السؤال: ما حكم السهر والتحدث مع الأصدقاء عبر "فيسبوك"؟المفتي: وكيل الأزهر الأسبق الشيخ محمود عاشور. الفتوى: الإسلام أرشد إلى المبادرة بالنوم بعد صلاة العشاء، وكره تضييع فترة الليل فيما لا يفيد خيراً مادامت لا توجد ضرورة ولا حاجة تدعو إلى السهر كالذين توكل لهم الحراسة بالليل من أجل المصلحة العامة أو يستذكر دروسه مثلاً، وقد جاء في حديث حسن رواه الترمذي "عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله".ومن أجل التنسيق بين العمل بالنهار والراحة بالليل أرشد الله إلى أن قيام الليل بالطاعة خفيف بحيث لا يؤثر على الواجبات التي تلزمنا بالراحة وتباشر بالنهار "إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَىٰ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (المزمل:20)، وأوضح الرسول (صلى الله عليه وسلم) ذلك بقوله فيما رواه البخاري: "إن لربك عليك حقاً وإن لبدنك عليك حقاً فأعط كل ذي حق حقه".ومما جاء في كراهة السهر لغير ضرورة أو حاجة ما رواه البخاري ومسلم أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يؤخر العشاء على ثلث الليل ويكره النوم قبلها والحديث بعدها، والحديث على مواقع "الشات" على شبكة الإنترنت يأتي مما كرهه النبي (صلى الله عليه وسلم)، ذلك أن الحديث في ذلك الوقت سيكون لغواً أو ارتكاب معصية وهو ما يضيع الثواب الذي أخذه من الصلاة وهو تكفير السيئات وكان عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يضرب الناس على الحديث بعد العشاء ويقول: "أسمراً أول الليل ونوماً آخره أريحوا كتابكم"، وقد ذم الله تعالى الساهرين للهو والحديث فيما لا طائل له بقوله تعالى: "مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ" (المؤمنون:67).ومن هنا نعلم أن السهر بالليل إذا كان في حرام كان النهي عنه وإن كان في حديث للهو واللغط فهو مكروه، والرسول (صلى الله عليه وسلم) كان يسمر عند أبي بكر الليلة في مصالح المسلمين ومعهما عمر، أما السهر والسمر في غير الطاعة فممنوعان على وجه الكراهة أو الحرمة خاصة عبر مواقع التواصل التي اعتاد الناس الحديث فيها في مسائل غير أخلاقية إلا ما رحم ربي.
توابل - دين ودنيا
الحديث مع الأصدقاء ليلاً عبر فيسبوك مكروه!
20-07-2012