في الوقت الذي كان متوقعا أن تسحب الحكومة العراقية قواتها المتمركزة على مشارف محافظة صلاح الدين لنزع فتيل الحرب مع قوات البشمركة الكردية، قامت بنشر قوات عسكرية إضافية في مدينة طوز خرماتو المتنازع عليها بين مدينتي كركوك وصلاح الدين حيث يطالب الأكراد بضمها إلى كركوك شمالي بغداد.

Ad

وقالت مصادر أمنية أمس، إن الحكومة العراقية أرسلت تعزيزات أخرى إلى قواتها المتمركزة عند مدينة طوز خرماتو، مضيفة أن قوات من الجيش العراقي مجهزة بـ53 دبابة وآليات مدرعة وصلت إلى مدينة طوز خرماتو واستقرت قوات أخرى في منطقة العظيم جنوبي المدينة، بينما تحركت قطع أخرى باتجاه طريق الطوز - كركوك.

وقال آمر لواء في قوات البشمركة الكردية في كركوك شركو فاتح: "لقد وردتنا معلومات أن قوات الجيش والشرطة الاتحادية وضعت في حالة الإنذار القصوى وأن قوات قوامها فوجان آليان وصلا إلى أطراف مدينة الطوز جنوبي كركوك"، مضيفا أن "وجود قوات من البشمركة في أطراف مدينة الطوز لا يعني الاستعداد لمواجهة قوات عمليات دجلة العسكرية بل تعزيز أمن المدينة، وأن جميع الأهالي يرفضون التصعيد، ولا توجد خطة لدى وزارة البشمركة لمواجهة عمليات دجلة حتى الآن رغم أن قوات البشمركة وضعت في حالة تأهب تحسبا لمواجهة محتملة".

وقال نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي اسكندر وتوت، إن "قرار القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي بنشر قوات لقيادة عمليات دجلة في كركوك وباقي المناطق يستمد شرعيته من الدستور العراقي، وعلى إقليم كردستان أن يقتنع بذلك".

في السياق، أفادت مصادر كردية بأن الرئيس العراقي جلال الطالباني وصل أمس، إلى مدينة أربيل واجتمع برئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، وناقش تداعيات المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم.

وذكرت المصادر أن الزعيمين سيبحثان الأوضاع السياسية في البلاد والتطورات الأخيرة في البلاد والمشاكل العالقة بين بغداد وأربيل وتشكيل قوات دجلة.

في غضون ذلك، كشف وزير التجارة العراقي خير الله بابكر أمس، عن اتفاق الوزراء الكرد على تقديم طلب لرئيس الوزراء، بوقف تحركات الجيش العراقي بدلا من وقوع صدامات عسكرية، ملوحا باتخاذ

"موقف آخر" في حال رفضه.

وقال بابكر وهو قيادي في التحالف الكردستاني، إنه "من غير الممكن أن يقاتل الجيش العراقي قوات البشمركة"، مؤكدا أننا "لا نرضى بالقتال خصوصا أننا كنا في صفوف البشمركة قبل أن نكون وزراء".

دعوات إلى الانسحاب

ودعا وزير البشمركة جعفر مصطفى، في وقت سابق، الجيش العراقي إلى الانسحاب من مناطق حمرين والطوز تجنبا للحرب.

وقال مصطفى، في بيان صدر على هامش اجتماعه مع وفد أميركي برئاسة مسؤول مكتب التنسيق الأمني في العراق الجنرال كاسلن، إن "قوات البشمركة لن تكون هي الطرف المبادر بإطلاق النار"، متعهدا بـ"إعطاء فرصة لأميركا لمعالجة المشاكل".

وأشار إلى أن "تحريك قوات من البشمركة للمنطقة جاء نتيجة تهديدات المالكي وقادة في الجيش العراقي بإخراج مقار الأحزاب الكردستانية من طوز خورماتو، ونزع سلاح البشمركة"، مشددا على أنه "من واجب البشمركة أن تدافع عن أمن واستقرار المنطقة".

من جهته، دعا كاسلن إلى "عدم اللجوء إلى الخيار العسكري في كافة الاحتمالات، والسعي إلى حل الخلافات على مائدة الحوار"، مؤكدا "دعم واشنطن للحوار".

وشدد كاسلن على أنه "سيتباحث مع المسؤولين العراقيين لقطع الطريق بأسرع وقت أمام تعقد الوضع في المنطقة".

بدورها، حذرت قائمة "العراقية" بزعامة أياد علاوي أمس، من تدويل الأزمة بين عمليات دجلة والبشمركة وفتح الباب أمام تدخل عسكري خارجي، داعياً قادة الكتل السياسية إلى عقد جلسة عاجلة لحل الأزمة.

الى ذلك، حذر حزب العمال الكردستاني أمس، من تعرض إقليم كردستان لهجوم من قبل الجيش العراقي.

وقال المتحدث باسم الحزب أحمد دنيس إنه "يتحتم على الجانبين الكردي والعراقي الهدوء والجلوس على طاولة الحوار لحل المشاكل وفق القانون والدستور"، محذرا من "اجتياح الجيش العراقي لمناطق إقليم كردستان بما فيها المتنازع عليها".

وأضاف دنيس أننا "حزب قومي وسندافع عن كردستان"، مؤكدا "سنرسل مقاتلينا للدفاع عن الإقليم إذا ما هجمت القوات العراقية على الإقليم".

(كركوك ـــــــ د ب أ، كونا)