قطع طرق واحتجاجات في عكار... والضاهر يعتبر الحادث مقصوداً... ودعوات إلى سرعة التحقيق فيما كانت كل التوقعات بانفجار وشيك في بلدة حلبا في عكار، حيث كان مقرراً إجراء مهرجانين متقابلين، أولهما للنائب في كتلة "المستقبل" خالد الضاهر والثاني للحزب "القومي السوري الاجتماعي"، جرت جريمة مروعة في بلدة الكويخات، حيث قتل الشيخ أحمد عبدالواحد المحسوب على الضاهر ومرافقه جراء اطلاق النار من قبل حاجز للجيش اللبناني.وقتل عبد الواحد أثناء توجهه من بلدة البيرة الى الاعتصام الذي كان مقررا في حلبا، ولدى وصوله الى مفرق تل عباس الغربي، حيث كان هناك حاجز للجيش اللبناني اطلق النار عليه ما ادى الى وفاته ومرافقه محمد حسين مرعب، وذلك في ظروف ملتبسة لم تتوضح حتى الآن.واتهم أحد مرافقي عبدالواحد ضابطا في الجيش بإهانة عبدالواحد الذي قرر عدم متابعة سيره باتجاه حلبا والعودة ادراجه، وما كان من الضابط الا أن أمر باطلاق النار على السيارة. وإثر شيوع نبأ مقتل الشيخ، جرت اعمال قطع طرق واحتجاجات في عكار.الضاهرواتهم النائب الضاهر الجيش بإطلاق النار على عبدالواحد، معتبراً أن "اطلاق النار جاء مقصودا والنية مبيتة علينا"، مشدداً على أن "الأمر لن يمر ببساطة". واشار في كلمة له من حلبا الى أن "هناك من يقف مع النظام السوري ويريد اضعافنا ولن نرضى بهذه الممارسة الوحشية التي حصلت بحقنا"، مضيفا: "لقد تعودنا على هذا السلوك من قبل بعض العناصر وضباط في مخابرات الجيش اللبناني".وأكد أن "هناك أوامر صدرت لهذا العمل بحق الشيخ"، لافتا الى ان "التهديدات وصلتنا سابقا من عناصر وضباط الجيش اللبناني، ونحمل قائد الجيش العماد جان قهوجي والجيش مسؤولية هذه الأعمال الوحشية".وأشار الضاهر الى أن "عبدالواحد لم يطلق أي رصاصة على الجيش اللبناني وقد امتثل لأوامر الجيش وتوقف عند الحاجز لكن الضابط اهانة واطلق النار عليه". وأضاف أن "هذا الضابط تابع للتيار الوطني الحر ولحزب الله".وقال: "اننا "لا نريد ان نرى عناصر من الجيش اللبناني على الحواجز، بل نريد قوى الامن الداخلي والدرك لضبط الامن، كما نطالب بلجنة تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث". وترددت أنباء عن أن الجيش أخلى حواجزه في بعض المناطق العكارية.كما أعلن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني عن اقفال دار الفتوى والمديرية العامة للاوقاف الإسلامية في العاصمة بيروت وسائر دور الافتاء والأوقاف الإسلامية والمؤسسات التابعة لها لمدة ثلاثة أيام حدادا على الشيخ عبدالواحد. وفي طرابلس، ترددت دعوات للتضامن مع عكار وللاعتصام، فيما المدينة لم تلملم بعد جراحها من جراء الاشتباكات الأخيرة بين منطقتي باب التبانة السنية وجبل محسن العلوية المؤيدة للنظام السوري.الجيشمن ناحيتها، أصدرت قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: "أدى حادث مؤسف بالقرب من حاجز تابع للجيش في بلدة الكويخات- عكار، الى إصابة كل من الشيخ احمد عبدالواحد ومرافقه بطلقات نارية، ثم ما لبثا ان فارقا الحياة متأثرين بجروحهما. إن قيادة الجيش اذ تعبر عن أسفها الشديد لسقوط الضحيتين، وتتوجه بأحر مشاعر التضامن والتعازي الى ذويهما، تشير الى انها بادرت على الفور الى تشكيل لجنة تحقيق من كبار ضباط الشرطة العسكرية، وبإشراف القضاء المختص".