رغم اعتقاد البعض أن موافقة أحمد عز على مشاركة زميله أحمد السقا في عمل فني ضرب من المستحيل، فإن عز أدهش الجميع بموافقته من دون شروط على العمل مع السقا في فيلم» المصلحة» الذي أثار غضب أبناء سيناء مع أنه « أقرب» الأعمال إلى قلب عز. في لقاء مع «الجريدة»، يتحدث عز عن هذه التجربة وسبب تحمسه للفيلم، نافياً ما تردد عن إساءة الفيلم إلى أهالي سيناء.

ما سبب تحمسك للمشاركة في فيلم «المصلحة»؟

Ad

تربطني صداقة قوية بأحمد السقا، ودائماً ما كانت علاقتنا على المستوى الأسري جيدة، ولكن لم يشاء القدر أن نتشارك في أي عمل، حتى جاء سيناريو «المصلحة» ووصل إلى السقا أولاً، وبعد ذلك عرضه عليّ، وعندما قرأته أعجبت بالدور ووافقت عليه فوراً.

لكن تردد أن الخلافات بينكما لم تتوقف؟

لم نهتم كثيراً بالشائعات، خصوصاً التي تتعلق بترتيب الأسماء، لأن أياً من هذا لم يحدث سواء عند الموافقة على الفيلم أو خلال التصوير وتركنا الأمر بالكامل للمخرجة ساندرا نشأت. كذلك لم أضع أي شروط للتعاقد على الفيلم لأني أعتبرت أني أعمل مع أصدقائي، سواء السقا أو المنتج وائل عبد الله أو ساندرا نشأت، والعلاقة بيننا أقوى بكثير من أن نختلف على أمور لا قيمة لها.

ماذا عن الأجر؟

خفَّضت أجري من دون أن يطلب مني ذلك وقبل الأزمة في السينما، ذلك نظراً إلى ارتفاع التكاليف الخاصة بإنتاج الفيلم وتصوير جزء كبير منه في سيناء ومشاركة عدد كبير من الفنانين. والقرار نفسه اتخذه السقا. عموماً، «المصلحة» أقرب الأعمال إلى قلبي في مشواري السينمائي.

ما مدى رضاك عن الفيلم، خصوصاً في ظل الانتقادات التي وجهت إليه؟

راض بشكل كامل عن الفيلم، وأرى أن المخرجة ساندرا نشأت بذلت مجهوداً كبيراً فيه، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي عملنا خلالها وتوقف التصوير أكثر من مرة. فـ{المصلحة» أطول فيلم صورته، إذ استغرق نحو عام ونصف العام وتوقف مراراً بسبب الانفلات الأمني وثورة 25 يناير, لكن في النهاية، تم تنفيذه بصورة أفضل من التي تخيلتها عندما قرأته.

لكنه تسبب في إثارة غضب أهالي سيناء؟

تمّ التصوير في سيناء بموافقة إحدى القبائل الكبرى ودعمها، والعمل لم يتعرّض لأهل المنطقة إطلاقاً. قدمنا نموذجاً سلبياً لتاجر مخدرات موجود في شبه الجزيرة، وفي المقابل صورنا  أحد شيوخ القبائل الذي يرفض التعامل معه ويعتبره إساءة إلى أبناء سيناء، وهو أمر كان مقصوداً في العمل، لأنه لا يمكن إطلاق وصف معين أو إلصاق صفة على فئة من المجتمع.

أهالي سيناء وقفوا إلى جوارنا خلال التصوير وساعدونا في تأمين أماكن التصوير وحمايتنا، ولولا مساهمتهم لما خرج الفيلم إلى النور لأن غالبية الأحداث الرئيسة صورناها في سيناء.

