في وقت تراجعت لهجة التهديد العسكرية ضد طهران، أعلن يوكيا أمانو مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مؤتمر صحافي في العاصمة العراقية بغداد أمس، أن إيران تواصل أنشطة تفكيك موقع بارشين العسكري.

Ad

وقال أمانو رداً على سؤال بشأن ما إذا كانت إيران تواصل أنشطة تفكيك الموقع القريب من طهران: "نعم هذه الأنشطة جارية في بارشين لكن لا يمكنني اليوم أن أقدم لكم التفاصيل".

وأشار امانو خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إلى "أسباب وجيهة" تدفع للاعتقاد بأن إيران تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي من المقرر أن تجري محادثات مع الجمهورية الإسلامية في 13 ديسمبر القادم حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل.

وفي ما يتعلق بسير المفاوضات وتعاون إيران، قال أمانو: "أنا مقتنع بأن الوكالة لها دور أساسي في حل هذه المسألة، عبر الوسائل الدبلوماسية". وأضاف المدير العام للوكالة بأن "هذا في مصلحة إيران والمجتمع الدولي، ولهذا اعتقد بوجود سبب وجيه لتعاون إيران معنا". وتابع: "الوضع صعب جداً ومقلق، ولا أريد التكهن".

وفاة مدون

على صعيد آخر، أعربت الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أمس، عن "قلق عميق" إزاء تقارير بشأن وفاة المدون الإيراني ستار بهشتي أخيراً داخل السجن.

وقال المتحدث باسم المسؤولة الأوروبية مايكل مان في بيان ان الاتحاد الأوروبي يتوقع أن تجري السلطات الإيرانية تحقيقاً شاملاً في القضية من أجل كشف الملابسات الحقيقية إزاء مقتل بهشتي. وأضاف أن "الاتحاد الأوروبي لا يزال يشعر بقلق عميق إزاء حالة حقوق الإنسان في إيران ويحث السلطات الإيرانية على وقف قمع المدونين ونشطاء الانترنت".

ودعت آشتون السلطات الإيرانية إلى ضمان تمتع المواطنين الإيرانيين بالاحترام الكامل وحماية حقوقهم بموجب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي انضمت له طهران.

في المقابل، أعلن محمد حسن أبوترابي نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني أمس، أن البرلمان سيحقق في وفاة المدون بهشتي الذي اعتُقل في أكتوبر الماضي في السجن.

وقال أبوترابي ان "لجنة الأمن الوطني تم إبلاغها بهذه القضية وبدأت التحقيق"، مضيفاً "طلبت من رئيس اللجنة علاء الدين بوروجردي إبلاغ البرلمانيين والشعب حين ينتهي التحقيق".

وأعلنت العديد من المنظمات الدولية لحقوق الإنسان أن بهشتي الذي كان ينشط على مدونة تنتقد النظام، توفي في مركز الاعتقال كاريزاك قرب طهران حيث كان معتقلا بعد توقيفه في 28 أكتوبر.

وبحسب منظمة العفو الدولية فإن المدوِّن البالغ من العمر 35 عاماً قد يكون توفي تحت التعذيب بعد أن تقدم بشكوى ضد الانتهاكات التي تعرض إليها.

عقوبات اقتصادية

من جهة أخرى، تعاني المصانع وشركات البناء في إيران نقصا كبيرا في الصلب والمعادن الأخرى إذ أدى حظر صادرات جديد فرضه الاتحاد الأوروبي لتفاقم مشاكل الاقتصاد الذي يترنح بالفعل تحت وطأة عقوبات على مؤسساته المالية وصادرات النفط.

وتعتمد إيران على الواردات لتعويض عجز في إنتاجها من الصلب لكن بيانات تظهر أن واردات إيران من الصلب تتراجع بالفعل نظراً لتأثر المستوردين بعقوبات أوروبية وأميركية تحول دون التعامل مع البنوك وشركات التأمين وغيرها من المؤسسات التي تدعم التجارة مع طهران لحين موافقتها على تعديل برنامجها النووي.

ونظراً لنقص العملات الرئيسية لجأ بعض مستوردي الصلب الإيرانيين لنظام المقايضة لكن عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي في 15 أكتوبر على تصدير الصلب والألومنيوم ومواد رئيسية أخرى دفعت بعض التجار لوقف جميع المبيعات وتواجه الشركات الإيرانية الآن ارتفاعا في الأسعار وشحاً في الإمدادات.

وفي ضوء الدور المحوري للصلب في النشاط الاقتصادي إذ يُستخدم في هياكل المباني وصناعة الآلات فإن تعثر تجارة الصلب قد يلحق ضرراً واسع المدى وهو بالضبط ما تريده القوى الغربية التي تسعى لمنع إيران من صنع أسلحة نووية وترفض نفي طهران السعي لإنتاج مثل هذه الأسلحة.

(بغداد، طهران ــــــ أ ف ب، رويترز، يو بي آي)