الحريريوأجرى رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري امس اتصالا بعائلة الشيخ عبدالواحد معزيا، كما أجرى اتصالات برئيس الجمهورية ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي، مطالبا بلجنة تحقيق فورية في ظروف جريمة قتله ومحاسبة المسؤولين عنها مهما علت مراتبهم.واستنكر الحريري جريمة القتل، داعيا أهل عكار إلى التزام الهدوء وعدم الإنجرار إلى فخ الفتنة.وقال الحريري: "إننا لا نضع عملية القتل في خانة الجيش اللبناني بالجملة، وهو المؤسسة الوطنية العسكرية التي لطالما وقف أهل عكار إلى جانبها وكانوا خزانا لها ومن الذين بنوها وعملوا في سبيل أن تكون في خدمة كل لبنان. ولكن من الواضح أن هناك مندسين ومتورطين في هذه العملية يريدون تسخير المؤسسة ورمزيتها لاستيراد أزمة النظام السوري مع شعبه والعالم العربي والعالم إلى لبنان، في محاولة يائسة لإنقاذه من نهايته المحتمة".ميقاتيوتابع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أمس مع وزيري الدفاع الوطني فايز غصن والداخلية والبلديات مروان شربل ومع القيادات الأمنية تفاصيل الحادث، وطلب تشكيل لجنة تحقيق لكشف ملابساته، كما أجرى إتصالا بالنائب خالد ضاهر مبديا أسفه، متمنيا على الجميع المساهمة في تهدئة الأوضاع ومعالجة الأمور بحكمة وروية.مرافق عبدالواحد يروي الحادثةروى د. علي يحيى، أحد مرافقي الشيخ أحمد عبدالواحد، وهو من أهالي بلدة البيرة في عكار، تفاصيل الحادث الذي أودى بحياة الشيخ، قائلا: "كنا 5 سيارات ضمن وفد توجه من قرية البيرة، وهي مسقط رأس الشيخ أحمد عبدالواحد للاحتفال في بلدة حلبا إحياء لذكرى شهدائها الذين سقطوا على يد الحزب القومي في مايو 2008، وأثناء مرورنا على حاجز تابع للواء المجوقل في منطقة تل عباس قرب قرية الكويخات والذي يضم ملالات وعشرات الجنود الذين يأتمرون بأوامر ضابط برتبة نقيب، طلب منا عناصر الحاجز التوقف. بالفعل امتثل الشيخ أحمد الذي كان في السيارة الأولى، بينما كنت أنا في السيارة التالية خلفه تماماً وترجل مع مرافقيه بناءً على طلب عناصر الحاجز. وهنا بدأ عناصر الحاجز عملية استفزاز مهينة للشيخ الذي كان يلبس عمته وجبته، ولمرافقيه".وبحسب رواية يحيى "فقد عمد العناصر إلى تفتيشهم بشكل مهين بعد أن دفعوهم بأعقاب البنادق عدة مرات وكأنهم يتعاطون مع مطلوبين، كما جرى تفتيش دقيق لسيارة الشيخ من قبل عناصر المجوقل بطريقة لافتة، ثم تم تفتيش جميع السيارات، وعمد أفراد الحاجز إلى تركيع بعض من كان فيها من الشباب واضعين أيديهم على رؤوسهم لأسباب غير معروفة وغير مفهومة. وعلى ما يبدو أنّ عناصر الحاجز أصيبوا بخيبة أمل حين لم يجدوا أي ممنوعات أو ربما أسلحة كانوا يتوقعون وجودها. وقد استفزت هذه التصرفات الشيخ أحمد الذي طلب من عناصر الحاجز تسهيل مرورهم وعدم تأخيرهم قائلاً، إنه يتوجه مع الوفد إلى مهرجان حلبا ولا ضرورة لكل هذا".وتابع: "وبعد تلاسن معهم، استقل الشيخ سيارته صارخاً أنه لن يذهب إلى الاحتفال في حلبا بل سيعود إلى البيرة. واستدار بالسيارة ببطء شديد حول الحاجز عائداً باتجاه قريته... 15 مترا هي كل المسافة التي قطعها. وهنا انهال عليه وابل من الرصاص من اليمين واليسار والخلف من قبل أكثر من 20 عنصراً يحملون رشاشات خفيفة، وقد استهدفت معظم هذه الرصاصات المنطقة العليا من الجسم أي الرأس والصدر، بينما كانت النيران تطلق أيضاً على دواليب السيارة التي توقفت مقابل السيارة التي استقلها مباشرة بعد التفافها".
دوليات
لبنان: مقتل الشيخ أحمد عبدالواحد على حاجز للجيش
21-05-2012