21 سنتم، وأخرجنا النصّ بلونَيْن الأحمر والأسود، بدل اللون الواحد سابقًا. إذ جعلنا باللون الأحمر المدخل الرئيسيّ، أو الجذر، وكلّ المداخل الفرعيّة، أيْ جميع صِيَغ الأسماء المشتقَّة من الجذر الأساسي كأسماء الفاعل والمفعول والصفات المشبَّهة وأفعل التفضيل وأمثلة المبالغة، والصيغ المتعدّدة للفعل الواحد... إلخ ممّا يساعد في إظهار الألفاظ التي يبحث عنها القارئ بسرعةٍ واضحة، سيّما وأنّ بعض المداخل الرئيسيَّة فيها من الشرح والتفصيل ما يملأ عددًا من الأعمدة أو أكثر من صفحةٍ واحدة في بعض الأحيان. ووزَّعنا المادَّة على عمودَيْن اثنين بدل الأعمدة الثلاثة في المنجد القديم. وقد حرصنا الحرص الشديد في طباعة الشروح على ضبط الكلام بالشكل المناسب، بحيث ميَّزنا دائمًا بين همزة القطع وهمزة الوصل، وجعلنا الشدَّة حيثما يجب أن تكون مع وجوب إيرادها على الحرف الشمسيّ بعد أل التعريف، وفي نهاية الكلمة على ياء النسبة؛ ووضعنا الحركات دائمًا على حروفها عند الضرورة لتبيان النطق الصحيح وتحاشيًا لأيّ التباس في الشكل أو في المعنى.وعلى صعيد الألوان والرسوم ما هو الجديد؟تماشيًا مع العصر الذي نعيش، ولأنّنا في زمن المشهد والصورة، فقد أوردنا في المنجد أكثر من ألف صورةٍ، رُسمت ولُوِّنت حديثًا بالألوان الحيَّة- بالألوان الأربعة طباعيًّا- ذلك طبعًا لإفساح المجال في إيراد رسوم ما استجدَّ في العصر من تطوّر صناعيّ وتكنولوجيّ على صعيد السيّارات والطائرات ووسائل الاتّصال والأدوات المنزليَّة والكهربائيَّة وغيرها. وقد وزَّعنا هذه الرسوم بحسب أسمائها على حروف المعجم، وجمعنا كلّ مجموعة على عددٍ من الصفحات، مع مراعاة وضع الرسوم التي تجمعها دلالةٌ واحدة في صفحات خاصَّة بها، وضمن الحرف الذي يعود إليه جنسها. مثلاً: إجّاص- مَنْغا- لَوْز- آس- جَوْز- فُسْتق- بِطّيخ... جُعلت في صفحة الثمار تحت حرف الثاء.ألم تتطرّقوا إلى أمورٍ أخرى؟لم نغفل وضع بعض الأحكام القياسيَّة في اللغة العربيّة، والتي كانت أساسًا في «المنجد في اللغة»، علَّها تساعد الطالب في عمليَّة البحث والتفتيش، وبالتالي التمرُّس باستعمال المعاجم وفهم اللغة واستساغتها.هل تتقبلون النقد والملاحظات إذا ما وجدت في الطبعة الجديدة؟نأمل لهذا المعجم المجدَّد على صعيد الضبط والإخراج والرسوم سرعة الانتشار واتّساعه، شأنه في ذلك شأن المنجد في طبعاته السابقة؛ ويسرّنا أيضًا أن نفيد من كلّ ملاحظةٍ أو هفوةٍ قد تصل إلينا من الطّلاب والقرّاء، فنعمل على تحاشيها في طبعة لاحقة.
توابل - ثقافات
منجد الطلاب في حلّة جديدة .. 56 طبعة وما يفوق المليوني نسخة
17-05-2012