من ضمن الاتهامات التي وجهت إلى الفيلم قبل عرضه أنه جاء لتحسين صورة ضباط الشرطة؟

لا أعرف سبباً لإطلاق هذه الاتهامات، فالفيلم بدأنا تصويره قبل الثورة ولم نجرِ عليه أي تعديل، فضلاً عن أنه غير مرتبط بتواريخ زمنية معينة. وكما ذكرت لك سلفاً، عندما نتحدث عن أي فئة في المجتمع لا بد من أن ندرك أنها تضم نماذج إيجابية وأخرى سلبية، فهذه هي الطبيعة البشرية ولا توجد فئة جميع أفرادها شرفاء أو العكس، سواء في الشرطة أو غيرها.

كيف تحضرت لشخصية تاجر المخدرات؟

التحدي الأكبر بالنسبة إلي كان في اللهجة السيناوية نظراً إلى صعوبتها، فقد تدربت عليها أكثر من ثلاثة  أشهر متواصلة. أشير هنا إلى أننا اكتشفنا أن هذه اللهجة تختلف من منطقة إلى أخرى، فاتفقنا مع المصحح على اعتماد اللهجة الأقرب إلى فهم المشاهد، خصوصاً أن ثمة لهجات صعبة الفهم في سيناء.

ألا ترى أن الجانب الإنساني في شخصية المتهم برعاية الحيوانات لم يكن منطقياً؟

على العكس، إذ نجد أي قائد لعمليات غير مشروعة مرتبطاً بحيوان مفضل ليه، وهو أمر معروف في علم النفس، لأنه يشعر بأن هذه الحيوانات هي الأقرب إليه ولن تخونه فيعيرها اهتماماً خاصاً يتناسب مع مكانتها لديه.

ماذا عن فيلمك الجديد «حلم عزيز»؟

انتهيت من تصويره منذ فترة، و{الشركة العربية» المنتجة له حددت بداية شهر يوليو المقبل لعرضه، لكن أتوقع أن يتم تأجيله إلى موسم عيد الفطر بسبب الظروف السياسية.

تردد أن خلافاً نشب بينك وبين شريف منير بسبب ملصق الفيلم الدعائي؟

الملصق الدعائي مسؤولية الشركة المنتجة ولا يحق لي التحدث فيه على الإطلاق، أما علاقتي بمنير فأكثر من جيدة ولا أعرف مبرراً لتكرار الحديث عن هذا الأمر، خصوصاً أني شاهدت الملصق عندما طرح الفيلم في دور العرض مثل أي شخص ذهب إلى السينما ولم أشاهده بعد تصميمه وقبل توزيعه على قاعات العرض.

هل تتوقع أن يؤثر على إيرادات فيلم «المصلحة»؟

لا أعتقد ذلك. عموماً، أنا لا أجيد حسابات السوق في ما يتعلق بالإيرادات ومواعيد العرض، وهو أمر متروك بشكل كامل للجهات المنتجة والموزعة، فهي أكثر دراية بذلك ودوري يقتصر على التمثيل ولا أتدخل في أي شيء آخر. فضلاً عن أني مؤمن بأن العمل الجيد ينجح في فرض نفسه مهما كانت الظروف.

ماذا عن الدراما؟

أحضر لأحد المشاريع الذي ربما يعرض في رمضان 2013 عن قصة حياة الراحل أشرف مروان. ما زلنا في مرحلة التحضير، وبدء التصوير مرهون باكتمال السيناريو والانتهاء من اختيار باقي فريق العمل مع الشركة المنتجة.

العمل في الدراما صعب للغاية، وعلى رغم نجاح تجربتي في مسلسل «الأدهم» إلا أنها استلزمت تحضيراً كبيراً وعملاً متواصلاً لفترة طويلة، ونجاحه حملني مسؤولية كبيرة قبل الموافقة على أي عمل آخر.

كان من المقرر أن أشارك في مسلسل «تعلب الصحراء» لرمضان المقبل، لكنه لم يكتمل لأسباب تتعلق بالسيناريو، لذا قررت الاعتذار عنه والتركيز في المسلسل الجديد.