افتتح معرض «برونز 2» المشترك للفنانين فاضل العبار وحميد خزعل في قاعة بوشهري للفنون، الذي يمتد إلى 8 نوفمبر المقبل، بحضور عدد كبير من المهتمين بالفن التشكيلي ومجموعة من متذوقي الفن، وجاءت الأعمال المعروضة منوعة، إذ انتمت معظم أعمال الفنان فاضل العبار إلى الواقعية، بينما تنهل منحوتات الفنان حميد خزعل من فضاء التجريد، وتميزت المنحوتات بالثراء ودقة التكوين.

Ad

وتضم الفعالية المشتركة 38 عملا نحتيا من مادة البرونز، تشكل الرؤى الفنية لفنانين لهما مكانتهما التشكيلية وقيمتهما الجمالية لدى المتلقي، واللافت في محتوى المعرض التنوع الكبير بين الأعمال، إذ تمتزج الرؤى الواقعية بالتجريد، فتتكئ أعمال الفنانين على إرث فني ومخزون ثقافي وخبرة طويلة.

ويركز الفنان فاضل العبار عبر أعماله على فكرة جديدة، مستفيدا من الفراغ، ومشكلا أبعادا معينة محملة ببعض الرسائل الفنية، كما يقدم في أعماله الأخرى أسلوبه الخاص في النحت، بينما يستلهم الفنان حميد خزعل أفكاره من الهم الإنساني، مجسدا ذلك عبر مجسمات دقيقة جدا تئن من وطأة الظلم والألم، ملتزما بطرحه سواء في الفن المسطح أو المجسم، كما يهدف إلى تكامل المشهد البصري لدى المتلقي عبر أعماله.

اتجاهات مختلفة

وبهذه المناسبة، أكد الفنان فاضل العبار أنه ضم مجسمات من البرونز منتقاة بعناية فائقة لأعماله وأعمال الفنان حميد خزعل، وتأتي هذه الفعالية الفنية استكمالا لمشروعنا الذي انطلق في عام 2009، من خلال معرض برونز الأول.

واشار إلى متعة العرض المشترك مع الفنان حميد خزعل، الذي تربطهما صداقة وعلاقة وطيدة، ويرى أن تنوع المعروضات يصب في مصلحة الذائقة الفنية، لاسيما أن ثمة اتجاهين مختلفين ينهلان من مدارس فنية في النحت يجدهما المتلقي ضمن هذا المعرض، إذ استلهمت خلال هذه الفعالية ألوان من البيئة الشعبية القديمة، مجسدا عبر مادة البرونز مشاهد لبعض المهن القديمة، كالحمّار.

وأضاف العبار: «وخلال هذه الفعالية أردت تقديم أعمال يقبل عليها المتلقي ويقتنيها، لذلك بحثت عن مواضيع البيئة الشعبية، وقد ركزت خلالها على الألعاب القديمة».

وعن المدة الزمنية لتنفيذ العمل، أوضح انه يستغرق 90 يوما لإنجازه، لاسيما أن البرونز يتطلب إرساله إلى أحد المسابك خارج الكويت لإجراء بعض الأمور الدقيقة في تشكيل القوالب وانتقاء الحواضن المناسبة وغيرها من العمليات اللازمة لإنتاج العمل، لاسيما أن هناك مرحلة أخرى بالشمع، وتليها مراحل أخرى وصولاً إلى صب مادة البرونز بشكلها النهائي.

وعن أسباب إرسال أعمالهم إلى الخارج لتنفيذها، قال إن «عدم توافر مسابك لمادة البرونز يضطرنا إلى ذلك، ومن أبرز أسباب عدم توافر المسابك في الكويت قلة عدد النحاتين»، مشيراً إلى ان «المسبك الوحيد في المرسم الحر لا يعمل منذ فترة لأنه يفتقر إلى فنيين بمواصفات عالية لتنفيذ الأعمال».

واقترح تدريس مادة النحت ضمن المنهج الدراسي في المؤسسات التربوية كالجامعة رغبة في تخريج نحاتين أكاديميين.

مشروع مهم

بدوره، أكد الفنان حميد خزعل أن «المعرض يأتي من رحم فكرة مشتركة لمجموعة من الفنانين هم فاضل العبار وحسين المسيب ونادر الفرس إضافة إليه، مبينا أن الفكرة انطلقت في عام 2004 لاسيما أن الفنان فاضل العبار صاحب تجربة ثرية في هذا المجال، وقد تبادلنا الأفكار والرؤى إلى أن قررنا تقديم أعمال مشتركة».

وتابع خزعل: «أكملنا المشوار أنا وفاضل العبار إيماناً بأهمية التجربة، وعقب جلسات عمل نظرية وعملية أثمر هذا المشروع معرضاً مشتركاً في عام 2009، محققاً صدى طيباً، وقد دفعنا هذا النجاح إلى مواصلة المشوار».

وعن علاقة الرسم والنحت في مشواره، ذكر ان ثمة ارتباطا كبيرا بينهما، فالروح واحدة لكن الفكرة تختلف، فالعمل المسطح له معطياته وكذلك المجسم له أفكاره ونتائجه، لذا لكل حالة خصوصيتها من حيث القيمة الجمالية.

يذكر أن المعرض يضم 38 مجسماً موزعة بين الفنانين، إذ قدم فاضل العبار 20 عملاً، بينما اكتفى الفنان حميد خزعل بـ18 منحوتة.